الفرق بين الأسد وأردوغان

لومـــــوند : محمود مهاوش
يتشابه الدور التركي في الملف السوري مع الدور السوري في الملف العراقي بعد سقوط بغداد ،ويتشابه الخلاف الايراني السوري في الملف العراقي مع الخلاف الروسي التركي في الملف السوري ،ومن أعطى الضوء الأخضر لتركيا في سوريا ،هو نفسه الذي أعطاه للنظام السوري في العراق . بعد سقوط بغداد كان للنظام السوري دور رئيس في دعم المقاومة العراقية ،وكانت استخباراته تسهل دخول المجاهدين باختلاف تياراتهم إلى العراق، ولعب مشايخ سوريا دور في التجييش الإعلامي ،والدعوة للجهاد بفتوى من مفتي الجمهورية كفتارو، وفتحت الحدود والمطارات لكل من أراد نصرة العراق وسرعان ما تحولت المقاومة العراقية وبدعم من نظام دمشق من مقاومة وطنية لمقاومة إسلامية ، فسيطر على المشهد العراقي الجيش الإسلامي، جيش المجاهدين، أنصار السنة، كتائب ثورة العشرين، أنصار الإسلام، والقاعدة وألحقوا هزيمة كبيرة بالجيش الأمريكي ،وكانت قناة الزوراء تبث من سوريا صور العمليات ،وتحرض حتى على الميليشات المدعومة ايرانيا، استمر الصراع الطائفي في العراق بدعم سوري للسنة ودعم ايراني للشيعة فوقع تفجير مسجد سامراء بعملية غامضة في 2007 هدفت لجر العراقيين لحرب طائفية واشغال العراقيين عن عدوهم الحقيقي. حمّل المالكي سوريا مسؤولية التفجيرات الدموية وطالب بإنهاء دعمها لعناصر حزب البعث في العراق على حد قوله ،وصرح وقتها أن منفذي الأعمال الإرهابية في العراق تلقوا تدريبات في معسكرات بسوريا وقدّم معلومات ووثائق تؤكد أقواله وصرح بشار الأسد لعدة قنوات أن سوريا حليف استراتيجي لايران في المنطقة ،لكنها تختلف مع ايران في الملف العراقي. استطاعت سوريا بدعمها للمقاومة العراقية تحويلها من مقاومة ضد محتل أجنبي غازي لمقاومة إسلامية تضم صوفية نقشبندية وسلفية جهادية ثم حولتها لمقاومة سلفية جهادية بالرغم من ذلك كان الأسد يتصدر النشرات الاخبارية ، فهو القائد المقاوم الممانع الذي استقبل ملايين اللاجئين العراقيين وهو الذي رفض مصافحة أولمرت وهو من وصف حكام العرب بأنصاف الرجال هو من دعم المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان وهو من قال لأردوغان إن اسرائيل ستدفع ثمن شهداء سفينة مرمرة وهو القائد الذي ضحى شعبه بمئات آلاف فرص العمل ،ومئات المصانع للسماح بدخول الألبسة والبضائع التركية لاجل بناء علاقات قوية مع الدبلوماسية التركية ويرفع أسهم حزب العدالة والتنمية أمام الشعب التركي . وهو القائد الذي اختاره قراء موقع CNN بالعربية ليكون شخصية العام الأكثر شعبية عام 2009 وكان الإعلام القطري في خدمةً بناء شعبية كبيرة لبشار الأسد في العالم العربي. مع اندلاع الثورة السورية أعطيت لأردوغان مهمة مشابهة لمهمة الأسد في العراق فاستقبل اردوغان ملايين السوريين كما استقبل الأسد ملايين العراقيين وفتح أردوغان حدود ومطارات بلاده للجهاديين من عشرات الدول وبتنسيق مخابراتي دولي كما فعل الأسد سابقا في العراق وسعى لتحويل الثورة السورية من مقاومة وطنية تصارع ديكتاتور، إلى فصائل اسلامية متشددة لها أهدافها الخاصة، وأبعد المكون الكردي عن صفوف الثورة السورية ،فتركيا عدو تاريخي للأكراد وحول المعارضة السورية السياسية لائتلاف مرتزق مأجور، على شاكلة ائتلاف العراق وأصبحت اسطنبول ملاذ الحريري والخوجة والدروبي وأبو عمشة وغيرهم من المأجورين كما كانت دمشق ملاذا للمالكي وعلاوي والطالباني ومشعان الجبوري . واهم من يظن أن الخلافات الروسية التركية قد تؤدي لحرب بين الطرفين وانهيار علاقات البلدين ولا سيما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ مطلع هذا العام أكثر من 100 مليار دولار وواهم أيضا من يظن أن تركيا في صف مغاير للولايات المتحدة وهو البلد الذي يضم 26 قاعدة أمريكية على أرضه وحصل على تمويل أمريكي بعشرات المليارات لتمويل مشاريع الأناضول على الفرات ودجلة لتساوم دول الشرق الأوسط على المياه وواهم من يظن أن علاقات تركية مع اسرائيل قد تتدهور حبا في فلسطين فهي علاقات اقتصادية وعسكرية متينة تختفي وراء جدار المتاجرة بمشاعر الحب لفلسطين فتركيا أكبر شريك اقتصادي لاسرائيل في المنطقة ولا وجود لاسم تركيا في سجلات أهم المتبرعين والداعمين للفلسطينيين واللاجئين على مستوى العالم ،الفرق الوحيد بين أردوغان والأسد أن الأخير أهمل الداخل السوري وصنع انجازاته الخارجية على حساب مصلحة شعبه أما اردوغان فكانت مصلحة شعبه أولوية له حتى ولو كانت على حساب معاناة ودماء شعوب المنطقة.
الفرق بين الأسد وأردوغان lemonde.in 5 of 5
لومـــــوند : محمود مهاوش يتشابه الدور التركي في الملف السوري مع الدور السوري في الملف العراقي بعد سقوط بغداد ،ويتشابه الخلاف الايراني ...
انشر ايضا على

عبر عن رأيك