استعراض المليونيات يحبس أنفاس المصريين قبل استفتاء السبت
لومــــوند : إحسان عبد الرحمان :
فيما يحشد كل من أنصار الرئيس المصري محمد مرسي ومعارضيه الثلاثاء مؤيديهم في يوم “حاسم” من التظاهرات “المليونية” مع تصاعد الأزمة السياسية الحادة التي تشهدها مصر منذ اكثر من اسبوعين بين الاسلاميين من جهة والليبراليين واليساريين من جهة اخرى، أصيب عدد كبير من المعتصمين بميدان التحرير في القاهرة، بهجوم مسلح شنَّه مجهولون، كما وقعت اشتباكات محدودة بين عناصر من الحرس الجمهوري ومجموعة من المتظاهرين حاولوا الوصول إلى محيط الرئاسة المصرية.يأتي ذلك وسط مخاوف من صدامات قد تخرج عن السيطرة رغم تكليف الجيش بحفظ النظام حتى اعلان نتائج استفتاء السبت على مشروع دستور مثير للجدل.
وتعكس هذه الأزمة الأخطر منذ تولي الرئيس القادم من الإخوان المسلمين الحكم في يونيو الماضي، حالة الانقسام العميق في البلاد بعد نحو عامين من الثورة الشعبية التي اجبرت حسني مبارك على الاستقالة.وتثير هذه التظاهرات مخاوف من حدوث مواجهات جديدة شبيهة بالصدامات الدامية ليل الاربعاء الخميس الماضيين التي خلفت سبعة قتلى ومئات الجرحى خصوصا ان انصار الفريقين سيحتشدان في مكانين يفصل بينهما اقل من كيلومترين. وتحشد جبهة الانقاذ الوطني المعارضة انصارها تحت شعار “ضد الغلاء والاستفتاء” خصوصا امام القصر الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة، في حين يتجمع انصار مرسي الاسلاميين تحت شعار “نعم للشرعية” في مدينة نصر المجاورة.وأعلن حزب النور أبرز الاحزاب السلفية انه لن يتظاهر تفاديا لمخاطر الصدام.وعنونت صحيفة الجمهورية (حكومية) “ثلاثاء الحسم: مليونيات في استعراض جديد للقوة قبل الاستفتاء” في حين عنونت صحيفة الأخبار (حكومية) “يا رب احفظ مصر” عاكسة القلق من هذا الاحتشاد الشعبي.وعنونت صحيفة الوفد الناطقة بلسان الحزب الليبرالي وعضو جبهة الانقاذ الوطني المعارضة “استفتاء العار” وفي عنوانين فرعيين “نرفض منح الشرعية لدستور الفتنة والانقسام” و”نحذر من دفع المصريين لمواجهات دامية”.في المقابل عنونت صحيفة الحرية والعدالة الناطقة بلسان حزب الإخوان المسلمين “الدستور في يد الشعب” و”مليونيات حاشدة لدعم الشرعية”.ويثير هذا الاحتشاد في شوارع القاهرة مخاوف من حدوث صدامات واعمال عنف تعمل قوات الامن والجيش الذي منحه الرئيس مرسي سلطة توقيف المدنيين، على تفاديها.وكان مرسي قد اعطى الجيش الاثنين بقرار قانون سلطة توقيف المدنيين حتى اعلان نتائج الاستفتاء. وكان هذا الاجراء موضع انتقادات شديدة خلال فترة حكم المجلس العسكري بعد الاطاحة بمبارك وحتى انتخاب مرسي في يونيو 2012. وأقامت العديد من القوى السياسية بينها حزب الحرية والعدالة بزعامة مرسي حينها دعاوى امام القضاء الاداري الذي ابطله. ويعيد هذا الاجراء الى الواجهة المؤسسة العسكرية النافذة في مصر التي حرصت على الابتعاد عن السطح السياسي منذ تقاعد المشير حسين طنطاوي في اغسطس الماضي.وعاد الجيش للظهور السبت مشددا على انه لا وسيلة لحل الازمة القائمة الا الحوار و”لن يسمح” بغيره. ونددت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان مثل منظمة العفو الدولية بهذا الاجراء واعتبرته “سابقة خطيرة”. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الاثنين “نريد من الذين يمارسون حقوقهم في حرية التعبير ان يقوموا بذلك بطريقة سلمية، لكننا نريد ايضا ان تحترم الحكومة المصرية وقوات الأمن حرية التعبير هذه وحرية التجمع وان تتحلى بضبط النفس”.واضافت “لا نرغب في تكرار اخطاء عهد مبارك” في تحذير لنظام الرئيس مرسي.الى ذلك، أصيب عدد كبير من المعتصمين بميدان التحرير في القاهرة، الثلاثاء، بهجوم مسلح شنَّه مجهولون.وأبلغ أحد المعتصمين بميدان التحرير في وسط القاهرة، بأن مجهولين شنّوا هجوماً بالأسلحة النارية والبيضاء على المعتصمين بالميدان ما أدّى إلى وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف المعتصمين يجري علاجهم بالعيادات الميدانية.وأوضح أن المعتصمين الذين كان عددعم بضع مئات رشقوا المهاجمين بالحجارة والزجاجات الفارغة وطاردوهم خارج الميدان، فيما بدأ عشرات من المعتصمين تكثيف تواجدهم على مداخل الميدان ووضعوا حواجز حديدية للحيلولة دون تكرار الهجوم. ويعتصم عدد كبير من المصريين بميدان التحرير منذ قرابة 3 أسابيع احتجاجاً على إعلانين دستوريين أصدرهما الرئيس المصري محمد مرسي يرون فيهما ترسيخاً لحكم الفرد وتأسيساً لديكتاتورية جديدة في البلاد، وأيضاً ضد مشروع دستور يرون فيه تعبيراً عن مصالح تيار الإسلام السياسي دون غيرهم.من جانب آخر، وقعت اشتباكات محدودة، الثلاثاء، بين عناصر من الحرس الجمهوري ومجموعة من المتظاهرين حاولوا الوصول إلى محيط الرئاسة المصرية.ومنعت عناصر من الحرس الجمهوري، مجموعة من المتظاهرين حاولوا تسلق جدار خرساني أقيم بنهاية شارع الميرغني المؤدي إلى قصر الاتحادية (مقر رئاسة الجمهورية المصرية بضاحية مصر الجديدة شمال القاهرة) للانضمام إلى اعتصام مفتوح بدأته مجموعة من المتظاهرين مساء الجمعة الفائت للمطالبة بإسقاط النظام. وقال أحد سكان ضاحية مصر الجديدة، إن المتظاهرين لا تتجاوز أعمارهم 20 عاماً رشقوا بالحجارة عناصر الحرس التي طاردتهم بالهراوات لإبعادهم عن الجدار الخرساني. وفي غضون ذلك، أغلقت عناصر الحرس الجمهوري وقوات الأمن المركزي جميع الشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية إلى قصر الاتحادية، خاصة من جهة شارع الميرغني ونفق العروبة حيث أُقيم جداران خرسانيان.