<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> لومـــــوند : عبد الحليم قنديل <br /><div style="text-align: justify;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg07mR3ftM5e8NlLyNPAIcsLl8FJ-7dECpO6uVis7BQPhaLN6KYCqcwSAoH26OlmSpqAdklOOmIRDB5gefp7_djZID3Gstve1HDFIil0n6whsJlOuxUru_lUMPkUn0KOp8CRdsf8DTkd2O6/s1600/lemonde.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="181" data-original-width="235" height="154" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg07mR3ftM5e8NlLyNPAIcsLl8FJ-7dECpO6uVis7BQPhaLN6KYCqcwSAoH26OlmSpqAdklOOmIRDB5gefp7_djZID3Gstve1HDFIil0n6whsJlOuxUru_lUMPkUn0KOp8CRdsf8DTkd2O6/s200-rw/lemonde.jpg" width="200" /></a>بدون استباق لحركة الحوادث، وبدون الدخول في نشر محظور قانونا عن قضية الفريق سامي عنان، وهو رجل عسكري يحقق معه ويحاكم عسكريا، وفي مخالفات وجرائم منسوبة، ظهر بعضها في بيان حازم صدر عن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، وربما تضاف اتهامات أخرى أخطر للرجل، الذي قالت الإدارة الأمريكية أنها «تعرفه جيدا»، وأعلن زعماء في الكونغرس الأمريكي الحرب على مصر من أجله، وبما يوحى بأن قصته أبعد من مجرد ترشح خائب في انتخابات رئاسية محسومة، وأن الجيش، لا الرئيس المصري، هو الهدف المفضل لإطلاق النيران، فقد بدا نبأ القبض على عنان مثيرا لجزع أمراء حرب متعددة الأطراف للنيل من الجيش المصري. والجيش المصري حالة فريدة، فهو الأوفر شعبية بامتياز بين صفوف أهله قياسا إلى كل جيوش الدنيا، والأكثر احتراما وانضباطا وفاعلية بين هيئات الدولة المصرية، والأوثق ارتباطا بتاريخ مصر القديمة والحديثة، وهو مدرسة الوطنية المصرية الحديثة الأولى، فقد كان التجنيد الإلزامي نقطة التكريس لمبدأ المواطنة المتساوية، وكان الافتتاح الأول للنهوض يبدأ دائما من مدرسة الجيش، وعلى طريقة ما فعله محمد علي باشا، وابنه إبراهيم باشا المؤسس الأول للجيش المصري الحديث، وكان لقب إبراهيم باشا «ساري عسكر عربستان»، أي أمير عام الجيوش العربية، وكان نهوض الجيش عنوانا أولا لنهوض مصر في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وكانت حركته تعبيرا غريزيا عن قانون مصر، التي تعربت بغرائز الأمن قبل تعريب لسانها مع الفتح الاسلامي، فقد دارت معارك مصر الوجودية كلها إلى ما يعرف الآن بالمشرق العربي، من «مجدو» تحتمس إلى «قادش» رمسيس، ومن «عين جالوت» قطز إلى «حطين» صلاح الدين، وإلى معارك جيش إبراهيم باشا في المشرق، التي كادت تحطم الدولة العثمانية المتخلفة المريضة، لولا أن تحالف الاستعمار الأوروبي وقتها ضد مصر، أرغمها على الانكماش داخل حدودها الجغرافية، وترك مجالها الحيوي العربي الذي لا تنهض بدونه، وإضعاف الجيش تمهيدا لإضعاف مصر، وصولا إلى فرض الاحتلال البريطاني عليها على مدى جاوز السبعين سنة.إلى أن كان نهوض جديد، انطلق هذه المرة أيضا من صفوف الجيش أولا، ومن تحرك تنظيم «الضباط الأحرار» بقيادة جمال عبد الناصر، وبثورة هي الأعظم بإطلاق، سرعان ما تكشفت للأعداء حقيقتها، وعمق إدراكها لقانون مصر، ولدوائر حركتها الغريزية، وطموحها في تحرير وتوحيد شعوب الأمة العربية، وهو ما كان سببا مبكرا في محاولات إضعاف الجيش، وفرض أمريكا وبريطانيا لحظر توريد السلاح، خوفا على سلامة كيان الاغتصاب الإسرائيلي، ثم كان خروج مصر من الحصار المفروض، بتنويع مصادر السلاح وتأميم قناة السويس، والانطلاق إلى بناء مصر كمثال عربى ملهم، وقاعدة لحركات التحرير الوطني في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وتصنيع مصر، وخلق مجتمع جديد من قلب المجتمع القديم، وكان لابد لقوى الاستعمار العالمي من توجيه ضربة جديدة لمصر، والسعى لتحطيم جيشها وإزهاق روحها، وهو ما جرت المبادرة إليه بعد تخطيط طويل في عدوان 1967، والعمل لإحباط نهوض عبد الناصر على طريقة ما جرى مع نهوض محمد علي، لكن مصر عبد الناصر بدت قادرة على امتصاص الضربة الماحقة، والتصحيح الذاتي للأخطاء والخطايا الداخلية، وإعادة بناء الجيش من نقطة الصفر، وفي قلب معارك ضارية في حرب الاستنزاف، وصولا إلى نصر أكتوبر 1973، وتحقيق إنجاز السلاح المغدور بخذلان السياسة، ودفع مصر إلى هزيمة حضارية بعد النصر العسكري الباهر، ودوس «الذين هبروا» فوق دماء «الذين عبروا»، وتدمير إنجازات الجيش باتفاقات فض الاشتباك، وصولا إلى ما يسمى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، ومحاولات تدجين الجيش وإضعافه، وفرض تسليح المعونة الأمريكية كمورد شبه وحيد، إلى أن ثار الشعب في 25 يناير 2011 و30 يونيو2013، وكان الجيش سندا لثورة الشعب في الحالتين، وهو ما يفسر سعي الاستعمار الأمريكي لإضعاف الجيش، واحتواء قراره بعد فشل خطط الوصاية على حركته، وعلى طريقة الضغط بخفض المعونة العسكرية في أيام باراك أوباما كما في أيام دونالد ترامب. مع ثورة 25 يناير، كانت أمريكا منغمسة في شؤون الداخل المصري، وكانت لا تزال تمارس دورها في الوصاية على قرار القاهرة، وكان سفراؤها يمارسون دور المندوب السامي البريطاني القديم، وكانت واشنطن تعلم وتوافق على فكرة انتقال السلطة من مبارك إلى المجلس العسكري، فلم يكن يعنيها أن يسقط مبارك، وكل ما يعني الإدارة الأمريكية، أن تظل مصر في قبضة المصالح الأمريكية، وأن تطور صيغة جديدة لبقاء مصر رهينة للتبعية الأمريكية، إلى أن جاء زلزال مصري جديد، وتدفقت عشرات ملايين الشعب في شوارع وميادين 30 يونيو 2013، ولم تكن واشنطن تريد دورا للجيش المصري هذه المرة، فقد كانت رتبت أمورها في مصر بطريقة مختلفة، وقررت الاعتماد على تبعية جماعات اليمين الديني التي تكره الجيش بالخلقة، وضغطت أمريكا بكل ما تبقى لها من قوة في مصر وقتها، وقد كانت ـ ولا تزال ـ خرائط القوة الأمريكية في مصر متسعة، من جماعات البيزنس التي تضاعفت ثرواتها في ظلال المعونة الأمريكية، وإلى جماعات التمويل الأجنبي، التي مدت جسورها إلى جماعات اليمين الديني، وجرت حروب التضاغطات تباعا، لكن الجيش تحدى أمريكا هذه المرة، وقرر تنفيذ حكم الشعب بالخلاص من تحكم جماعات اليمين الديني، وهو ما دفع أمريكا إلى الضغط بغلظة وشراسة متزايدة على الجيش، وكان مفهوما أن تلجأ واشنطن إلى سلاح خفض وتجميد المعونة العسكرية، وقد بدأت هذه المعونة بالتواقت مع عقد المعاهدة المشؤومة مع إسرائيل، والتي جعلت أمريكا ضامنا لإسرائيل ورقيبا على السلوك المصري.وكانت شروط المعونة قاطعة في مغزاها وأهدافها، فأمريكا هي التي تحدد نوع السلاح المورد إلى مصر، وعلى نحو يجعل تسليح الجيش أضعف بمراحل وأشواط بعيدة عن التسليح الإسرائيلي، وحين جاء الوقت لعقاب مصر، كانت الوسيلة المثلى، بعد حروب الميديا وحروب المخابرات والضغوط الاقتصادية، أن تضغط واشنطن بورقة التسليح والصيانة، وأن تجمد وتخفض المعونة العسكرية للجيش، وعلى نحو كلي لنحو عام ونصف العام في عهد أوباما، وهولاما تتكرر وتتداعى نذره إلى الآن، لكن سلوك القيادة المصرية اختلف تماما هذه المرة، فلم تعد تبالي بالضغوط الأمريكية، ولا بالأوامر الهاتفية الملحة من واشنطن، وقررت القيادة المصرية تحويل ما تصورته واشنطن نقمة، إلى نعمة، وقررت كسر الاحتكار الأمريكي لتوريد السلاح إلى مصر، ووفرت موارد هائلة لتنويع مصادر السلاح، وتعظيم قوة الجيش على نحو طفري، والعودة إلى إحياء كثيف لصناعة السلاح ذاتيا، وغلق صنابير التحكم الأمريكي في التسليح المصري، وإكساب القرار الوطني لاستقلالية متزايدة، تسمح بإحياء المشروع النووي الذي حظرته أمريكا لأربعين سنة، وتفكك بالتدريج قيودا ثقيلة فرضتها الملاحق الأمنية لما يسمى معاهدة السلام، وتطبق تكتيكا وطنيا ذكيا لإنهاء عار مناطق نزع السلاح المصري في سيناء، وكان محظورا بمقتضى المعاهدة وملاحقها الأمنية، أي تواجد لمطارات حربية أو موانئ حربية بحرية مصرية في سيناء كلها، وأي تواجد للجيش في شرق سيناء بعرض 33 كيلومترا، وأي تواجد لغير أربع كتائب حرس حدود في وسط سيناء بعرض 109 كيلومترات، فيما كان التواجد بفرقة مشاة ميكانيكية واحدة من الجيش محصورا في منطقة ممتدة من خط قناة السويس إلى 59 كيلومترا داخل سيناء، وغرب خط المضايق الاستراتيجي، وقد صارت خرائط نزع سلاح سيناء في خبر كان الآن، وانتشرت قوات الجيش المصري بكامل هيئتها وأسلحتها في سيناء كلها، وعاد الجيش إلى حافة الحدود المصرية التاريخية مع فلسطين المحتلة، وهو ما يحدث لأول مرة منذ ما قبل هزيمة 1967، ويبدو كانقلاب استراتيجي هائل، فلن يعود جندي مصري واحد إلى الخلف مجددا، ولم يعد بوسع إسرائيل ولا أمريكا، سوى التسليم بأمر واقع جديد، فرضته سياسة مصرية ذكية، تخوض حرب تحرير ثانية شاملة لسيناء، وتصل ما انقطع مع حرب أكتوبر 1973، ورفضت وترفض أي مشاركة أمريكية أو بريطانية عرضت مرارا في حرب مصر ضد جماعات الإرهاب الحليفة ميدانيا وموضوعيا لإسرائيل. وقد لا يكون سرا، أن أمريكا حاولت مرارا، طوال فترة احتلالها السياسي لمصر، التي اتصلت على مدى قرابة أربعة عقود بعد معاهدة السلام وسريان مبدأ المعونة، حاولت فيها واشنطن أن تتخلص من كثافة القوة البشرية للجيش، وأن تلغى مبدأ التجنيد الوطني العام، بدعوى أن «حرب أكتوبر هي آخر الحروب» كما قال السادات يوما، ونصحت واشنطن، وضغطت لتفكيك الجيش المصري الضخم، والاكتفاء بجيش صغير من المتطوعين الموظفين، يخصص حصرا لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة، وفي وثائق أمريكية نشرت من سنوات على موقع «ويكيليكس»، بينها تقارير سرية من سفارة واشنطن في القاهرة، أشارت بضيق ظاهر إلى رفض وزير الدفاع الأسبق المشير حسين طنطاوي للرغبات الأمريكية، ووصفته التقارير إياها بأنه «عسكري مصري تقليدي»، بينما جرت الإشارة بعين الرضا إلى الفريق سامي عنان رئيس الأركان وقتها، ووصف سلوكه بالديناميكية والمرونة، وهي المحبة الكامنة التي ظهرت إلى العلن في أعقاب ثورة 25 يناير، فقد نشرت «واشنطن بوست» وقتها تقريرا بعنوان «سامي عنان رجل واشنطن المفضل في مصر»، وهو المعنى ذاته الذي ذهبت إليه الإدارة الأمريكية الحالية في تعليقها الأول على نبأ احتجاز عنان، فقد قالت إنها «تعرفه جيدا»، وهو ما قد يعني ضمنا، أن ضربة جديدة وجهت لأمريكا في مصر، وليس كل ما يعرف يقال في حينه. </div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjr_oj8D4CO39zpwD9DaQEtrglVIltPYEv9wPmV4VgTEnUFu07LcwYmf_TqVX7qXhWI_DBtxGTN_vlIRmHprr1Ybt3GGdRhGSB9imWgyNeassQNILlV-uHg3XkdneQVolPAv8G6GputhCoS/s1600/%25D9%2584%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2580%25D9%2580%25D9%2580%25D9%2580%25D9%2588%25D9%2586%25D8%25AF.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="200" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjr_oj8D4CO39zpwD9DaQEtrglVIltPYEv9wPmV4VgTEnUFu07LcwYmf_TqVX7qXhWI_DBtxGTN_vlIRmHprr1Ybt3GGdRhGSB9imWgyNeassQNILlV-uHg3XkdneQVolPAv8G6GputhCoS/s200-rw/%25D9%2584%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2580%25D9%2580%25D9%2580%25D9%2580%25D9%2588%25D9%2586%25D8%25AF.jpg" width="143" /></a></div> لومـــــوند : عبد الحليم قنديل<br /><div style="text-align: justify;"> هل هناك «حوار استراتيجي» فعلا بين القاهرة وواشنطن؟ أم أننا بصدد حوار والسلام، يقضى فيه كل طرف حاجته، ولا بأس ـ بعد جلساته ـ من أحاديث علاقات دبلوماسية عامة، يظهر فيها الخلاف أكثر من الاتفاق.جون كيرى وزير الخارجية الأمريكي بدأ جولته الشرق أوسطية الأخيرة بزيارة القاهرة، وافتتح دورة حوار استراتيجي مع نظيره المصري سامح شكري، وترك عددا من مساعديه لإدارة حوارات تفصيلية في موضوعات بعينها، وبدون أن يعني ذلك عودة إلى مستوى «الحوار الاستراتيجي» نفسه، الذي توقفت جولاته بعد أولاها المنعقدة عام 2009، ومن المخطط أن تنعقد جلسة حوار استراتيجي لاحقة بعد عامين من الآن، يكون كيري وقتها قد خرج من الخدمة مع رئيسه أوباما، بينما يظل النظام الحاكم في القاهرة الآن هو نفسه غالبا بعد العامين، وربما في وضع أكثر قوة، وبما يمكنه من إدارة حرفية أكثر كفاءة لتناقضات تعلو باطراد على التفاهمات مع واشنطن.وقد لا نحب التوقف كثيرا عند تصريحات كيرى العلنية، بعد جلسة الحوار إياه في القاهرة، فقد بدا أكثر تفهما لوجهة نظر النظام المصري في جماعة الإخوان، وقال وزير الخارجية الأمريكي نصا «إن لدى بلاده معلومات بتورط عدد من قيادات تنظيم الإخوان في العنف»، بدا التطور مثيرا، خاصة أن كيري نفسه حرص قبل قدومه للقاهرة على لقاء محمد سلطان ابن القيادي الإخواني السجين صلاح سلطان، وفُهم التصرف كإشارة إلى استمرار واشنطن في التواصل مع الإخوان، وحرصها على إعادة دمجهم في السياسة المصرية، وهو ما أشار له كيري مجددا في القاهرة، وبدون أن يشير صراحة بالاسم إلى جماعة الإخوان، غير أنه حرص على التذكير برأي بلاده، ومفاده أن عددا من قيادات الإخوان انتهج العنف، بينــــما آخرون يحافظــــون على مبدأ السلمية، ما يتوجب معه منح السلميين فرصة في الممارسة السياسية، ولم تلتفت القاهرة الرسمية إلى كلام كيرى كله، وأخذت منه ما يعجبها، وتركت الباقي كدخان يطير في الهواء، وأكدت على رفضها الجازم لمبدأ المشروطية، وبدون أن يعقب كيري، الذي اكتفى من غنيمة القاهرة بالذهاب إلى الخليج، وبهدف ترتيب وتسريع صفقات أسلحة أمريكية جديدة بعشرات مليارات الدولارات.والمعنى ـ ببساطة ـ أن القاهرة 2015 غير القاهرة 2009، وأنه قد يمكن تكرار كلمات وأوصاف من نوع «الحوار الاستراتيجي»، لكن المضامين تغيرت على نحو محسوس، فلم يعد من وجود لما كان يسمى «علاقة خاصة» بين القاهرة وواشنطن، وقد أطاحت القاهرة بوزير خارجيتها السابق نبيل فهمي بسبب زلة لسان في واشنطن، وصف فيها علاقة مصر بأمريكا بأنها مختلفة عن «علاقات الليلة الواحدة»، وأنها أقرب إلى «الزواج الكاثوليكي» الدائم، طارت رأس نبيل فهمى بقرار رئاسي، كان الرجل ـ في ما يبدو ـ حسن النية، وتصور أن مهمته هي تحسين علاقات القاهرة بواشنطن، وإعادتها إلى سابق عهدها زمن المخلوع مبارك وزمن المعزول مرسي، ثم أن ميوله الأمريكية ظاهرة فاقع لونها، وكانت إزاحته عنوانا لطريقة مختلفة في التعامل مع واشنطن، فلم تبال القاهرة أبدا بقرار أوباما تجميد المعونة العسكرية في سبتمبر 2013، عقب إطاحة مرسي والفض العنيف الدامي لاعتصام «رابعة»، واكتفى الرئيس المصري بعدها بعبارة دالة، وهي أن «مصر لن تنسى أن أمريكا أدارت ظهرها للشعب المصري»، ولم يكن الكلام مجرد عتب، بل انطوى على خطة تغيير درايى متدرج في السياسة المصرية، تطورت فيه علاقة تكامل وظيفي بين فوائض القوة العسكرية المصرية وفوائض المال الخليجي، ثم جرى بالتوازي اختراق غير مسبوق لعقود مضت في سياسة مصر الدولية، أقامت عبره جسور تعاون استراتيجي شامل مع موسكو وبكين، وبدا التحول «استراتيجيا» حقا، ومدركا لطبيعة التغيرات الجارية على القمة الدولية في السلاح والاقتصاد، التي نزعت عن أمريكا صفة «القطب الوحيد»، أو«القوة العظمى» بألف ولام التعريف، فلم تعد أمريكا كذلك، وإنما صارت «قوة عظمى» بين قوى عظمى متكاثرة على الساحة الدولية، وهكذا طورت مصر بسرعة علاقات «استراتيجية» متعددة الأطراف، وزادت على التوجه إلى موسكو وبكين اختراقا ملموسا لدول الاتحاد الأوروبي، وأقامت صلات وثيقة بدول الجنوب الأوروبي في اليونان وإسبانيا وإيطاليا، ثم زحفت إلى القلب الأوروبي، وأقامت علاقة سلاح متطورة مع فرنسا، ثم علاقة اقتصاد قوية مع ألمانيا، ووجهت بريطانيا دعوة مفتوحة إلى الرئيس المصري لزيارة لندن، وعقدت صفقات سلاح وقطع غيار مع القاهرة، أضيفت إلى صفقات سلاح كبرى مع فرنسا وروسيا، قفزت بقوة الجيش المصري وترتيبه العالمي خطوات إلى الأمام، وفتحت آفاقا غير مسبوقة لتطوير صناعة السلاح في مصر نفسها، وجرى كل ذلك في تخطيط مدروس لكسر أنف واشنطن، وهو ما جعل أوباما يحرص على لقاء الرئيس المصري بعد 14 شهرا من فرض واشنطن لحظر السلاح، ثم جعل الكونغرس يبتلع انتقاداته للوضع المصري الداخلي، ويقرر الموافقة ـ بلا شروط ـ على إتاحة المعونة العسكرية المقررة لمصر، البالغة قيمتها سنويا 1300 مليون دولار، وهكذا عادت طائرات «الأباتشي» المحتجزة إلى مصر، وجاءت إليها طوابير الدبابات الأمريكية وطائرات «إف ـ 16»، فقد أدركت واشنطن أن وضع النظام المصري يزداد قوة في الداخل، ويتزايد دوره في المحيط العربي الساخن، وأنها قد تفقد ما تبقى من علاقاتها بالقاهرة والجيش المصري إن استمرت في العناد والضغط غير المجدي، خاصة بعد أن أثبتت القاهرة مقدرتها في الاستغناء عن السلاح الأمريكي، وإحلال تسليح صاروخي غاية في التطور من روسيا بالذات، ولم تكن إسرائيل ـ للمفارقة ـ بعيدة عن دفع أمريكا للتراجع، ليس حبا في سواد عيون مصر، وليس عن رغبة في مغازلة القاهرة، ولا كسبا لمودتها، بل توقيا لغضب السياسة المصرية باتجاهاتها الراديكالية المتزايدة الأثر، وكسب القاهرة الفعلي في سيناء، بإعادة نشر قوات الجيش المصري حتى الحدود الدولية، والإلغاء العملي لمناطق نزع السلاح التي كانت مفروضة بمقتضى الملاحق الأمنية لما يسمى معاهدة السلام، وهو ما خلق واقعا مختلفا، تبدو فيه يد القاهرة هي الأعلى، وتخشى معه إسرائيل أن يتدهور الموقف أكثر، وأن يأتى تدهور العلاقات المصرية ـ الأمريكية على حساب إسرائيل، فمصر واحدة من عديد الدول المحورية التي تهتم بها واشنطن على خرائط عملها الكوني، بينما مصر هي أهم وأخطر دولة في العالم بالنسبة لإسرائيل، وهو ما يفسر حرص تل أبيب على دفع واشنطن للتراجع، وعلى بعث دفء اصطناعي محسوس في علاقات واشنطن الباردة مع القاهرة، والعودة إلى عقد دورات ما يسمى «الحوار الاستراتيجي» في وضع أقرب إلى النزاع الاستراتيجي.ولا تبدو القاهرة الرسمية في عجلة من أمرها، فرياح المنطقة الجديدة تمضي إلى شراعها، وهي تريد استعادة دورها القيادي العربي في تؤدة وحذر، ولا مانع عندها من قبول معونة عسكرية أمريكية ما دامت بغير شروط، وما دامت لا تؤثر على الرغبة المصرية الجارفة في تطوير تسليح الجيش، وإنهاء الاعتماد الحصري على التسليح الأمريكي، الذي حرص على تقييد قوة الجيش المصري، وإعطائه طرازات من الأسلحة لا تكفل له مجاراة التفوق الإسرائيلي، وقد انتهت هذه السيرة تماما، وفرضت مصر شروطها بتنويع مصادر سلاحها وعلاقاتها الاستراتيجية. وكان لافتا أن القاهرة واصلت التحدي في فترة العناد مع واشنطن، إلى حد إقامة عشاء رسمي للرئيس الروسي بوتين في المطعم الدوار أعلى برج القاهرة، ولم تكن الإشارة خافية، فقد قرر عبد الناصر بناء برج القاهرة كشاهد أبدي على خيبة المخابرات الأمريكية، التي حاولت رشوته بملايين أخذها عبد الناصر، وبنى بها البرج الشهير، لتذكير الأمريكيين دائما بخيبتهم الثقيلة، وكان البرج من شواهد سياسة الاستقلال الوطني مع تأميم قناة السويس، وهي السياسة نفسها التي تستوحيها القاهرة الآن، وتتقلص معها عناصر التبعية لواشنطن الموروثة عن أيام السادات ومبارك ومرسي، وواشنطن تعرف ما يجري بالضبط، ويذوي عندها الأمل في استعادة علاقات استراتيجية تتكافأ مع ما تسميه بالحوار الاستراتيجي، لكنها ـ أي واشنطن ـ تريد كسب الوقت بالتهدئة، وترك المهمة مع القاهرة لإدارة جديدة تخلف إدارة أوباما، مع مواصلة الضغط على القاهرة بأساليب أخرى، بينها الانفتاح على جماعة الإخوان كجماعة مناهضة للنظام المصري، والضغط على الحلفاء الخليجيين لتقييد انفتاحهم على مصر، فضلا عن أعمال المخابرات القذرة في الظل، التي قد تصل إلى حد تدبير اغتيالات كبرى، وهو ما تفهمه القاهرة بدورها، وتتصرف فعليا على أساسه، وفي سياق أقرب إلى الطلاق السياسي منه إلى الحوار الاستراتيجي. <br /><br /><br /><br /></div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhJ7lAsMrjDH03cuSeOv6kLZACHoXJXZch0deGaNip4DYKd9sDSkrDm1BeJM6o6tRBPjUUOzaPgBo_YMTH1MkOFCO86WOQEqGYY1Fq1Fy_Gz22uR5r9HaVJRYe2RjREOyJqzdxgsRMcwI45/s1600/%D9%84%D9%88%D9%85%D9%88%D9%86%D8%AF.jpeg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="200" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhJ7lAsMrjDH03cuSeOv6kLZACHoXJXZch0deGaNip4DYKd9sDSkrDm1BeJM6o6tRBPjUUOzaPgBo_YMTH1MkOFCO86WOQEqGYY1Fq1Fy_Gz22uR5r9HaVJRYe2RjREOyJqzdxgsRMcwI45/s1600-rw/%D9%84%D9%88%D9%85%D9%88%D9%86%D8%AF.jpeg" width="150" /></a></div> لومـــــوند : عبد الحليم قنديل <br /><div style="text-align: justify;"> نعم، إما أن تختار «فلسطين»، أو أن تختار «داعش». ولا توجد منطقة وسطى بين جنة اختيار فلسطين، ونار اختيار «داعش».اختيار فلسطين يعني حفظ الدين وصيانة الوطن وتكريم الإنسان، واختيار «داعش» يعني الكفر بالدين وتحطيم الأوطان والعصف بإنسانية الإنسان. وفي رسم كاريكاتيري معبر للفنان المصري الموهوب سعد الدين شحاتة، تجد حوارا بين «داعش» و»حمار» يضحك ساخرا، يقول الداعشي «هنحرر العالم العربي.. وبعدين هنحرر القدس»، ويرد الحمار هازئا على الداعشي «لا يا شيخ»، والمعنى مفهوم، فحتى الحمار يعرف الحكاية، وهي أن اختيار «داعش» والداعشين هو أعظم خدمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، بينما اختيار فلسطين هو الذي يحطم إسرائيل ويحرر القدس.و»داعش» ليس مجرد تنظيم، ولا دولة خلافة أشبه بالخرافة، إنه طريقة مميتة في التفكير، اجتذب إليه أجيالا وراء أجيال من الشباب العربي، دفنت طاقتهم الحيوية في بئر الكفر باسم الإسلام، والبحث عن معنى للحياة بالتدمير الكامل لكل حياة، وهو الخيط الذي التقطته المخابرات الأمريكية منذ أواخر السبعينيات، وأدارت به حرب تعبئة مزيفة، جوهرها ترك الانشغال بفلسطين والمقاومة الفلسطينية، وتدبير عملية الهجرة إلى أطراف العالم الإسلامي، وبدعوى الجهاد ضد الاحتلال الروسي لأفغانستان، وترك الجهاد ضد إسرائيل، وهو ما فرح به العدو، ودعمته أموال وتسهيلات الحكومات الرجعية العربية، وشارك به مشايخ السلفيين والإخوان، وجندت له طاقات هائلة بدوافع بدت خيرية وإيمانية، ولم تكن النهاية تحريرا لأفغانستان، بل تدميرا للبلد الذي زعموا الذهاب لتحريره، ثم تحطيم جواره باكستان، واجتلاب الاحتلال الأمريكي بعد زوال الاحتلال السوفييتي، وانقلاب السحر على الساحر، وتكون جماعة «القاعدة» وأخواتها، ثم القفز من الدائرة الأبعد إلى الدائرة الأقرب، والبدء بتحطيم الحلقة الأقرب من دول العالم الإسلامي، المحيطة بفلسطين المحتلة، وعلى نحو ما جرى ويجري في العراق بعد الاحتلال الأمريكي، ثم على نحو ما يجري في سوريا، وحيث ولد تنظيم «داعش» كجماعة تحطيم أشرس من «القاعدة» وأخواتها، وباتباع السياسة الاستعمارية القديمة المتجددة، وهي سياسة «فرق تســـد»، وترك العداوة الجامعة لإسرائيل، وإحلال عداوة السنة للشيعة، وافتعال حروب الصراع بين ولاية الشيعة وخلافة السنة، وتفكيك النسيج الوطني، على نحو ما حدث في العراق وسوريا، والنيران الممتدة إلى لبنان الهش، وبعدها إلى الأردن، والتهديد بانتقال العدوى إلى دول الخليج واليمن، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الحروب والاحتقانات الطائفية، والتدمير الوحشي للمدن والقرى والبشر والحجر والحرث والنسل، وتمزيق الأمة إلى ألف أمة، وبأكثر مما حلمت به إسرائيل، وبأكثر مما سعت إليه دول جوار طامعة كتركيا وإيران، تسعى لبناء امبراطورياتها على أنقاض الكيان العربي، وبتفاهم تقليدي راسخ مع الأمريكيين والإسرائيليين في الحالة التركية، وتفاهم مستجد مع واشنطن في الحالة الإيرانية.وليست مصادفة، أن رصاصة واحدة من «داعش» وأخواته لم تذهب إلى إسرائيل، فهؤلاء الذين يقاتلون زورا باسم الإسلام لا يعرفون شيئا اسمه فلسطين المحتلة، لا يطرأ على بالهم ولا يرد إلى خيالهم، فهم مشغولون بسبي النساء وجهاد الفراش، وبحربهم المقدسة المدنسة، وبالعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة، وبقطع رؤوس العرب والمسلمين سنة وشيعة، وبنقل مسارح الدمار إلى حيث يوجد نفس لعربي، وعلى طريقة محاولاتهم البائسة للعبث في مصرالقوية، أو محاولاتهم المتقدمة لإكمال تحطيم ليبيا المفرقة، وعلى نحو يهدد بانتقال النيران إلى تونس الديمقراطية بالذات، وبدعم مالي وفير من ذات الدوائر الرجعية العربية، وبصفقات تسليح تنشط بها تركيا الأطلنطية، وبرضا ظاهر من المخابرات الأمريكية، وبسرور غامر من إسرائيل السعيدة بكل ما يجري، فقد كسبت وجودا لوحش إرهابي يبدو أنه يهدد العالم كله، ويلفت النظر عن جرائمها الاستيطانية، وابتلاعها اليومي للأرض الفلسطينية، فوق أنها لا تحس خطرا يدمي أياديها، فقد وجد «داعش» ـ وأخواته، من نوع جبهة النصرة ـ على حدود الجولان المحتل، ومن دون أن يطلقوا رصاصة على جنود الاحتلال، بل طلبوا المدد والعون الإسرائيلي في مواجهة الجيش السوري، ولم تتخلف إسرائيل عن نصرة «النصرة» و»داعش»، ووجهت نيرانها وغاراتها إلى دمشق، ليس كراهة ببشار الأسد، بل حبا في «داعش»، فالأخيرة تتصرف بما يخدم إسرائيل، وبطريقة أكفأ من كل ما يمكن أن تفعله إسرائيل، فقد حملت عن إسرائيل عبء السلاح والمال والدم اللازم لتدمير مدن العرب وقراهم، وتشريد ملايينهم إلى مخــــيمات البؤس، وقامت «داعش» بكل ما أملت فيه إسرائيل، وبطريقة التدمير الذاتي المتناسل تلقائيا، وباستـــخدام وصفة «دمر نفسك بنفسك»، فبعد أن تقوم «داعش» بالواجب المحبب لأمريكا وإسرائيل، تدور الدوائر على الخلافة الوهمية، وينتهي «داعش» البغدادي، لتولد «دواعش» أخرى.وقد يقال لك إن «داعش» ولدت نتيجة قهر نظم ديكتاتورية طائفية، وهذا تفسير صحيح جزئيا في حالة نظامي الحكم ببغداد ودمشق، لكن التفسير ناقص ومعتل، فقد وقف «داعش» وأخواته ضد الثورات على الديكتاتوريات أيضا، وأصل العلة في طريقة تفكير اليمين الديني، أو حركات «الإسلام السياسي» بالتسمية الأمريكية المروجة، فهي حركات فاشية شمولية في جوهرها، لا تملك برنامجا سياسيا اقتصاديا اجتماعيا إصلاحيا ولا تغييريا، ولا تؤمن بالديمقراطية إلا على طريقة تصويت المرة الواحدة، التي تمكنها من السلطة، وحيث لا تدري ما تفعل، إن كانت لها الغلبة التصويتية، سوى التحول إلى الحكم بالعنف والإقصاء، وهو ما يخلق بيئة نفور طبيعي منها، ومن أصحابها، ويدمر شعبيتها الطارئة، وهو ما يدفعها إلى مزيد من العنف الهمجي «الداعشي» النزعة، وعلى نحو ما جرى ويجري في حالات عربية منظورة بعد الثورات، ربما باستثناء وحيد إلى الآن، وهو حركة «النهضة» في تونس، التي تقبلت خسارتها الشعبية برضا ظاهر وغضب مكتوم، ومن دون ضمان لاستمرار السلوك الأكثر نضجا، فالبيئة التونسية حبلى بإرهاب كامن، ويكفي أن تونس «الديمقراطية» هي المصدر الأول عربيا لإرهابيي «الدواعش»، وقد تعود النار فتأكل تونس نفسها، وتدخلها في أفران التدمير الذاتي، الذي يغني ويلهي عن تذكر أي فضيلة إنسانية إسلامية أو قومية عربية، ويلغي من الذاكرة اسم فلسطين نفسها، ناهيك عن تذكرعذابها في قبضة الوحشية الإسرائيلية.وقد لا يستطيع أحد أن يتنكر لأدوار إسلاميين في تاريخ وحاضر حركة التحرير الوطني الفلسطينية، من أول دور الشيخ السوري عز الدين القسام، إلى دور «كتائب عز الدين القسام» التابعة لحركة حماس، إلى دور الحركة الإسلامية في أوساط عرب 1948، وكلها لعبت أدوارا مرموقة في استعادة الهوية الوطنية الفلسطينية، وبإدراك عميق لطبيعة «العروة الوثقى» بين الإسلام والقومية العربية، بل أن حركة «فتح» نفسها نشأت تاريخيا على يد مؤسسين، أغلبهم كانوا في السابق أعضاء بحركة الإخوان في فلسطين، لكن حركة «فتح» سرعان ما عبرت بهويتها إلى الطابع الفلسطيني الوطني العام، وهو ما كان يؤمل أن تتحول إليه حركة «حماس» التي ظلت على ولائها للإخوان، وعلى عكس حركة «الجهاد الإسلامي» التي جعلت من استعادة فلسطين جوهر قضية الإسلام والمسلمين، ولم تتورط في اشتباكات أهلية، ولا ساومت في رفض أوسلو، ووضعت قضية تحرير فلسطين وحدها فوق كل ما عداها.نعم، المسلم الحقيقي والعربي الحقيقي يعرف اختياره بلا تردد، واختياره لفلسطين أولى القبلتين ذروة الإيمان، ورفضه لـ»داعش» رفض للكفر بدين الإسلام.</div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhsnmKp-SGtzHLpKj8v_5DlGhM01WQr7JtAy7F3m8cIasx7K7T5usH2qclFCft9yKDjcjXGcUZi1DZIXSC5ZZ7neea7qx2zkKXz4bTNomyzGxD0q7TMCttKlwuAGsVa5fBcd4olS320RKvN/s1600/LEMONDE.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhsnmKp-SGtzHLpKj8v_5DlGhM01WQr7JtAy7F3m8cIasx7K7T5usH2qclFCft9yKDjcjXGcUZi1DZIXSC5ZZ7neea7qx2zkKXz4bTNomyzGxD0q7TMCttKlwuAGsVa5fBcd4olS320RKvN/s1600-rw/LEMONDE.jpg" /></a></div> لومــــــوند : عبد الحليم قنديل : <br /><div style="text-align: justify;"> صارت ليبيا على حافة هاوية، إلى حد أن اسم ليبيا التي نعرفها قد يصبح في خبر كان، فلم يعد من أثر لوجود دولة، ولا لمعنى الثورة، بل مجرد ميليشيات تعد بالمئات، تتصارع على جثة دولة كانت، وتقيم إمارات صغيرة، وتتلقى التمويل من جهات إقليمية بالمليارات، وبدون فرصة ظاهرة لحسم الوضع السياسي والعسكري، ولا بناء جيش ولا شرطة ولا حكومة تدير شؤون البلاد والعباد.وقد لا يخفى الأثر المدمر لديكتاتورية القذافي، التي طالت لما يزيد عن أربعة عقود، وجعلت من ليبيا حقل تجارب جنونية، واندفعت في مغامرات ومقامرات باسم الوحدة العربية تارة، وباسم الوحدة الأفريقية تارة أخرى، وباسم النظرية العالمية الثالثة في أغلب الأوقات، وهو ما حول «الجماهيرية العظمى» إلى حكم عائلي للقذافي وأولاده، وحطم الجيش الليبي، وحوله إلى كتائب بأسماء الأولاد. وبعد أن ذهب القذافي، وبتدخل مباشر من حلف الأطلنطي، حطم البنية الأساسية الهشة أصلا، واستبدل كتائب المدن والجهات بكتائب أولاد القذافي، وفتح مخازن السلاح الليبي للكافة، ونشأت العصابات والميليشيات متكاثرة كالفطريات، كلها تنتحل صفة ثورة 17 فبراير، بينما لم يبق من هذه الثورة شيء بالمرة، فالتدخل الأجنبي حطم معنى الثورة، وحداثة تجارب المجتمع المدني الليبي حطمت معنى السياسة، وانتهينا إلى جنون آخر يفوق جنون القذافي، وإلى بلد مهدد بالتقسيم إلى عشرات الكيانات، وليس فقط إلى أقاليم «برقة» و»طرابلس» و»فزان»، وعلى نحو ما كانت عليه ليبيا قبل توحيدها على يد الملكية السنوسية سنة 1951.وقد يقال لك ان ليبيا تحولت إلى أفغانستان جديدة، أو أنها قد تتحول إلى حالة صومالية، وفي هذه الانطباعات بعض الصحة، لكنها أقل سوءا من المصير المرعب الذي ينتظر ليبيا، لو ظلت الأحوال على ما هي عليه، فأفغانستان والصومال أقل أهمية من ليبيا، وأقل خطورة على المشهدين الإقليمي والدولي، فليبيا بلد شاسع المساحة بما لا يقاس إلى الصومال أو أفغانستان، مساحة ليبيا تزيد على المليون و800 ألف كيلومتر مربع، وعدد سكان ليبيا محدود جدا، يقيمون على مساحة عشرة بالمئة من أرض البلد، وعددهم الكلي حوالى ستة ملايين ونصف المليون نسمة، وهي واحدة من أغنى بلاد الدنيا بثروتها البترولية، فلديها أكبر عاشر احتياطي بترولي في العالم، وهو ما يفسر ضراوة التدخل الأجنبي الذي حطم ليبيا، واستهدف تحويلها إلى أرض مفتوحة، بلا دولة تحكم. فتحويل ليبيا إلى إمارات صغيرة، وإلى دويلات متهافتة، وتفتيت ليبيا يفيد السيطرة الأجنبية الأوروبية والأمريكية، فليس لدى الليبيين من مورد حياة آخر يضارع أهمية البترول، الذي يشكل 94% من إجمالي الدخل، وفي حال تجزئة ليبيا، فسوف يجري الصراع على أشده للسيطرة على حقول البترول، لكن المتصارعين جميعا سوف تكون لهم الأولوية ذاتها، وهي تصدير البترول للدول الأجنبية التي حطمت ليبيا، وبدعوى الانتصار لثورة ديمقراطية انتهت إلى خراب مستعجل، وإلى حروب لا تتوقف، يكتوي بنارها الليبيون أولا، وعلى نحو ما جرى في تحطيم مطار طرابلس وأسطول الطيران المدني الليبي بالكامل، وبقذائف ميليشيات تسمي نفسها «إسلامية»، صمتت وخرست حين أمرها الأمريكيون بالتوقف لتسهيل خروج طاقم السفارة الأمريكية برا إلى تونس (!).ومصيبة ليبيا الكبرى في الميليشيات الإرهابية، التي تريد فرض سطوتها بالسلاح، وتعيش على سرقة موارد البلد، وعلى المليارات المتدفقة عبر الموانئ والمطارات السرية، ولا تبالي بإرادة الشعب الليبي، التي ظهرت ساطعة في نتائج انتخابات مجلس النواب الجديد، وأكدت رفض الشعب الليبي العارم للتنظيمات المسماة بالإسلامية، وسواء كانت من الإخوان، أو من جماعات تنظيم «القاعدة» أو من جماعات حليفة، فقد حصل هؤلاء جميعا على ما يزيد قليلا عن عشرة بالمئة من مقاعد مجلس النواب الجديد، وهو ما يفسر انفلات الأعصاب الذي انتاب هذه الجماعات وميليشياتها، وحملها على شن الحروب الانتحارية من طرابلس إلى بنغازي، وبهدف تحطيم مجلس النواب قبل أن يبدأ جلساته، وبث الرعب في قلوب أعضائه، وحملهم على الخضوع لتوجيهات زعماء الميليشيات «الإسلامية»، وتهديدهم بالاغتيال، إن هم فكروا في إعادة بناء ليبيا، أو تشكيل حكومة تقوم بحل الميليشيات، وبناء مؤسسة عسكرية وأمنية منضبطة، تحفظ وحدة التراب الليبي، وترعى الحياة اليومية للمواطنين، وتسترد السيطرة على حقول البترول والمطارات والموانئ، وتبني دولة مؤسسات حقيقية، تحول الديمقراطية إلى أداة لبناء مجتمع ودولة، وليس إلى فوضى ترعى فيها الذئاب، وتحول ليبيا إلى مزرعة واسعة لإرهابيين من كل أنحاء الدنيا، ينتحلون صفة الإسلام الذي هو منهم براء، فقد دخل الشعب الليبي في الإسلام منذ أربعة عشر قرنا، وكل الليبيين مسلمون موحدون بالله، وعلى مذهب واحد سائد هو مذهب الإمام مالك، وليسوا بحاجة إلى مذاهب الشياطين على طريقة «داعش» و»القاعدة» وأخواتها .ولا نظن أن التدخل الأجنبي مجددا يفيد في إنقاذ ليبيا، فالتدخل الأجنبي يحطم ولا يبني، ولم يشهد الوطن العربي ولا العالم الإسلامي حالة واحدة، كان التدخل الأجنبي فيها مفيدا، فالتدخل الأجنبي حطم العراق، ويكاد يحطم سوريا، وحطم ليبيا في زمن ثورتها على ديكتاتورية العقيد القذافي، والأمريكيون والأوروبيون الذين تدخلوا في ليبيا لا يريدون تكرار التجربة، فقد تحقق هدفهم، وانتهى الأمر، تحققت غايتهم في تمزيق ليبيا، وفي تحويلها إلى دولة فاشلة بامتياز، وقد سارعوا في الهروب بسفاراتهم حين اشتعلت النار، وتركوا من خلفهم أجهزة مخابراتهم تعمل على إذكاء الحرائق، وتشجيع نوازع التفتيت، وتجزئة ليبيا، ورعاية المصالح ذات الأولوية في ضمان تدفق البترول الليبي، وتهجير أكبر عدد ممكن من النخب الليبية المثقفة إلى خارج البلد، وترك ليبيا مرتعا لعصابات الجهالة، واستخدام العصابات الإرهابية في الضغط وتهديد أمن دول الجوار الليبي، وباتجاه مصر والجزائر وتونس بالذات.وبين دول الجوار الليبي العربية، تبدو تونس في الوضع الأخطر، فالجزائر لديها جهاز أمني وعسكري شديد الاحتراف، ولديها خبرة قتال طويلة في مواجهة جماعات «القاعدة» وأخواتها، ولدى مصر أقوى جيوش المنطقة العربية، وبوسعها تقييد دواعي الخطر الإرهابي القادم من ليبيا، ثم ان الدولة المصرية كيان هائل راسخ يستعصي على التحطيم الإرهابي، بينما تبدو تونس الأصغر في قلب الخطر، فالجماعة الإرهابية «أنصار الشريعة» التي تنشط في تونس، هي امتداد للأصل الليبي، وقدرات الجيش والأمن التونسي محدودة، والأراضي الليبية تحيط بالأراضي التونسية إلا من جهة البحر الأبيض المتوسط، وصحيح أن المجتمع المدني التونسي قوى ونشيط، غير أن الدولة لا تبدو كذلك، ولا توجد قوة سياسية حاسمة في تونس تستطيع أن تبني حكومات متجانسة، وحزب النهضة شبه الإخواني في تونس لا يبدو مرشحا للفوز الانتخابي النسبي الذي حققه من قبل، وهو ما يعنى أن الفرص متاحة فقط لحكومات ائتلافية مزعزعة في تونس ذات النظام البرلماني، بينما النظام في الجزائر رئاسي، وفي مصر كذلك، وقد شاركت مصر والجزائر وتونس في مبادرة سياسية وأمنية بخصوص ليبيا، غير أن تونس لا تبدو متحمسة بدرجة حماس مصر والجزائر نفسها، رغم أن الخطر وارد أكثر في حالة تونس، وهو ما قد يصح الالتفات إليه بعيدا عن المكايدات الصغيرة، ودعم دور الدول الثلاث بمظلة عربية جامعة، تنتصر لوحدة ليبيا، ولإعادة بناء دولتها على أسس ديمقراطية، وبإرادة الشعب الليبي الحرة، وقبل أن نستيقظ على خبر اختفاء بلد كان اسمه «ليبيا» (!) . </div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEizqjZfFlcD5K-6Ztc-Vnk3ftpFdDlnxbpwh12kAUaqmQsm0zpBJKw0neFsSF3xolGNDjE4n1RqkyqpwVhao74_PANzB7Mo4WPf2rMABmPYkRZ-lqnv-APRHTJZoWVr9v8LXknbrnXjCfQ/s1600/LEMONDE.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="200" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEizqjZfFlcD5K-6Ztc-Vnk3ftpFdDlnxbpwh12kAUaqmQsm0zpBJKw0neFsSF3xolGNDjE4n1RqkyqpwVhao74_PANzB7Mo4WPf2rMABmPYkRZ-lqnv-APRHTJZoWVr9v8LXknbrnXjCfQ/s1600-rw/LEMONDE.jpg" width="175" /></a></div> <div style="text-align: justify;"> لومـــــــوند : عبد الحليم قنديل : </div> <div style="text-align: justify;"> <span class="display">يملك لأي مراقب مبتدئ أن يمارس لعبة ‘القص واللصق’، وأن يلتقط مشاهد متفرقة من واقع مصر الراهنة، وأن يلصق المشاهد المختارة بالصمغ الصناعي، وأن يقول لك ـ ببساطة ـ ان الأمور في مصر عادت إلى خطوط 24 يناير 2011، أي قبل ثورة 25 يناير 2011 وموجتها الأعظم في 30 يونيو 2013، وأنه لم يعد ينقصنا سوى عودة حسني مبارك شخصيا إلى قصر الرئاسة، وحبذا لو اصطحب الرجل المتهالك نجليه جمال وعلاء من سجن طرة، وتعلق بذراع زوجته سوزان ‘شجرة الضر’، واستدعى وزير القبضة الحديدية حبيب العادلي من محبسه ليحكم وزارة الداخلية (!).سهولة اعطاء انطباعات من هذا النوع لها دواعيها الملموسة، وبالذات في الممارسات الأمنية ذات الطابع القمعي، التي هي موضع إدانة وطنية جامعة من كافة القوى الثورية، وسواء لحقت الانتهاكات بالإخوان أو بغير الإخوان، وكلها مرفوضة تماما، كما لا يحق لأحد أن يفرق في حرمة الدم، أن يفرق بين دم شباب الإخوان ودم شهداء الجيش والشرطة، فالدم المصري كله حرام، وبعض الممارسات الأمنية تفوق في ضراوتها ما كان يفعله حبيب العادلي شخصيا، لكنها ـ مع ذلك ـ لا تبرر القول بأننا عدنا إلى ما قبل الثورة، فلا شيء في التاريخ الإنساني يعود إلى الوراء، حتى إن بدا كذلك لزمن موقوت، ولظروف متغيرة بينها الخطر الإرهابي الذي يجتاح المنطقة، والذي تشهد مصر صوره الشرسة، والمحكوم عليها بالهزيمة في نهاية المطاف، وإن كانت أجهزة الأمن المصرية في حاجة إلى تجديد شامل، وتغيير جوهري في أساليبها وهياكلها وطرق عملها، وترك طرق الاحتجاز العشوائي لآلاف الناس، والتغول على الحقوق والحريات الطبيعية.فمصر في حاجة إلى موازنة دقيقة بين الأمن والحرية، لا تتضمن فرض قيود أو إجراءات استثنائية على نمط حالة الطوارئ التي ظلت سارية طوال سنوات مبارك الثلاثين، ولا تعتمد فيها أجهزة الأمن على القوة الباطشة وحدها، بل على أداء مهني محترف، وعلى بناء أجهزة معلومات قادرة على اكتشاف خرائط الخطر الإرهابي الجديد، والمدعوم من قبل دول كبرى وصغرى وأجهزة مخابرات دولية، والمـــــزود بسلاح متطور دخل إلى مصر عبر حدود سابت مفاصلها خلال ثلاث ســـنوات مضت. وبدون معلومات وخرائط كافية، قد يطول عمر مواجهة الخطر الإرهابي بأكثر مما ينبغي، وقد تتحول حالة أجهزة الأمن المصرية المتضخمة إلى ما يشبه حركة الفيل الأعمى، وتجور على حريات الناس المسالمين بما يقوي شوكة الإرهاب، ولا يصيبه في مقتل نهائي.نعم، لا بد من الإقرار بأن ثمة مشكلة مزدوجة تعيق الثورة المتعثرة أصلا، فالإرهاب عدو لقضية الثورة، والقمع النظامي عدو آخر، لكن أحدا في مصر لا يملك فرصة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لا العناصر المتنفذة في السلطة الحالية تملك، ولا الجماعات التي تتخذ من الإرهاب دينا وأيديولوجيا، والسبب ظاهر، صحيح أن الاختيارات الجوهرية الحاكمة لم تتغير، وظلت على حالها الموروث عن حكم مبارك، وبثلاثية اختيارات ملعونة تعطي الأولوية للأمريكيين وحفظ أمن إسرائيل ورعاية مصالح رأسمالية المحاسيب، وعبر ثلاث سنوات شهدت تغيرا متسارعا في صور الحاكمين، من مجلس طنطاوي وعنان إلى حكم الإخوان، وإلى السلطة الانتقالية الحالية. صحيح أن ما كان لا يزال يحكم، لكن المحكومين تغيروا، وهذا هو المكسب الرئيسي للثورة إلى الآن، الذي يجعل العودة مستحيلة إلى خطـــوط 24 يناير 2011، فقد تغير مزاج المصريين تماما، وصار المزاج العام ديناميكيا نافد الصبر بامتياز، واكتسب وعيا ثـــوريا ظاهرا صنعته تجربة الثورة العظمى، وأضافت إليه محنة الثورة ذاتها، فلم تمض الثورة في رحلة الخط المستقيم، بل مضت في خطوط ودوائر حلزونية أوحت بالتراجع، ثم دخلت في حواري المتاهة مع حكم الإخوان المنتخب العابر، وكانت تلك المحنة ضرورية لاكتساب الوعي المضاف، ومن قلب المحنة ولدت النعمة، فالحـــــريات العامة وتداول السلطة شيء ضروري في سيرة الثورة، لكن اختصـــار الثورة في ممارسات ديمقراطية صورية يبدو مخلا جدا فـــي السياق المصري. فقد تكون الديمقراطية ردا مطلوبا على الاستبداد السياسي، لكن الاستبداد السياسي ـ على طريقة مبارك ـ كان عرضا لمرض اسمه الانحطاط التاريخي، ومعالجة العرض من دون علاج المرض قد تودي بالمريض إلى حتفه، أو تعيده إلى نومة أهل الكهف، التي عاناها المصريون طوال أربعين سنة مضت من الانحطاط التاريخي، والخروج من سباق العصر، وتحول المجتمع إلى ‘غبار بشري’ حائر على أرصفة التسول، وقد أتت تجربة الثورة ـ المتصلة فصولها ومعاركها ـ كحالة إفاقة للمصريين من الغيبوبة التاريخية، فمع الثورة، استعاد المصريون حس الشعور بالألم، واستعادة الشعور بالألم شرط جوهري لصناعة الأمل، والشعب الذي لا يتألم لا يصنع الأمل، ولا يرى طريقا سالكا إليه، وقد خرج الشعب المصري من قمقم الخوف الذي احتبس فيه طويلا، واقتحم حواجز الخوف مع ميلاد ثورته العظمى في 25 يناير 2011، ولولا خروج 25 يناير ما كانت الموجة الثورية الأعظم في 30 يونيو 2013. لولا البدء بخروج عشرات الآلاف ما خرجت عشرات الملايين، فلم يعد من شيء يخيف المصريين، بل صار الخوف نفسه هو الذي يخاف من المصريين، وليس اجتياز حواجز الخوف وحده هو الذي يميز مزاج المصريين الآن، بل الإفاقة على وعي ثوري تكتمل حلقاته، لا يعيقه قمع ولا وحشية عابرة إلى زوال أكيد، ولا يعيقه خداع الصور في مشهد السياسة، فقد كان مشهد السياسة قسمة بين جماعة مبارك وجماعة الإخوان إلى يوم 24 يناير 2011، جماعة مبارك كانت في الحكم، وجماعة الإخوان كانت خارجه، كانت الجماعتان متنافستين لا متناقضتين، وكانت قواعد اللعبة تتضمن هندسة لعيش مشترك، وجاءت الثورة من خارج الجماعتين، اللتين حاولتا وتحاولان التناوب على حكم البلد بعد الثورة، وكأنه كتب على الثورة أن تقوم فلا تحكم، وأن يكون الحكم ـ تناوبا ـ بين جماعتي الثورة المضادة، فقيادة الإخوان تتطفل على ميراث ثورة 25 يناير، وقد جاءت إلى الحكم بعدها، وتعتبر 30 يونيو انقلابا أزاحها عن الحكم، فيما تعتبر جماعة مبارك أن 25 يناير مؤامرة أزاحتها عن الحكم، وتتطفل على الموجة الثورية الأعظم في 30 يونيو، وتريد أن تسترد العرش المفقود، وقد تبدو إيحاءات ‘القص واللصق’ في المشهد المصري مؤدية إلى اقتناع بإمكانية عودة جماعة مبارك للحكم، وهو اقتناع زائف يتناسى ويتجاهل الشعب المصري صاحب القضية كلها، والقادر ـ بإذن الله ـ على قول الكلمة الفاصلة، وبيان استحالة العودة لبؤس مبارك القرين لبؤس الإخوان، وإحلال اختيارات الثورة في استعادة الاستقلال الوطني والتصنيع الشامل والعدالة الاجتماعية.وما نقوله عن استحالة العودة لخطوط 24 يناير لا يعني تجاهل المخاطر، فثمة حرب حقيقية تخوضها جماعات المصالح والمليارات المسروقة من قوت وثروة الشعب المصري، وعبر مراكز سيطرة متنفذة في جهاز الدولة الفاسد، أو في فضائيات التزوير الإعلامي، أو في جماعات تتظاهر بالمعارضة، وتريد احتواء الثورة، أو ركوب قطار السيسي المندفع بتأييد شعبي كاسح إلى قصر الرئاسة، فهؤلاء يريدون تزوير صورة السيسي، وعلى أمل جعله في صورة ‘مبارك معدل’، وهو ما يبدو صعب التحقــــق، ليس ـ فقط ـ لأن السيسي لا يريد، وينفر من هؤلاء الفاسدين المتطفلـــين على حملته الرئاسية، وهم أخطر عليه من جماعات الإرهاب، وهم وجوه مكروهة تحظى بالنفور العام، واستهانوا بالشعب المصري الذي يطلبون وده الآن، وحتى يقفزوا إلى كراسي البرلمان صونا لمصالحهم غير المشروعة، وهو ما لن يكتمل فيما نظن، وإذا حدث فلن يستقر، ولأسباب مفهومة، فهؤلاء من علامات مأساة الانحطاط التاريخي، والمأساة لا تعالج بالمأساة، ووعي المصريين الجديد لا يقبل خداعا، ثم ان أزمة الوضع المصري وصلت إلى مداها الخطر سياسيا واجتماعيا، وتأملوا ـ من فضلكم ـ موجة الإضرابات الاجتماعية المتزايدة، ثم تأملوا ضيق الأمريكيين بظاهرة السيسي كلها، وتربصهم بنوايا الاستقلال الوطني في المشهد المصري، وكلها نذر تتواتر إلى صدام أكيد، تصبح معه العودة إلى 24 يناير مجرد خرافة تاريخ.</span></div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEitIHYoDsDBfcBUTDrmZSAmE533AwxsS6DrGewnukdWpjy-M2RgRq6q31NBbSyHT_VmZHtxRWbB7od5H2lCDO5ouijHKyLSYM97oXR6C1yohuy5qOU9tK6oo7H4m1ptCy5fUuJlBeaA3B8/s1600/%D9%84%D9%88%D9%85%D9%88%D9%86%D8%AF.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEitIHYoDsDBfcBUTDrmZSAmE533AwxsS6DrGewnukdWpjy-M2RgRq6q31NBbSyHT_VmZHtxRWbB7od5H2lCDO5ouijHKyLSYM97oXR6C1yohuy5qOU9tK6oo7H4m1ptCy5fUuJlBeaA3B8/s1600-rw/%D9%84%D9%88%D9%85%D9%88%D9%86%D8%AF.jpg" /></a></div> <div style="text-align: justify;"> لومــــــوند : عبد الحليم قنديل : </div> <div style="text-align: justify;"> <span class="userContent" data-ft="{"tn":"K"}">ذهبوا دون أن يبكيهم أحدا، فلا شعبية لهم في الشارع، ولا في الجيش، ثم أن الذين استخدموهم استغنوا عن خدماتهم بالتقادم، وعاملتهم الحكومة الأمريكية كالخيل العجوز، تكفيهم طلقة الرحمة من الرئيس محمد مرسي الذي أصبح جنرال أمريكا الأول فى مصر، وحتى إشعار آخر.لم يكن المشير طنطاوي ولا الفريق عنان، ولا سواهما من الأدنى درجة في المجلس العسكرى، لم يكن هؤلاء من الجنرالات الذين تعتز بهم العسكرية المصرية وتفخر، فل<span class="text_exposed_show">م يخض الجيش المصري حربا وطنية منذ معركة 1973، ولم يكن هؤلاء من الذين لحق بهم أو حق لهم مجد الحرب، وقد شارك المشير طنطاوي ـ مثلا ـ في الحرب المجيدة، ودون أن يحرز شيئا يضاف للسجل العسكري، فقد كان وقتها قائد كتيبة مشاة، وقتل كل أفراد كتيبته في معركة المزرعة الصينية، ولم ينج أحد إلا طنطاوي نفسه في واقعة تثير العجب، وربما الريبة، وشاءت الأقدار التعسة أن يكون طنطاوي أطول وزراء دفاع مصر عمرا في منصبه، فقد ظل في موقع القائد العام للقوات المسلحة أكثر من إحدى وعشرين سنة، وكان قبلها لسنوات قائدا للحرس الجمهوري، ولم يكن اختيار مبارك له من فراغ، فقد أراد أن يختار رجلا يشبه الفراغ، وأن ينهي سيرة القادة العظام في الجيش المصري، وسعى بعد التخلص من المشير أبو غزالة آخر قائد ذي شعبية طاغية في صفوف الجيش، سعى مبارك إلى وضع الجيش في مقبرة، واختار طنطاوي كشاهد مقبرة، ثم انقلبت الأقدار على مبارك، وقامت الثورة الشعبية، ولم يكن بوسع طنطاوي أن يعاند الثورة، ولا أن يحمي مبارك من مصير الخلع، ولو فكر طنطاوي أن يفعل العكس، فلم يكن يستطيع، فليست له من شعبية في الجيش، ثم أن الجيش المصري ليس عصابة، وشاءت الأقدار أن تمنح طنطاوي فرصة أخرى يكفر بها عن سيئاته، وجعلته في وضع الرئيس نفسه، ولمدة قاربت العشرين شهرا بعد الثورة، لكن عجزه الخلقي جعله كالزوج المخدوع آخر من يعلم، وقد كان آخر من علم بنية الرئيس مرسي تنحيته، وتعيين رئيس جهاز المخابرات الحربية وزيرا للدفاع في دولة الرئيس المنتخب هذه المرة.ومن منظور ديمقراطي، فإن من حق الرئيس المنتخب تنحية المشير، وإلغاء إعلانه الدستوري المكمل، وإنهاء إزدواجية السلطة، وترك السلطات للرئيس مرسي، وحتى يمكن محاسبته ومحاكمته شعبيا، سواء بحركة الشارع، أو عبر صناديق الانتخابات، وكل هذا حق لا مراء فيه، لكن القصة أكبر من مجرد إستعادة لصلاحيات رئيس، وكلنا يذكر زيارة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية للقاهرة عقب تنصيب مرسي رئيسا، وتصريحاتها العلنية بإنهاء المرحلة الانتقالية، وإنهاء دور المشير والمجلس العسكري في السياسة، وهو ماذكرت به الجهات الرسمية الأمريكية في أول ردود أفعالها المستريحة لقرارات مرسي بإزاحة المشير وصحبه، وهو ما يعني ـ ببساطة ـ أن مرسي اتخذ قراراته، وهو يعلم أن الإشارة الأمريكية خضراء، فقد لمس من كلينتون مباشرة رغبة واشنطن في إزاحة الجنرالات القدامى، ليس لأنهم من المعارضين أو الممتنعين عن طاعة أمريكا، بل لأنهم كانوا جزءا من إدارة ذهب رأسها المخلوع مبارك، بينما تريد أمريكا قلب الصفحة، وتوحيد صوت وشخوص الإدارة الجديدة في مصر، خاصة بعد اطمئنانها التام إلى مرسي وجماعته الإخوانية، وتأكدها من جدية تعهداتهم بضمان المصالح الأمريكية والإسرائيلية الكبرى في مصر، وقد بدت كلينتون في غاية النشوة والسعادة وقتها، وهي تغادر مصر إلى لقاءات لاحقة مع قادة تل أبيب، وسخرت في خفة من سيول الطماطم والأحذية التي ألقيت عليها من جماهير مصرية غاضبة، فلم يكن يهمها رد فعل الشارع، بل كان الأهم ـ عندها ـ موقف السلطة الجديدة في مصر من حول الرئيس المنتخب.وربما لايروق الكلام عن دور أمريكي للرئيس مرسي وجماعته الإخوانية ،لا بأس، فبمقدورهم أن يثبتوا العكس لو أرادوا، ودعونا نفترض جدلا أن مرسي رجل وطنى جدا، وأن المصالح المصرية الوطنية عنده فوق كل اعتبار، وقد عرف ـ بالممارسة ـ عمق التغول الأمريكي في السياسة والجيش المصري، وأن مصر بلد واقع فعليا تحت الاحتلال السياسي الأمريكي، وقد استطاع مرسي أن يتحرر من ضغط جنرالات المجلس العسكري بقرارات الإطاحة الأخيرة، وهذا شيء حسن جدا، لكن الحسن أكثر أن يتحرر ويحرر بلده من الضغط الأمريكي، وهو يملك أن يفعلها بجرة قلم لو أراد، أو أرادت جماعته الإخوانية، يمكنه ـ مثلا ـ أن يقرر الإستغناء عن المعونة الأمريكية، وحجمها المالي هزيل، ويزيد قليلا عن مليار دولار ونصف المليار في السنة، وبخصم أجور الخبراء الأمريكيين المصاحبين للمعونة، تنزل قيمة المعونة السنوية إلى مليار دولار لا غير، ومقابل هذه المعونة التافهة تدفع مصر استقلالها الوطني بالكامل، وتنكشف كل أسرار جيشها، وتتحكم أمريكا في تسليح الجيش بالكامل، وتجعله في وضع متخلف بمئة خطوة عن الجيش الإسرائيلي، فهل يمكن لمرسي أن يفعلها ؟، هذا إن كان حقا يريد تجديد دم الجيش المصري، لا أن يوحي فقط بتجديد الواجهات، واختيار أشخاص يأنس لهم، أو ترتاح إليهم جماعته الإخوانية، ودون أن يعني ذلك تحريرا للجيش المصري من قيوده، ولا عتقا لمصر من ربقة هيمنة أمريكية إسرائيلية متصلة على مدى الأعوام الثلاثين الأخيرة.<br /> نعم، ليست القصة في إزاحة رئيس لجنرالات، فهذا أمر معتاد جدا في مصر، والمؤسسة العسكرية المصرية غاية في الانضباط، وتطيع أوامر الرؤساء ما لم تكن مدعوة إلى مواجهة لا تريدها مع الشعب، وقد اكتسبت طابعها الاحترافي الصرف بعد إعادة بنائها من القاعدة للقمة عقب هزيمة 1967، لكن كفاءتها الكلية تعرضت للتجريف منذ عقد ما يسمى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، والتي أعقبتها المعونة الأمريكية الضامنة، ومن وقتها جرى تعطيل الاهتمام بقوة الجيش والصناعة الحربية، بل وتفكيك المصانع الحربية، وتحويلها إلى صناعات مدنية، وتضخم قطاع الخدمة الوطنية في الجيش، والذى بدأ عمله مع بدء سريان المعاهدة المشؤومة، ونما وتوسع بترحيب وتشجيع أمريكي، وخصما من حساب الاهتمام بأولوية السلاح وعقائده وتطوراته، وإلى حد وضع نشاط اقتصادي مدني كبير تحت تصرف الجنرالات، يقدر حجمه بحوالي ثلث الاقتصاد المصري، وهكذا توزع الاهتمام، وزاغت أعين الجنرالات عن واجب السلاح إلى عوائد البيزنس، وتحول كبار الجنرالات إلى كروش منتفخة، تهتم بحساباتها في البنوك وشركات الأنجال، وإقامات القصور والحياة المترفة، والرواتب المليونية، ومقاولات الباطن من المعونة الأمريكية العسكرية، وفي انفصال تام عن عقـــيدة الجيش الوطنية والقتالية، وهو ما انتهى بنا إلى زمن الجنرالات المشوهين، ومن نوع طنطاوي وعنان وأمثالهما، والذين هم أقرب إلى طبع رجال الأعمال لا طبع رجال السلاح، ويخافون على ثرواتهم لا على أوطانهم، ويفخرون بالسجل المالي لا بالسجل العسكري الخالي، ويخشون أن يحاسبهم أحد على ما اقترفت الأيدى، ويطمحون إلى 'خروج آمن' تصوروا أن مرسي كفله لهم برعاية وضمان الأمريكيين، بينما بدا الخروج مذلا، وهم يستحقون إذلالا أكثر بمحاكمات آتية لا محالة، تلحق جنرالات العار بكبيرهم الذي علمهم الخزي في سجن طرة.</span></span></div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgaSFocdaQgtJCjGdO0Xpvr7qKMpAOu5TGLJLXE8t9R1_fqZpVs3BOj5NWB9rVDh5QAUyaP6Z51w6NlHuvOjiigJJwcH1fblA9jPnlTIhWik1SFRonCPWjhv73erp9Om_hJTdln-00hYZU/s1600/lemondepress.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="200" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgaSFocdaQgtJCjGdO0Xpvr7qKMpAOu5TGLJLXE8t9R1_fqZpVs3BOj5NWB9rVDh5QAUyaP6Z51w6NlHuvOjiigJJwcH1fblA9jPnlTIhWik1SFRonCPWjhv73erp9Om_hJTdln-00hYZU/s200-rw/lemondepress.jpg" width="175" /></a></div> <div style="text-align: justify;"> لومـــوند : عبــد الحليــم قنــديـــل :</div> <div style="text-align: justify;"> <br /></div> <div style="text-align: justify;"> </div> <div style="text-align: justify;"> فى البداية أنى متحير من موقف الاخوان مما يحدث لاخواننا الفلسطينيون فى غزة وما يتعرضون له من هجمة شرسة من العدو الصهيونى فى حين نرى هدوءا تام وصمت رهيب من مؤسسة الرئاسة المصرية وعلى رأسها الرئيس محمد مرسى ,, وهذا امر يخالف عادة الإخوان فقد كانوا يتهجمون ويوجهون التوبيخ للنظام السابق لتعنته وعدم مؤازرته لاخواننا فى غزه وكانوا يطالبون بفتح باب التجنيد لمؤازرة غزه وفتح المعابر وترحيل السفير الصهيونى الاسرائيلى وطرده خارج الحدود المصرية ,, والان بعد ان استتب الامر لهم لا نسمع لهم صوتا يذكر ,, هل مرسى مازال نائما رغم هذه الارواح التى تستشهد وتلك الدماء التى تراق كالانهار بهجمات شرسة من الكيان الصهيونى على غزة الحبيبة وهل سنكتفى فقط بسحب السفير المصرى من اسرائيل ,, اين دعواتكم الماضيه بطرد السفير الاسرائيلى من ارض مصر كااقل رد على تلك المجازر التى تتم فى حق الشعب الفلسطينى الاعزل,, وكخطوة أولى لقطع العلاقات الدبلوماسية التامه مع دولة العدو الاسرائيلى ,, ام ان السلطه غيرت الاخوان وغيرت نظرتهم للامور ونظرتهم للدول العربيه الاسلاميه فى المنطقه ,, يبدو ان السلطه تغير النفوس والطباع .......</div> <div style="text-align: justify;"> ثــانيـا: تحيتى الخاصة للعاملين بشركة مترو الانفاق ,, فقد اثبتوا اليوم انه لا سبيل لحل اى معضلة او تسوية أى خلاف يرتبط بوزارة (مرسى ) إلا بسياسة ؟(لى الذراع ) وتشكيل الأعتصامات والإضرابات كمـا كان يحدث ايام حكم المخلوع وحكوماته المتتاليه ,, فلولا تكاتف العاملون بشركة مترو الانفاق معا ما تم إقالة المهندس (على حسين) هذا الأفة التى اصابت شبكة مترو الأنفاق بالمرض والضعف منذ تولية قيادة مؤسسة ضخمة بحجم مشروع مترو الأنفاق بخطوطه الثلاثة ,, فلا تجد مواعيد ثابته لتلك الوسيلة من وسائل المواصلات بل تجد تخبط وإهمال ,, بل ان الصيانه بها صيانه فاسده وتحتاج لإعادة نظر فى وسيلة مواصلات تنقل الملايين يوميا من ابناء مصر إذ ان الإهمال وأضمحلال الكفائة وسوء الصيانه الشديد يهدد بكارثه فظيعه تهدد ابناء هذا الوطن من مرتادى مترو الانفاق ,و ونحن حتى الان لم نتحدث عن مدى كفائة وتوافر معايير التهوية والخدمه الجيده والتى ربما تكون معدومه وغير موجوده من الأساس فوسيلة مترو الانفاق لا تصلح للأستخدام الحيوانى وليس الأستخدام الأدمى فلا يوجد تهوية إلا شفاطات بسيطه وضعيفه وربما تكون معطله ومتوقفه طوال الوقت بجانب انتشار الذباب داخل عربات المترو بخلاف وجود وسيلة تهويه منتهى فى الغرابه وهى المراوح المليئة بالاتربه والامراض ,,باأختصار لا توجد وسيلة تهوية جيده وخصوصا فى فصل الصيف شديد الحراره يكاد المتزاحمون فى وسيلة نقل تنقل يوميا ما يزيد عن اربعة ملايين راكب ان يموتوا اختناقا او ربما بسبب الامراض او سوء الصيانه ,, لقد اصاب العطب كل شىء فى مترو الانفاق ,,كثرة الاعطال وانعدمت التهوية الجيده والنظافه تكاد تكون معدومه وعربات المترو بهذا الشكل البشع هـى فرصه جيده للانتحـار ورغم ما تحققة الشركه من إيرادات بالملايين يوميا إلا انها لا تعمل على وضع تكييف داخل العربات المزدحمه حتى الابواب وذلك لتخفيف العبء عن المواطن المذلول فى ازدحام المواصلات وفى البحث عن لقمة العيش يوميا ,, أن وسيلة النقل المدعاه مترو الانفاق وسيلة جديده لإذلال وقهـر المواطن المصرى يوميا ,, ولتذكيره باأن الحكومه لا تشعر به ولن تشعر باألامه ومشاكله أبـداا,, على حسين رئيس الشركة لا يختلف عن عبد المجيد محمود (النائب العام) ولا يختلف عن سمير زاهر(رئيس اتحاد كرة القدم السابق) ولا يختلف عن سمير رجب (الجمهورية)وإبراهيم نافع (الأهرام) و المشير طنطاوى (المجلس العسكرى).....إلخ جميعهم متشابهون فى نهب ثروات هذا الوطن مستخدمين مناصبهم التى احتلوها لأزمان سحيقة ولم يتنازلوا عنها او يتركوها إلا لسببين احدهما الإقالة أو المحاكمه ومازال الكثير منهم يتمتع بما سلبه من حقوق المواطنين ,, للأسف الشديد هذه حكومه عاهره وفاشلـة ,, حكومة هشام قنديل لا تختلف عن حكومه نظيف أو أحمد شفيق سوى بذقن رئيس الوزارة ورداء التدين المظهرى فقط الذى يلتحفون به للكذب والتدليس والتلاعب بمشاعر وعواطف الشعب المصرى المتدين بالفطره ,, منذ مدة طويلة ومنذ أندلاع الثورة المجيده التى أجهضت على يد الإخوان والمجلس العسكرى ,, والعاملون بشركه المترو يطالبون بعزل رئيس الشركه (حسين على ) ولكن لا حياة لمن تنادى ,, فالحكومه أصابها الطرش والعمى ,, بل أنهم رغم درايتهم بحجم الفساد المهوول الذى اصاب شبكة مترو الانفاق فى عهد على حسين ,,,إلا ان السيد وزير النقل الهمام قد عينة مستشارا بوزارة النقل لحين الإنتهاء من التحقيق الذى سيتم معه ,,ومن الطبيعى ان يكون التحقيق من نوعية التحقيقات المختلفه التى تمت مع الضباط القتله الذين قتلوا شهداء ثورة يناير المجيده ,,اى ان البراءة ستلازمه كما لازمت غيره من المتنطعين عملاء هذا النظام الفاسد الذى لم يسقط بعد ,, عمال وموظفين شركة المترو ,, طالبوا كثيرا بعزل رئيس الشركه ومساعديه ولكن لم نسمع صوتا لا لوزير النقل او رئيس الوزراء او حتى لرئيس الجمهورية الهمام والراعى الرسمى لحقوق البسطاء من شعب مصر ,, ولكن حينما تحول الامر لاعتصام وتظاهر وتوقف وشلل تام للحياة بفعل تنظيم وتوحد عمال وموظفين شركه المترو وباأسلوب (لى الذراع وبالقوة هنغير ) تم إقالة رئيس شركة مترو الانفاق بل وتحويله للنيابة ,, ما هذا الهراء وما هذا العهـر ,,, كأننا نعيش نفس عصر مبارك وحكوماته المباركـة التى لم تكن تتحرك وتنصاع لإرادة الشعب إلا بالقوة ,, لا رغبة منها فى تخفيف العبء عن المواطن ومساعدة الفقير ونصر الضعيف على القوى ,, ولكن بسبب أستخدام الضعيف للقوة ذاتها للمطالبة بحقه ,, مما يجعلنا نعيش فى غابة وليس وطن حر وكبير يسوده القانون وعن اى قانون نتحدث والقانون وقضاته فاسدون حتى النخاع ويعملون على إعادة النظام السابق الذى داس رؤوس القضاه بالأحذية ,,أحذية ضباط الشرطه وأمن الدولة عام 2005 ,, ام ان نوعية القضاه الحاليين والذين يدافعون عن (نائب عام فاسد) يعمل على نصرة القوى صاحب النفوذ ليغدر بالفقير الضعيف من ابناء الشعب المطحون تختلف عن نوعية القضاء الشريف الذى طالب باإستقلاله عام 2005 زمرة من القضاه الشرفاء من عينة (المستشار زكريا عبد العزيز والخضيرى واحمد مكى وحسام العربى ومصطفى عبد المنعم وجلال الدين ابراهيم ....إلخ ) ,, لقد ذهلت من موقف (احمد الزند) وهالنى تبجحه الرخيص وتعالية الساقط حين أعرب عن تحديه للشعب المصرى وللجنة القائمة على وضع الدستور ,, ومشددا على رفضه ورفض القضاه العمل وقت الإستفتاء على الدستور ,, سواء اتفقنا او اختلفنا مع بعض المواد التى يتم مناقشتها داخل الجمعية التأسيسية ,, فهذا لا يمنحنا الحق للتبجح وإنعدام الأدب فى الحديث ,, وإتخاذ افعال لا مبرر لها ,, السيد الزند احد الفاسدين من لصوص النظام السابق ويديه ممخضة بقضايا تلوث ونهب ثروات كثيره ويعول كثيرا على حماية (النائب العام ) الفاسد له وعدم إمكانية فتح اى ملف فساد له فى وجود نائب عام بلا ضمير أو وطنية ,, نعم كلاهما متشابهان فى انعدام الوطنية والنزاهه بل والدم أيضا ,,أين حمرة الخجل ؟؟ حين يهدد شخص من عينة الزند لا يتعدى توصيفه كرئيس لنادى خدمى ان يكون (مستشار رحلات ومصايف) من انت أيها الفاسد حتى تتحدى إرادة شعب وتعوق مسيرة دستور يمنع عن البلاد بلاء ومصائب شتى !!!!!! ,, فليذهب الزند ومن معه من المنتمين للقضاء الفاسد للجحيم ,, هذه هى عينة من قضاة مصر الغير شرفاء والذين لا يشرفنى ولا يشرف اى مصرى ان ينتموا إليه او حتى يتحاكموا له فى اى نزاع ...... ومن حسن الامر انه اظهر لنا القضاء الفاسد والمنتمين له من القضاء الشريف من عينة (قضاة من أجل مصر ) و(هيئة قضايا الدوله ) فلهم منى ومن شعب مصر كل التحية والتقـدير لاننا نجدهم دوما ضد التيار الفاسد نتن الرائحـة الذى يسير معه الزند ورفاقه من عينة كهول القضاء الفاسد ,,ورغم ان معظم تدخلات الساده المنتمين لجمعية (قضاه من اجل مصر ) يندرج تحت بند مصلحة الإخوان ,,لا يمكننا ابدا ان نتجاهل ان مصلحة الشعب المصرى تأتى دوما فى مجابهة الفساد والفاسدون من عينة (الزند وعبد المجيد محمود )وغيرهم ممن لوثوا عباءة القضاء المصرى الذى لم يعد ناصع البياض كما كان قديما فللاسف الواسطه والمحسوبية والغباء وربما الإعاقـة الذهنية هى من انجبت لنا رئيس نادى قضاه من عينة (احمد الزند ) ونائب عام من عينة (عبد المجيد محمود ) وهذه إرادة الله حتى يختبر الشعب المصرى ومدى صبره الشديد وقوة أحتماله لهذه الحفنة العفنة من الفاسدين والمفسدين ......ومدى قدرته على التوحد والتكاتف للتخلص منها وتطهير البلاد ..</div> <div style="text-align: justify;"> ثـالثا : حادث قطار العياط الاخير لا يمكننا ان نهمله فى الحديث فقد برز اثناء حادثة قطار العياط الاولى عام 2009 نائب عن الشعب وعن كتلة الإخوان تحديدا يدعى (محمد مرسى ) طالب فى هذا الوقت باأن تكون الحكومه على مستوى الحدث والموقف وان تناظر دول العالم حين يحدث باأحدهم حادثة فاجئة مثل حادثة قطار العياط ,, بل انه طالب بمحاكمة رئيس هيئة سكك حديد مصر ومعه وزير النقل وأيضا رئيس الوزراء بعد إقالتهم جميعا بل تمادى فى الحديث إلى ان وصل الى ان أستقاله الحكومه كامله امر لابد منه نتيجة لهذا الحادث الفاجع والمؤلم الذى أستشهد فيه المئات من ابناء مصر ,, ولكن عندما نقارن حادث عام 2012 الاخير ,, وعندما اعتلى السيد محمد مرسى سدة الحكم فى مصر وانتقل من (نائب بمجلس الشعب) لا ناقة ولا جمل له إلا الإستجوابات والكلام الفارغ بدون أى ألية للتنفيذ,, إلى (رئيس جمهورية مصر العربية ) ونقارن رد فعله بين عامى 2009 وعام 2012 ,, نرى ان من تم تحويلهم للمحاكمة هم ثلاثة افراد فقط اكبرهم منصبا هو رئيس المحطه ... سيلفت انتباهنا وسندرك حجم الفاجعه والكارثه التى المت بمصر بوصول مرسى وجماعته لحكم مصر ,, فلا فرق بين مرسى وبين مبارك ,, بل ان مرسى هو مبارك ولكن بلحية وتلاعب بمشاعر الشعب المتدين بكثرة التصوير وهو يتحرك ذهابا ومجيئا بين المساجد ,, مرسى لم يتحرك له رمش بعد حادثة العياط الاخيرة ورغم ان عدد الوفيات لا يصل لفاجعه حادث( العياط 2009 )إلا ان هناك وفيات كثيره وهناك ارواح فقدت واهالى فقدوا ذويهم وأناس فقدوا ارواحهم بسبب حكومات متعاقبة وفاشله ,, يامرسى اين عزل والتحقيق مع رئيس هيئة السكك الحديد ؟؟واين عزل والتحقيق مع وزير النقل العام ؟؟وأين إقالة الحكومه ككل ؟؟ لماذا تمنحنا الأيام والحوادث الحقيقة المؤلمة لهذا الأختيار المشئوم ,,لم يكن لدينا اى فرصه للاختيار حين اخترنا مرسى رئيسا لمصر ,, فقد كان البديل(شفيق) اكثر فسادا وكانت يديه ممخضة فى الدماء ومشارك فى كل عمل فاسد ,, نعم لم يكن هناك اى وجه مقارنه بين شفيق الذى خدم نظام مبارك اعوام وسرق ونهب وساعد على قتل ابناء مصر حين كان رئيسا لوزراء المعزول مبارك ايام الثورة العظيمة ومساعدته لتهريب الاغنياء باموالهم خارج حدود مصر ومشاركته فى موقعة الجمل وغيرها ,, ولكن الان مرسى مشارك فى كل فساد بصمته او بعلمه ,ومرسى عقد اتفاقا تم بين جماعته وبين الكيان الأمريكى الصهيونى على حكم مصر بنفس منهجية مبارك ولكن اليوم بتمكين اصحاب التدين المظهرى فقط ,, للاسف مرسى لا يختلف فعليا ولا فكريا عن مبارك سوى انه دائما يقف امام الكاميرا وهو يصلى ,, كنت اتمنى ان يخلف (مرسى) ظنى به وبجماعته وان لا تكون هناك صحة لتلك الاتفاقيه التى تمت برعاية امريكيه لتسليم مصر لجماعه غبية ومنافقة لا هم لها الا احتلال الوطن والوصول للمنصب وتحقيق المكاسب حتى لو على حساب المواطن البسيط والفقير المقهور دوما ودائما وللاسف سيظل المواطن المصرى مقهــور إذا استمر حكم الإخوان اصحاب المصالح والمكاسب الشخصية والموائمات السياسية ...</div> <div style="text-align: justify;"> رابعــا: حاولت يوم اعادة جولة الإنتخابات بين( مرسى وشفيق) ان انسى ما فعله الاخوان ومدعى التدين حين هاجموا الثورة والثوار فى بادىء الامر معللين بان الخروج على مبارك او الحاكم هو مفسده اعظم وحرام شرعا ولا اعرف عن اى شرع كانوا يتحدثون وقتها معدومى الفهم والعقل هؤلاء ,,واثبتت الايام انهم هم انفسهم المفسده الاعظم والعار الذى اصاب هذا الوطن ,, نزل الشباب الرائع وخرج عن صمته وخوفه بينما كانت جماعات الإنتهازيون الجدد من جماعة الإخوان وتشعبات فرق المرتزقه من مدعى السلفيه اصحاب القنوات الدينيه التى تدر الملايين والتى تستضيف شيوخ مخرفين واغبياء ومضمحلى الفكر ومدعى تدين , يراقبون ما يحدث عن كسب ويحاولون نيل رضاء مبارك ونظامه بمهاجمة الشباب الثائر وسبه والكيل له بالإتهامات المتتاليه تلو الاخرى ,, حاولت ان اتناسى نزولهم فور دعوة العقرب (عمر سليمان) للحوار الذى تغيب عنه كافة فصائل الشباب الوطنى الحر صاحب التضحية والثورة والذى لم يقبله ويذهب له إلا الإخوان وبعض الاحزاب الكرتونيه الهشة وبعض الشباب المنتمى للنظام السابق وحاول الاعلام المصرى الفاسد تصويرهم على انهم من شباب الثورة والمتحدثين باسمها ,, تناسيت نظره شباب الثورة الحر فى الميدان وهم يصرخون من منح الإخوان وتلك الأحزاب صـك التحدث بالنيابة عنا وباأسمنا ,, انهم لا يمثلونا وإن استمروا فى نهج هذا الطريق فسيكونوا خارج الميدان وخارج الثورة ,, تناسيت ان الاخوان والسلفيون بعد ان تنحى مبارك شكليا ومنح السلطه للعدو الغادر الممثل فى المجلس العسكرى السابق ليلتهم الثورة ويقضى عليها ,,إلا ان الإخوان رحبوا به وجعلوه فوق الاعناق وهاجموا الشباب الحر الذى انتبه إلى ان (اللى كلف ما متش) (وان الذئب لا يمنح ضحيته إلا لذئب اخر ) و(ان القاتل لا يأتمن الا قاتلا مثله ),, وكان هذا نهج مبارك ,, منح السلطه والثورة بعد الاتفاق الذى تم بينهم وبين الاخوان والاحزاب الكرتونيه وبرعاية امريكية صهيونيه ,, وبدءوا باول خطوات الثورة المضاده معا وهو تشوية صورة الشباب الثورى وبالفعل هاجموا كل الشباب الذى ظل قابعا فى الميدان ,, هذا الشباب الوفى لثورته وبلاده والذى أدرك كينونة وخطر عملاء المجلس العسكرى الذين حولوا مؤسسة الجيش الوطنى الى جيش (حلمبوحه) او جيش من (خيال المأته) تسليحه ياتى بمعونه ويراقب عن طريق الكيان الصهيونى والامريكى,, تسليحه يتم بعد خصم (كوميشن) وزير الدفاع ورئيس الجمهورية وابنائه ومن يعاونهم ,, جيش يتم الحاق ابنائك به الزاميا ورغم ذلك يسرق نقودك حتى يلتحقوا به بدءا من اسعار الاوراق والمغالاه فى البيانات وصولا لباب التجنيد الذى يصعق الشاب حينما يجده ومن على الباب ملزما بدفع مبلغ مالى للدخول بجانب ختم ابله على كف يديه ربما لتمييزه ,, لا يدرى لاى سبب يدفعه وكانه يدفع رسوم دخول (جنينة الاسماك او حديقة الحيوان) اسلوب مستفز وسرقة مقننه وهذا لا يحدث فى اى جيش محترم فى اى مكان فى العالم ,, وفى حين تحول الالتحاق بالكليات العسكرية الى حلم بعيد المنـال يراود الاهالى والابناء بسبب نظام الواسطه القميىء والذى وصل خرابه الى داخل المؤسسة العسكرية نفسها ,, وهل يعقل ان يتحول جيش مصرى الى مؤسسة لتفريخ الوسائط والرشاوى ,, واصبح حلم ارتداء البدله العسكرية كضابط بعيد عن ابناء البسطاء إلا اذا كان الحلم هو فرد امن فى التجنيد يخدم فى عزبة او حديقة او يقود سيارة احد كبار ضباط الجيش .......... تناسيت الحركه الغادرة التى قام بها المجلس العسكرى ومليشياته ضد شباب الثورة فى الميدان وقتلهم وسحلهم ورميمهم بجانب القمامه وترحيب الاخوان ومدعى التدين بل ومهاجمتهم للفتيات الاتى تم سحلهن وخلع ملابسهن امام العساكر بل وهتك اعراضهن (كشف البكاره) بهدف الإذلال ,, لم نسمع لكلب من كلاب مدعى التدين او الاخوان صوتا يدافع عن شرف بنات مصر وعن ارواح شباب مصر الحر ,, بل سمعنا اصواتا نشاز لكلاب تعووى وتهلل وتهاجم الضحية فى شرفها وبضراوة تاركه القوى الغاصب والهاتك للعرض والقتل للنفس ينعم وللاسف مازلنا نطالع تلك الاصوات واصحابها فى القنوات الدينية والقنوات الخاصه ...تناسيت الهجوم الباطش على ضباط الجيش الشرفاء وشباب الميدان من مجلس صهيون العسكرى ولم اجد رد فعل من جماعة مرسى والمتأسليمن او جماعة الإنتهـازيون الجـدد</div> <div style="text-align: justify;"> تناسيت مجازر المجلس العسكرى وابنائنا يقتلون على يد خلفاء مبارك من (طنطاوى) وقواته سواء كانت شرطه مدنية او عسكرية وتمسك الإخوان والمتاسلمين (بنعــــــــــــــم للتعديلات الدستــــــــوريه ) رغم انها ضعيت الكثير من الارواح النقية والطاهره ووضعتنا لقمة سائغه فى فم المجلس العسكرى القاتل والفاسد لمدة عام ونصف والذى حاول فيها سلب روح الثورة بمساندة الاخوان او بدونهم وتغاضى الإخوان والمتأسلمين عن حرمة دماء الشباب المصرى وكانهم مجموعه من الصهاينه يقتلون على يد الجيش المصرى ولا هم للإنتهازيون الجدد إلا ترقيع الدستور واقرار التعديلات الدستورية ضمن صفقة بين هذا الشر الذى تحالف على تضييع هذا الوطن وسلب حريته وتضييع هويته ...نعم لم يكن الإخوان وحدهم يسيرون فى نفس الطريق ولكن كان معهم الاحزاب الكرتونية وزعمائها الحاليون وخدم الحكم من المهللون والمنافقون (حمدين,, محمد عبد العزيز ,, رفعت السعيد,,البدوى,, طلعت السادات ,,عكاشه ,,ابو حامد ,,بكرى,, البرادعى ,,, احمد الزند ,, عبد المجيد محمود....إلخ)(إنهم مجموعه تستحق ان تنضم بجداره لقائمة (الإنتهازيون الجدد) </div> <div style="text-align: justify;"> تناسيت انهماك المجلس العسكرى فى قتل ابنائنا بل والإبحار فى بحور من دمائهم والإخوان وجماعة المتأسلمين تشاهد بل وتهاجم الضعيف المقتول ولا تجد لهم صوت للحق بل مليونيات لأمور جانبية كالأحتفال بمرور عام على الثورة رغم احتلال العسكر للحكم وعدم تحقيق اى مطلب من مطالبها وعدم تحقيق القصاص لدماء الشهداء من قاتليهم ,, بل تجدهم يهاجمونك حين تهاجم المجلس العسكرى القاتل والغاصب ويسبونك ويريدون الفتك بك ,,مما يدل ان العلاقة والاتفاقيات بينهم وبين نظام مبارك قوية ,, فنظام مبارك والمجلس العسكرى كانا قائمين مدى قام احدهما والان تسلم الراية مرسى وجماعته لتنفيذ نفس المبدأ والسير على نفس الطريق الذى سيقود مصر للهاوية ... تناسيت مجزرة محمد محمود ورفض جميع القوى الثورية والشبابيه خوض انتخابات تحت ظل الحكم العسكرى الذى افسد البلاد والعباد والدعوة لخلق دستور جديد كما فى كل دول العالم المتقدمه وحتى لا نمنح المجلس العسكرى الفاسد حقا وغطاءا لبطشه وخوضه فى دماء المزيد من الشهداء ورغم ذلك صمم الإخوان والمتأسلمين (الإنتهازيون الجدد) خوض تلك الانتخابات على جثث شباب الثورة وإبحارا فى دمائهم التى غطت حوائط محمد محمود وسارت شلالات فى شوارعه المترامية الاطراف ثم فوز المتأسليمن بالأنتخابات البرلمانيه ووقوع مجزرة محمد محمود الثانية ورغم ذلك تجد المتأسليمن الشاذين فكريا يدافعون عن الداخليه وعن بكرى المنافق لجهاز وزارة الداخليه بل تجدهم يهللون ويكبرون حين دخل وزير الداخليه عليهم مجلس الشعب وكانه فاتح بيت المقدس ,, بينما مليشياته تقتل الشباب الوطنى الثورى خارج قاعات مجلس الشعب ولا تجد لهم صوتا او حتى تنديدا باافعال الشرطه بل تجد مباركه وتجد عينات فاسده وغبية من اصحاب اللحى والجلاليب الذين يسيئون للدين يهاجم الشباب المقتول والذى يدافع عن كرامته خارج ابواب مجلس الشعب بينما يجاهر ملاعيين مجلس الشعب بنفاقهم لرئيس الوزراء وقتها الجنزورى ويهللون له ولوزير داخليته المجرم .. من العار ان ننسب هؤلاء الأفاقون للثورة فهى منهم براء ... نعم هناك من اصحاب اللحى اناس ينتمون للدين خلقا وعملا يتخلقون برداء الدين ويلتزمون بتعاليم الرسول العظيم (محمد صلى الله عليه وسلم) وانا شخصيا اتعامل مع الكثير منهم وهم من العينات القويمه التى نطالب بها فهؤلاء هم من يحبب الاخرين فى الدين الاسلامى العظيم ويجعلون صورته مشرقه فى عيون الغرب ,, هناك الكثير من اصحاب اللحى والجلاليب من المخلصين للدين والوطن بل انهم كثيرون جدا ولكن ما ظهر على السطح هم الافاقون والمضلون محبى السلطه والمناصب والظهور امام الشاشات للتحدث بااسلوب همجى ولتفزيع المجتمع ,, ولإرهاب الشعب بمنتهى الجهل وتنفيره من كل ما يحمل هوية إسلاميه وهؤلاء بالفعل اخطر على الدين الإسلامى من اعداؤه انفسهم ....... تناسيت كل من شارك فى جرائم قتل وتعذيب ابنائنا حتى لو بصمته ,, فقد كان البديل اكثر شررا وكارثية ,, اننى اؤمن يقاعده ومثال ذهبى وهو أن</div> <div style="text-align: justify;"> (من السهل ان تسقط نظاما طالما اعتدت على إسقاط غيره ,, ومن المستحيل ان تسقط نظاما فشلت فى إسقاطه و أعاد تجميع وتوحيد صفوف مؤيدية وأعاد ترميم قلاع فساده ) وقد أسقطنا نظاما جبارا بسقوط (احمد شفيق ) ولكن المفاجاه اننا خرجنا من سواد لسواد أعظم فى الفكر والمنهج ,,ولكن الإخوان ليسوا بالصعوبة التى يمكن ان يتوقعها اى شخص ويمكن الخلاص منهم بسهوله امام اى مظاهرات مليونية غاضبه وقوية مؤمنه بهدف واحد وهو ان الاخوان ومن يواليهم من (الإنتهازيون الجدد ) يتخذون الدين ستارا لافعالهم القميئة والقذرة ويسعون فقط للحكم والسلطه والمكاسب الشخصية وانهم على استعداد للخوض فى دماء المصريين فى سبيل تحقيق هذا الهدف ... ويستخدمون بعض المتأسلمين للتـأييد والحشد فى المساجد والشوارع بسياسة القطيع وبإيهامهم ان الإخوان سيمنحونهم تحكيم الشريعه وهذا ما يجعل القطيع يسير بحسن نية وراء تحقيق اهداف الإخوان ظنا منه انها اهداف لخدمة الدين والمسلمين ,, ولكن سريعا وقريبا جدا ستظهر الحقيقة وسيسقط الإخوان ,, فالإخوان لهم (سيد جديد) وهو الكيان الامريكى الصهيونى الذى لن يسمح لشريعه الاسلام بالحكم بجدية وإنما بتحكيم حدودها فقط مثل ما يحدث فى افغانستان وغيرها من الدول التى يحكمها بالفعل الكيان الامريكى الصهيونى ويضعها فى قمة الدول المتخلفة ,, وكم اتمنى تحكيم شريعه الله السمحه فى مصر ولا امانع ابدا ان تصبح الشريعه الاسلام المصدر الرئيسى للتشريع فهذا هو الحق الطبيعى لتلك الشريعه السمحه ,, ولكنى اتخوف من (الإنتهازيون الجدد) فمنهم من لا يفقه اى شىء فى الدين ويفتى فيما لا يفقه بسفاله وعدم فهم مما يجعل الكثيرين متخوفين من حكم اسلامى يطبقه الجهـــــــلاء ,, فالجهل خطر على الاسلام والمسلمين فى أن واحد ,, فالجاهل لا عقل له وانما يسير بغريزة حيوانية لا تجعله يستطيع ان يفرق بين الجيد من الخبيث ,, ونحن نطالع يوميا وعلى وسائل الإعلام المختلفه راى هؤلاء الأشاوسة من الحمقى مدعى التدين وفتواهم الشديده الغباء والعبط الفكرى وتدل على سلوك بشرى يعانى من مشاكل فى الشخصية ,, ظنا منه انه الوحيد الذى يخاف على حدود الله وانه الوحيد الذى يستطيع تطبيق الشريعه وانه العلامه الفاهم والجميع لا يفقهون شيئا ,, الشريعه الإسلاميه سمحه وجميله ولابد من تطبيقها ولكن قبلا إسكات جميع الاصوات النشاز الحاليه ,, وكما لا حق لهذه الاصوات النشاز بالتحدث فلا حق لبابا الاقباط الجديد الاب تواضروس بالحديث عن رفضه تغيير الماده الثانية ورغبته ان تظل كما هى فهنا هو يتدخل فيما لا شان له ,, فالأقباط دوما يرفضون التدخل فى شئونهم وحاليا هذا شأن إسلامى لا دخل لتواضروس او امثاله فيه فمصر تحمل هوية إسلامية يستظل تحت لوائها جميع اصحاب الملل الاخرى ,, ويجب ان يتم تطبيق قواعد وحدود للجميع حتى لا يختلط الحابل بالنابل وتضيع هوية الدوله الإسلاميه المصرية بين متشدد مسلم أهوج ومتشدد قبطى وقح .........</div> <div style="text-align: justify;"> قبل النهاية يجب ان نذكر ان الفائده الوحيده لمرسى حتى الان هى التخلص من حكم المجلس العسكرى رغم ان الحكم العسكرى مازال يحكم مصر ,, من رئيس المجلس المحلى وصولا للمحافظ والوزير الذى كان لواء جيش أو شرطه ,, إذا التغيير مازال شكليا حتى الان بل ان الفساد زاد عن ما قبل حكم مرسى وحكومته الرشيدة ومستشاريه العقلاء الأفذاذ والرشوة والمحسوبية مستمرين حتى الان وبشكل وقح وظاهر للجميع وحتى الان لم يحقق (مرسى ) اى مطلب من مطالب الثورة سوى الافراج عن بعض المعتقلين من الجماعات المختلف اما ابطال الثوره من ضباط الجيش الشرفاء فلا نية حقيقية للإفراج عنهم فكما ذكرنا انفا ان نظام مرسى لا يختلف عن نظام مبارك ومجلسه العسكرى ,, فهو يخشى ان يفرج عن الضباط الشرفاء ويكون بهذا منهج لكل ضباط الجيش ويتجرأو إذا ما خرج الشعب على مرسى وجماعته كما هو متوقع فيخرج ضباط الجيش مع الشعب ضد (الإنتهازيون الجدد) ومن يواليهم مرسى لا يختلف هو وجماعته عن نظام مبارك ,, فالرجل لا يرى ولا يسمع الا ما ترتايه مصالح الجماعة وفقط ,, الاسعار فى أزدياد جنونى وملحوظ وخصوصا اسعار السلع الغذائيه المختلفه واسعار المياه والكهرباء كما اشرنا سابقا زادت من شهر سبتمبر 2012 وهناك اتجاه لزياده اسعار الغاز بدءا من العام القادم وهناك نظام اغلاق المحلات التجاريه من العاشره مساءا ,, ثم مشاكل مولدات الكهراباء الفاسده والتى تعانى الاعطال والعطب مما يهدد بمصر مظلمة خلال الصيف القادم ,, بجانب اتجاه جاد لرفع الدعم تدريجيا لا تمنح عقلك للاخرين (هذه حكومه فاشله مثل حكومات مبارك المتعاقبه ولا تنوى ان تتحرك لمصلحة المواطن البسيط ابدا ) بل ستعمل ضد مصالح المواطن المصرى تطبيقا لتعليمات بنك اللعنه الدولى (بنك النقد الدولى ) والذى يتحكم فيه الكيان الامريكى الصهيونى,, والبطالة تزيد وستزيد فلا فكر ولا منهج للتطبيق حتى نهتدى لحل مشكلة البطالة ,, ومشروع النهضة هو مشروع خيالى بااعتراف الاخوان انفسهم ولا وجود له من الاساس اى انهم كذبوا واضلوا الشعب المصرى بمشروع وهمى حتى يصلوا للحكم واسئلوهم عن مشروع طائر النهضة ستجدون انه طـار فى السماء الى غير رجعة ,, ولا يوجد لدى الاخوان اى مشروع تنموى يرفع الفقر والمرض والبطاله عن كاهل المواطن المصرى ,, ومشروع الضريبه التصاعديه هو قانون بالغ القذارة ويتلاعب بالبسطاء كثيرا فقد كان فى أقتراح القانون فى عصر مبارك واول شريحه لتطبيق القانون هم من يصل راتبهم الى (تسعه الاف جنيها) والقانون الحالى لحكومة مرسى المنشودة والمليئة بالعباقره خفضت المبلغ لتصل اول شريحه (خمسة الاف جنيها ) اى ان الموظف البسيط سيقع تحت طائله الضريبة التصاعديه وهو الشخص الوحيد الذى يدفع لان الخصم يتم من المنبع ,,اى قبل استلام راتبه الشهرى سيدفع الضريبه بجانب الضرائب المستقطعه الاخرى ,, أما من يتحصلون من اصحاب الشركات الأستثمارية والموظفين بمرتبات خيالية فسيتم أستقطاع مبالغ زهيده منهم إذا ما قورنت بالإستقطاع الذى سيخضع له الموظف البسيط الذى يتحصل على (راتـب ضئيل ),, إذا أتسائل من العبقرى صاحب التعديل فى هذا القانون ولمصلحه من يعمل ؟؟؟كان الاولى ان تفرض الضريبه على اصحاب الشركات والموظفين الكبار اصحاب المرتبات التى تتعدى عشرات الاف الجنيهات شهريا ولم نعنى ان يخضع لها الموظف البسيط الذى يعانى فى البحث عن لقمة العيش قبل خضوعه للضرائب فما بالك بعد ان يخضع للضريبه ياحكومـة مرسى ...........بالفعل لك الله ياشعب مصر ,, فلا نية لمرسى واعوانه وجماعته على العمل على تخفيف العبء على المواطن البسيط بل سيكون كل همهم هو مضع لحوم المواطن قبل عظامه وتحقيق اكبر مكاسب ممكنه كما كان العهد البائد يفعل ..............حقـــــا أنهم أنتهازيوا هذا العصر أو (الإنتهـازيون الجدد)...............</div> <div style="text-align: justify;"> <br /></div> <div style="text-align: justify;"> عبــد الحليــم قنــديـــل</div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiuO67i0LMkJ1zK90DgXb_iXLuUQlDN6WJSRonOpApQkpynxHMsx2KwHUQlFGSh4pm0oegLRftwlx_-DfDUTPlJVx94c0mE4rEnHkbdwxEYMBCwtDifgDeSHS-YVgDoCzMKiLyFYfIPFrM/s1600/d8b9d8a8d8af-d8a7d984d8add984d98ad985-d982d986d8afd98ad984.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="200" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiuO67i0LMkJ1zK90DgXb_iXLuUQlDN6WJSRonOpApQkpynxHMsx2KwHUQlFGSh4pm0oegLRftwlx_-DfDUTPlJVx94c0mE4rEnHkbdwxEYMBCwtDifgDeSHS-YVgDoCzMKiLyFYfIPFrM/s200-rw/d8b9d8a8d8af-d8a7d984d8add984d98ad985-d982d986d8afd98ad984.jpg" width="175" /></a></div> <div style="text-align: justify;"> <br /></div> <div style="text-align: justify;"> لومـــوند : عبد الحليم قنديل : </div> <div style="text-align: justify;"> نيد وفاسد من الجذور حتى النخاع ومكننا الله منه ,, وليـس عسيرا على إرادة الشعب المصرى أن تسقط حكم الإخوان المسلمين فهو نظام هش وجديد بلا اركان أو قواعد فكرية ولم يستطع حتـى الان تكوين صروح ضخمة ترسخ أركانه فى داخـل مؤسسات الدولة كالجيش والشرطه والمخابرات والإعلام ..إلخ)حتى الان وإن كان يحاول ,, وكل ما يمتلك هذا النظام الغوغائى لجماعة الإخوان هو التلاعب بمصطلحات الدين وأدعاء انهم حاملى شعلة وراية الدين الإسلامى وان الدين الإسلامى سيحكم والرخاء الأقتصادى سيأتى فقط عندما يصل الإخوان لسدة الحكم وهذا كله هراء فها هم الإخوان يحكمون ولا نرى أى بادرة أمل لحكم إسلامى سوى بعثرات سببتها فوضى الإعلام الفاسد المضلل لعامة الشعب والذى يتلاعب بفكر الشعب المصرى منذ أزمان غابره ولت ولم تنتهى للأن,,بجانب عجز النظام الإقتصادى المصرى من مواجهـة الأزمات المتتاليـة التى تمر به كعواصف هوجـاء وسط محيط هائج لا يرحم ضعيفا أو هالكا ,, نظام الإخوان وممثلهم فى السلطه محمد مرسى رغم كونه رجل متدين إلا أنه مضمحل الفكر السياسى ولا يملك أليـات وفكر يمكنه من حكم دوله كدولة مصر ما بعد الثورة فهو بالفعل نموذج للموظف الإدارى المحض ,, لا يفكر إلا باأسلوب بيروقراطى بطىء وممل وعاجز,, بجانب أن جماعة الإخوان لا تتدعى كونها جماعه دعوية تقدم بعض المساعدات الماديه والغذائيه للمحتاجين التى يجمعوها من أغنيائهم والتابعين للجماعه بقصد أكتساب ولاء الفقراء والمحتاجين لأستخدامهم كمؤيدين وقت الإنتخابات,, وبخلاف ذلك فهم لا يملكون أى رؤية سياسة او حتى رؤيـة أقتصاديه واضحه للأزمات التى تمر بها البلاد بل تجدهم يسيرون وبجداره منقطعة النظير على نفس خط سير المخلوع مبارك ونظامه الفاشل والفاسد مما سيؤدى فى النهاية لهلاكهم وعودجتهم للمعتقلات التى خرجوا منها ,, مصر تحتاج إلى فكر شبابى جرىء وواقع أخر ملموس الجوانب ,, وتفكير اقتصادى واستراتيجى يفكر لعشرات السنوات القادمه فى كل خطوة يخطوها وفى كل قرار أقتصادى وسياسى وأبعاده وتاأثيره على الأجيال القادمه ,, ولن يكون البديل أبدا (لمرسى وجماعة الإخوان ) أراجوزات المعارضه الممثله فى (حمدين صباحى ,, محمد البرادعى ,, عمرو موسى .......إلخ) فتلك أقنعة بديلة وديكورات قـذره لنفس النظام السابق والحالى بفساده وتفكيره وغبائه السياسى والإقتصادى ,, نعيب على مرسى أختياره السىء لمستشارين من معدومى الخبرة والفكر والجرأة ,, وانطوائـه بالفعل تحت عبائة جماعه كالإخوان لا تبحث إلا عن منصب ونفوذ ضاربه عرض الحائط بالأيدلوجية الفكرية التى مثلها زعيم تلك الجماعه رحمه الله (حسن البنا) ,, لا خير بالفعل فى مصر يرجى إذا أستمر مرسى وجماعته فى ذلك الإسلوب المخجل فى حكم مصر بطريقه مشينه ومهينة جعلت أشباه الرجال معدومى الوطنية والنزاهه والشرف من عينة النائب العام الفاسد عبد المجيد محمود ومعه رئيس نادى القضاه الذى ينافسه فى إنعدام الوطنية والنزاهه (احمد الزند) ومعهم من ينافسهم قلة الشرف نقيب المحامين (سامح عاشور) يتجرأون رغم فسادهم الذي أزكم الانوف على الثورة والثوار وعلى الشعب معا ,, بل ونراه يعتذر كرئيس منتخب لهذه الحفنة من الخطايا التى كانت من أسباب قيامنا بثورة 25 يناير التى لم تكتمل للأسف ,,,,,,,,,كم أشعر بالحزن والألم يعتصر قلبى وبالغضب يعتصر نفسى كقبضة من لهب وأنا أرى رئيس ما بعد الثورة يضيع اهداف الثورة ومعها حقوق أرواح ودماء الشهداء هباءا فى سبيل منصب وجاه او خوف من بطش( القضاء المصرى الفاسد) و(النيابة العامه) التى نخر سوس الفساد كافة جوانبها ولا حتى( نقابة المحامين) التى يقودها شلة من الفاسدين الباحثين عن المناصب أعداء الثورة والشعب بجانب قيادات وقحة للاحزاب كانوا يزعمون انهم من الثورة وينتمون للثوار من عينة (حمدين الصباحى ,, البرادعى ,, عمرو موسى ,, جورج إسحاق ..إلخ) تلك الجـوقه المتخلفه التى على استعداد لبيع دماء الشهداء وحقوقهم بجانب بيع الوطن بالكامل من اجل المنصب والمنصب فقط بلا وازع من دين او نخوه وطنية محجوبه عنهم جميعا ,, لقد سقط (مرسى ) فى هذا الإختبار فهو لا يشعر باألام الشعب المصرى وخصوصا المواطن المصرى البسيط الذى يحاصره المرض والفقر وغلاء الأسعار الفاحش .........بل ومهدد حاليا برفع (الدعـم) بسبب حكومه ما بعد الثورة التى تسير على نفس نهج حكومات المخلوع المتعاقبه بدون أى تفكير حتى فى مصلحة المواطن الفقير الضعيف ...<span class="hasCaption"><br /> (مــن السـهل أن تسقط نظـاما طـالما اعتـدت على إسقـاط غيـره ,, ومـن المستحيــل أن تسقـط نظـاما أعـاد تجميـع كافـة فلولـه ومـؤيديه وأعـاد ترميم قـلاع فسـاده مشيدا قلاعا حصينة من جـديد,, تحمى خلفها جيوشا من الفاسدين ) لقـد أسقط الشعب المصرى بثواره نظام مبارك المخلوع الفاسد فى 18 يوما بفضل الله ,, وقد تخلصنا بفضل الله من حكم المجلس العسكرى وهو نظام عتيد </span></div> <div class="text_exposed_show" style="text-align: justify;"> لا نتوقع من مرسى ان يشعر بنا فها هو الان يتمتع بالجلوس فى شرفة القصر الجمهورى وحوله الخدم والأمن والاتباع يمارسون دور ( أتباع فرعون ) يصورون له ان الشعب المصرى يسبح بحمده ويعيش فى عصره ازهى عصور الرخاء والإنتعاش الإقتصادى ,, صانعين لنا هؤلاء الاتباع والمستشارين (فرعونا أخر) يجب إسقاطه والبحث عن بديل بالفعل من شباب هذا الوطن ,,كفانا كهولا مخرفه من عينة( المرسى و الصباحى والبرادعى وموسى ,, وحازم أبو إسماعيل..إلخ ) هذه العينة يجب ان تجلس فى بيوتها تاركه حكم البلاد لمستقبل هذا الوطن ,,لعقول الشباب الواعى الثائر الذى يبحث ويبنى الاحلام على مستقبل أفضل لمصر بل ورياده ورخاء أقتصادى وخروج من تحت العبائة الامريكيه الصهيونيه التى جعلت مصر تابع وخادم ذليـل يقتات على الشحاته والمعونات بعد أن كان قـائدا وقيـاده ,, كفـانا عبثا أيها المهرجين بمصائر هذا الشعب ,,,,,, فشباب مصر الواعى هو من سيحمل لواء هذا الوطن وستكون شعلة التغيير نيرانا تشتعل فى اجساد من سيقف ضد هذا الهدف الوطنى الذى يحلم به كل مصرى ألا وهو أن يحكم مصر خيارها لا شرارها ,, أن يحكم مصر شبابها الواعى المثقف الثائر ,, لا يحكمها عواجيزها المخرفين الراكعين للعدو قبل الصديق والخائفين على أرواحهم ومناصبهم قبل الخوف على مستقبل هذا الوطن وهذا الشباب وهذا المواطن الذى يعمل طوال 24 ساعه فى اليوم ليوفر حياة لا ترقى ان تكون كريمة لأسرته البسيطه ,,أما أن الاوان لنحيا كرامـا بسواعد شبابنا الحر ونمتلك مقومات لقمة العيش التى جعلتنا عبيدا لدول اخرى يحكمها كيان صهيونى ضخم يعمل لديه كافة حكام الدول العريبه عبيدا بلا أستثناء...................<wbr></wbr><span class="word_break"></span>...........<br /> أما ان الأوان أن يحكم مصر شاب وطنى وغيور على وطنه لا يعبىء بالقانون الفاسد الذي ضيع حقوق الملايين من ابناء شعب مصر ليخدم الأغنياء واصحاب السلطه والنفوذ ,, شاب رئيس يستطيع العمل على تحقيق (كـافة أهداف الثورة ) شاب يستطيع إقالة النائب العام الفاسد بقرار والإفراج عن المعتقلين السياسيين من ضباط 8 ابريل ومن شباب الثورة بقرار,, والإعلان عن محاكمات إستثنائية لكافة رموز النظام السابق وكل من خدمهم من أجهزه الدوله من شرطه ومخابرات وامن دوله ..إلخ بجانب ضم المجلس العسكرى السابق بكافة رموزه لنفس المحاكمه بقرار ,, وإعلان العمل بقانون الضرائب التصاعديه ووضع حد أقصى وحد ادنى للاجور وللمرتبات مع إلغاء الكادر وبقرار ,, والإطاحه بكافة رموز النظام السابق من كافة مؤسسات الدولة بقرار ,, وإعادة إنتخابات مجلس الشعب بقرار وإعادة هيكلة كافة مؤسسات الدولة بدءا من الحربية والشرطه وامن الدوله وصولا إلى مصلحة المياه والمرافق فى أصغر حى فى مصر وبقرار .....إلخ وصولا لتحقيق كافة مبادىء الثورة (عيش,, حرية,, عدالـة إجتماعيه) باإراده حقيقية ,, ,, هلموا ياشباب مصر نضع سواعدنا المتشابكه لنصنع حاجزا قويا يحمى هذا الوطن من الاختراق ويحمى كيانه من الفاسدين ومعدومى الوطنية ,, لا نريد أن يرتقى ظهورنا المتملقين والفاسدين ليتحدثوا باأسمنا وأسم الثورة ويتلاعبوا باأحلامنا ومستقبلنا ثم يحكموا وطننا ونحن ناظرون إليهم ومتابعون للأحداث ,, يجب أن نشارك سويا فى الأحداث فنحن من سيصنع مستقبل هذا الوطن الحر ,,,,,,,,,أن الأوان ليحكم مصر شبابها الحر .. عاشت مصر وعاش الشباب الحر الثائر القابض على ثورتـه وحريته وإما النصـر وإما ................... ولكــن ...متـــى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟</div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiwCQBAx4Mdp4C5eUlDCXCmGxknXRQXp1o5bw5VTFclrX_vnF0CSpAV7yZqR_Rd4i8urHZJr7IYYpdu1WflSfSN-2ZQB9BDqJslRNAK4Tzff6W_gbVmIryIZ8Y_KVIQ7_K8OO04DveTekU/s1600/1.jpeg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="170" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiwCQBAx4Mdp4C5eUlDCXCmGxknXRQXp1o5bw5VTFclrX_vnF0CSpAV7yZqR_Rd4i8urHZJr7IYYpdu1WflSfSN-2ZQB9BDqJslRNAK4Tzff6W_gbVmIryIZ8Y_KVIQ7_K8OO04DveTekU/s200-rw/1.jpeg" width="165" /></a></div> <br /> <div style="text-align: justify;"> لومـــوند : عبـد الحليـم قنــديـل </div> <div style="text-align: justify;"> <br /></div> <div style="text-align: justify;"> مع حادث رفح الإرهابي، والذى راح ضحيته ستة عشر شهيدا مصريا بين ضابط وجندي، عادت ذات الإسطوانات المشروخة القديمة، وجرى تحميل دم المصريين للفلسطينيين، وإبراء ذمة إسرائيل، وتصوير الفلسطيني كعدو يجب منعه من القدوم إلى المطارات المصرية، وإعادة ترحيله على الطائرة التي أتى بها، إضافة لإغلاق كامل سرى على معبر رفح منذ الحادث الإرهابي إلى وقت كتابة السطور.وهذه طريقة قديمة ـ جديدة دأبت عليها جماعة إسرائيل في مصر، وهي جماعة مصالح كبرى، نشأ نفوذها وتطور منذ بدء عقد وسريان ما يسمى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وتضخمت مواردها مع استفادات متلاحقة من شبكة المعونة الأمريكية، وسيطرت على دوائر في التوجيه والإعلام الحكومي، إضافة لسيطرتها وإدارتها لعدد لا بأس به من الصحف والإذاعات والفضائيات الخاصة، وقد تعود اللوبي الإسرائيلي في مصر على التحرك مع كل حادث إرهابي يجري فى شرق سيناء، يصرخ ويلطم ويشق الجيوب، ويتظاهر بالتعاطف مع شهداء المصريين، ويغري الجمهور بالنقمة على الفلسطينيين سبب كل الشرور، خاصة لو تصادف أن فلسطينيا تورط في الحادث، وعلى نحو ما أوحى به البيان الأول للمجلس العسكري عن الحادث.والفلسطينيون ـ بالطبع ـ ليسوا ملائكة، إنهم شعب كبقية الشعوب، فيهم الصالح والطالح، فيهم المقاوم والخياني، تماما كما أن الشعب المصري كذلك، ولنفرض جدلا أن كل منفذي الحادث الإرهابي الأخير من الفلسطينيين، فهؤلاء لا يمثلون الشعب الفلسطينى في كتلته الوطنية الغالبة، تماما كما أن الجماعات الإرهابية المصرية في سيناء لا تمثل الشعب المصري، ولا تمثل الشعور الوطني الجارف بين أبناء سيناء، والذين يستعدون المصريين على الشعب الفلسطيني، هم ذواتهم الذين يستعدون الشعب المصري على أبنائه فى سيناء، ويصورون السيناويين كما لو كانوا خونة لبلادهم، أو أنهم جميعا من تجار المخدرات، وتلك كلها أفكار ضالة تخاصم العقل وتفتقد إلى الضمير، فمنذ بدء سريان ما يسمى معاهدة السلام مع إسرائيل، لم توجه إلى مصري واحد من أبناء سيناء تهمة التجسس لحساب إسرائيل، وكان الخونة جميعا من أبناء محافظات أخرى في قلب وادى النيل، ودون أن يعني ذلك حكما على الشعب المصري ـ لاسمح الله ـ بالعمل لحساب إسرائيل، فالمصريون أكثر شعوب الأمة العربية كراهة لوجود إسرائيل، ورفضا للسياسة الأمريكية، وهنا مربط الفرس وبيت القصيد، ففيالق الإعلام المزور تتظاهر بالغيرة على المصريين، وتستعديهم ضد الفلسطينيين، وتريد بذلك أن تجري عملية إحلال نفسي يصبح الفلسطينيون وفقها هم العدو الذي تجب محاربته ومخاصمته، وخصما من حساب العداء لإسرائيل، ومن ثم يجري النصح بإغلاق معبر رفح بصورة دائمة، وإدارة الحرب ضد أنفاق الحياة الواصلة بين المصريين والفلسطينيين، وكل ذلك بهدف لفت النظر عن المهمة الوطنية الصحيحة، والتي أدى غيابها إلى إخلاء سيناء أمنيا، وجعلها مرتعا لجماعات إرهاب من جنسيات مصرية وغير مصرية، تتحالف موضوعيا مع إسرائيل، وتنقل مسارح العمليات العنيفة من قلب إسرائيل إلى قلب سيناء، وتسيل دم المصريين بدلا من إسالة دم العدو الإسرائيلي.ومعروف أن جماعات من هذا النوع موجودة أيضا على الجانب الفلسطيني، ويحارب بعضها حركة حماس المسيطرة ميدانيا على غزة، وتحاول التواصل مع مثيلتها من جماعات الإرهاب الضالة على الجانب المصري، وهذا هو الخطر الذي يجب اجتثاثه واقتلاعه من جذوره، ولا يمكن تنفيذ المهمة مع استمرار الإخلاء الأمني والعسكري في سيناء، والذي فرضته القيود الأمنية المترتبة على عقد ما يسمى معاهدة السلام مع إسرائيل، والتي جعلت سيناء الشاسعة، والتى تزيد مساحتها وحدها على ثلاثة أمثال مساحة فلسطين التاريخية كلها، جعلت القيود من سيناء براحا منزوع السلاح في غالبه، وقسمت سيناء طوليا إلى ثلاث مناطق، منطقة (أ) شرق قناة السويس، وبعرض 59 كيلو مترا تنتهي قبل حزام المضايق الاستراتيجية الحاكمة في سيناء، وجرى قصر وجود الجيش المصرى فيها على فرقة مشاة ميكانيكية واحدة بعدد 22 ألف جندي، بعدها تأتي المنطقة (ب)، وبعرض 109 كيلو مترات، وجرى قصر وجود الجيش فيها على أربع كتائب حرس حدود، ثم تأتي المنطقة (ج )، وبعرض 33 كيلو مترا غرب الحدود المصرية ـ الفلسطينية، وتقرر في الملاحق الأمنية للمعاهدة المشؤومة أن تكون هذه المنطقة منزوعة السلاح العسكري بالكامل، وهو ما لم تجر عليه سوى تعديلات طفيفة باتفاق تكميلي في أواخر 2005، أضف إلى ذلك كله ما نصت عليه المعاهدة المشؤومة من حظر إنشاء أي مطارات أو موانيء حربية مصرية في سيناء كلها، وهو ما يعني ـ ببساطة ـ أنه قد جرى نزع سيادة السلاح في سيناء، وتهديد العمق المصري بإخلاء خطوط الدفاع الطبيعية عن البلد، وهذه الإشارات كافية في الدلالة على أولويات المهمة المصرية الوطنية الأن، فالأولوية ـ المصرية جدا ـ هي إعادة نشر الجيش المصري حتى الحدود الدولية، نشر الجيش بكامل قواته وعتاده ودباباته وطائراته وسفنه، وليس استئذان إسرائيل في دخول قوات لمهام عابرة، فالمطلوب: فرض واقع عسكري جديد يزيل أوضاع العار المترتبة على معاهدة كامب ديفيد، فلا يصح أن يستأذن الجيش المصري أحدا بحقه في الحركة فوق أرضه، واستعادة السيطرة العسكرية المصرية التامة على سيناء هي الحل، فهي الضمان ـ أولا ـ لتصفية جماعات الإرهاب الضالة شرق سيناء، وهي الضمان ـ ثانيا ـ لإدارة علاقات صحيحة مع الطرف الوطني الفلسطيني تلزمه بتصفية الجماعات الضالة عنده، وهي الضمان ـ ثالثا ـ لفتح منضبط لمعبر رفح، يسمح بالحركة السلسة للأفراد والبضائع، ويفك حصار الشعب الفلسطيني، ويدير تجارة مشروعة على السطح تكون بديلا لتجارة الأنفاق ومغامراتها الخطرة.وقد كان ملفتا أن إسرائيل أعلنت عن الحادث الإرهابي قبل وقوعه، ثم سارعت إلى قتل منفذيه جميعا وقت وقوع الحادث بالثانية، وسلمت الجثث إلى المصريين لإيغار صدورهم ضد الفلسطينيين، وغسلت أيديها بسرعة إعادةفتح معبر كرم أبو سالم إلى غزة، وورطت السلطات المصرية في إغلاق معبر رفح، وفي لعبة مكشوفة ظاهرة الأهداف، فقد أرادت أن تقول للمصريين: انتبهوا فإن الفلسطينيين يقتلونكم ، ولا حل عندكم سوى الانتقام من الفلسطينيين بتشديد الحصار وإغلاق المعابر، ثم يجيء الدور على جماعة إسرائيل في مصر لإكمال الجريمة، وترك سيناء خاضعة لابتزاز السلاح الإسرائيلي.</div> <div style="text-align: justify;"> <br /></div> <div dir="ltr" style="text-align: justify;"> عبد الحليم قنديل</div> <div style="text-align: right;"> <br /></div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi6rXM0uG0YYdCiTeqv6FzCQs5Pt6da-sO1Q6ae5U9pjrLy4jVcfkJ2JyhSTwRemZc2076V7Rv4xqN66aOxSZUi_AB1cvrJoEGHo3YQalNV07n2XvP57dfEHXzLR63oUafaEckta8HI88Q/s1600/lemondepress.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="140" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi6rXM0uG0YYdCiTeqv6FzCQs5Pt6da-sO1Q6ae5U9pjrLy4jVcfkJ2JyhSTwRemZc2076V7Rv4xqN66aOxSZUi_AB1cvrJoEGHo3YQalNV07n2XvP57dfEHXzLR63oUafaEckta8HI88Q/s200-rw/lemondepress.jpg" width="200" /></a></div> <br /> <div style="text-align: justify;"> لوموند : عبـد الحليـم قنــديـل </div> <div style="text-align: justify;"> <br /></div> <div style="text-align: justify;"> إلى أين ينتهي العذاب السوري الراهن، وأي مخاطر يمكن تصورها عند خط النهاية، ومتى تنتصر ثورة الشعب السوري الباسلة، والتي صارت أطول الثورات العربية المعاصرة عمرا، وأكثرها بذلا للتضحيات؟، فقد سقط قرابة العشرين ألف شهيد في المعركة الرامية لخلع نظام بشار الديكتاتوري الدموي. وبالطبع، يتصور نظام بشار أن بوسعه البقاء، وأن آلته العسكرية الجبارة تكفل له تحقيق النصر على شعبه، واختزال معنى الثورة في حكاية العصابات المسلحة، وأن القضاء عليها بات قريبا، وتلك أوهام دعاية ممجوجة تكررت طوال الوقت، ودون أن تؤدي لإطفاء نار الثورة، بل زادتها اشتعالا وتصميما، وأضافت إلى جغرافيا الثورة، والتي لم تعد مقصورة على مدن في الأطراف، أو في ريف دمشق، بل دخلت المدن الكبرى طرفا مباشرا في الثورة، وبدأت الأرض في دمشق وحلب تتزلزل تحت أقدام النظام، ودخلت فئات اجتماعية جديدة إلى حلبة المواجهة، ولم يعد ممكنا تصور أن يبقى النظام حتى لو أفنى السوريين جميعا.</div> <div style="text-align: justify;"> ويحاول النظام البائس تمديد أجله، وعلى طريقة 'أنا أو الفوضى'، ويشعلها حربا طائفية مسعورة، ويصور لطائفته العلوية أنها ستذبح لو سقط بشار، كما يحاول استقطاب الفئات المسيحية بدعوى الخوف على مصيرها من صعود التيار الإسلامي، ولا يزال يحاول استقطاب نسبة ما من السنة الذين يشكلون غالبية التكوين السوري، وفي البداية بدت هذه الفئات متحمسة للدفاع عن بقاء النظام، ومتخوفة من تبعات التغيير، لكن إيغال النظام في دم السوريين، وقتل عشرات الألوف من الرجال والنساء والشباب والأطفال، وتحطيم قرى ومدن بكاملها, وتشريد قرابة المليوني سوري، واتباع النظام لسياسة 'الأرض المحروقة'، كل ذلك جعل الفئات المؤيدة للنظام تستريب في جدوى موقفها، فلم يعد من أساس أخلاقي للدفاع عن جرائم القتل الوحشي اليومي، ولم تعد من ثقة في فعالية القوة الباطشة، خاصة أن مدن الثورة الأولى راحت تدافع عن نفسها، وتحمي التظاهرات السلمية، وتنقل عدوى التظاهر الحميدة إلى مدن القلب السوري، وتبني جبهة مقاومة صلبة تكسب أرضا كل يوم، فقد أدت دموية النظام المفرطة إلى عسكرة الثورة، وتنمية قدراتها في الدفاع الميداني، صحيح أن عصابات مريبة دخلت على الخط، ومن نوع جماعة 'القاعدة' وأخواتها، وبدت كأنها تؤدي خدمة مريحة للنظام الهالك، لكن هذه الظواهر لم تفد النظام كثيرا في إدعاء تصديه للإرهاب، فالمئات الذين يقتلون كل يوم من سواد الشعب السوري، هؤلاء ليسوا من جماعات الإرهاب التي تقتل لمجرد القتل، وقد فاقها سلوك النظام الإرهابي، والذى لا يتورع عن قتل المتظاهرين المسالمين، وتزداد همجيته بإطراد، ويبدو كذئب جريح تتزايد شراسته مع اقتراب لحظة طلوع الروح. ويخطئ الذين يتصورون أن النظام سيبقى، حتى لو انتقلت كل الترسانات الحربية الروسية والإيرانية إلى سوريا، فلا توجد قوة في التاريخ هزمت شعبا مصمما على نيل حريته، وما تبقى من النظام السوري مجرد قوة احتلال، تعاني شعور الغربة، وينحسر عنها تعاطف من تبقى نصيرا ومؤيدا، وتشعر بالإنهاك البدني المتزايد يوما بعد يوم، وتتلطخ الأيادي بعار الدم المسفوك، ومع الإنهاك يتزايد الارتباك، ويتحول الصداع في الرأس إلى صدع في الجسد، وهو ما يفسر التطورات التي طرأت على حالة النظام السوري، فقد بدا صلبا متماسكا في شهور الدم الطويلة المريرة، وبدت الانشقاقات الأولى جانبية أو قاعدية محدودة، كان الذين ينشقون في البداية جنودا أو ضباطا برتب صغيرة، لكن الانشقاقات الأخيرة صعدت السلم، وبدا نوع جديد من الانشقاقات العسكرية والدبلوماسية، انشقاقات في الكادر الأساسي، وتصدعات بالقرب من النواة الحاضنة للديكتاتور وعائلته، وما جرى الإعلان عنه مؤخرا مجرد إشارة لما يجري وسيجري، فسوف تتزايد الانشقاقات في محيط القيادة، فقد آن أوان الهروب من سفينة بشار الغارقة الموحولة بالدم، وكثير من معاونيه سوف يعلنون انشقاقهم , إما توقيا لمصائر محاكمات متوقعة مع سقوط نظامه، أو طمعا في مقاعد متقدمة في النظام الذي يليه، وربما تتطور حوادث الانشقاق ـ في لحظة بذاتها ـ إلى تمرد فعلي بالجيش، يأخذ غالب القيادة إلى صف الثورة، ويحفظ لسوريا الجديدة تماسكا تحتاجه في فترة الانتقال، ويحفظ جغرافيا البلد من التمزق، ويعزز وحدتها الوطنية الداخلية , وينزع هواجس القلق من انفجارات طائفية مفزعة، فانتقال الجيش ـ بصلب قيادته ـ إلى موقف داعم للثورة يبدو أقصر الطرق إلى النهاية السعيدة. وكما يحدث في كل بلد وكل ثورة، تبدو حسابات الحصاد غير حسابات البذار، وهو ما يدعو للتوقف قليلا عند قصص أطراف المعارضة السورية، وفيها الصالح والطالح، والأصيل والدخيل، والمتسق والمرتزق، وإن كانت صورة فصائلها جميعا لا تتطابق ـ في ظني ـ مع صورة الحكم البديل المتوقع بنهاية بشار، والأغلب ـ فيما نظن ـ أن تكون الصورة مختلطة، وأن يضم التكوين الانتقالي قسما من المعارضة مع قسم آخر ينشق عن النظام، وليس مستبعدا حدوث توافق أمريكي ـ روسي عند نقطة معينة، وأن تكون تركيا هي الراعية الأولى لترتيبات وراثة بشار، وتواتر الأمارات والإشارات يبدو ظاهرا، فخطة عنان التي فشلت ميدانيا، تنتقل الآن إلى أولوية الحل السياسي، والانشقاقات السياسية والعسكرية تمضي بالتوازي، والتدخل العسكري الدولي تتباعد أشباحه، فيما تتزايد أمارات التدخل السياسي ومفاوضات الكواليس.</div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhfPZrmJu_DJa2dn26cqLlo6xBDa5xonx86_sf99bnBScbgFdwv-3XJhfZ4n7JccMZ2MtArrni1Wd6b99wO90k4W2EF-fnjoJt4CAm-64g6pQJDhUEubso2MtHfbbbFJw2fHJPhD7OJ_Fog/s1600/lemondepress.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="112" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhfPZrmJu_DJa2dn26cqLlo6xBDa5xonx86_sf99bnBScbgFdwv-3XJhfZ4n7JccMZ2MtArrni1Wd6b99wO90k4W2EF-fnjoJt4CAm-64g6pQJDhUEubso2MtHfbbbFJw2fHJPhD7OJ_Fog/s200-rw/lemondepress.jpg" width="200" /></a></div> <br /> لوموند :عبـد الحليـم قنــديـل<br /> <br /> <div style="text-align: justify;"> في حوار نشرته مؤخرا 'ذي ماركر'و 'هآرتس' الإسرائيليتين، بدا الجنرال بنيامين بن أليعازر عظيم القلق بشأن ما جرى ويجري فى مصر، وتوقع حربا مقبلة على جبهة سيناء، وربما لم تكن مصادفة أن إسرائيل أعلنت تعبئة عسكرية على الحدود مع مصر بعد مرور 48 ساعة لا غير على نشر حوار بن أليعازر . شكا بن أليعازر في حواره الخطير من انقطاع الاتصالات مع المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، وقال أنه كان يلتقيه بسهولة فى زمن حكم مبارك، لكن القادة العسكريين المصريين لديهم حساسية فائقة الآن من أي اتصال مع الإسرائيليين، واعتبر بن أليعازر أن قرار مصر بوقف تصدير الغاز لإسرائيل سياسي وليس تجاريا، بل واعتبر أن اتفاق الغاز كان استراتيجيا بامتياز، وكان أهم لإسرائيل من اتفاقية السلام نفسها، ليس لأسباب اقتصادية، بل لأسباب سياسية، وتذكر بن أليعازر صديقه المخلوع مبارك بحسرة ظاهرة، واعتبر أن أحدا في مصر بعد خلع مبارك لم يعد يحب إسرائيل، وأن كافة مرشحي الرئاسة فى مصر يزايدون على بعضهم البعض فى كراهية إسرائيل، وبهدف جلب الشعبية وأصوات المصريين في الانتخابات الرئاسية الوشيكة . والحق، أن حسرة بن أليعازر في موضعها تماما، وربما تبدو توقعاته عن الاتجاه لمواجهة حربية فى مصر لافتة ومثيرة للانتباه، وتشير إلى فشل أولي لخطة احتواء الثورة المصرية فيما يخص إسرائيل بالذات، فقد كانت القراءة الإسرائيلية للثورة وما تلاها، وعلى نحو ما ذهبت إليه مراكز الأبحاث الاستراتيجية الإسرائيلية.</div> <div style="text-align: justify;"> كانت القراءة متشائمة عموما، وتتبنى تصورات للتعامل على مستويين، أولهما احتواء أثر الثورة المصرية على العلاقة بإسرائيل في المدى العاجل، والتركيز على دور واشنطن بالخصوص، وهو ما بدا ظاهرا أيضا في كلام بن أليعازر، والذى حذر الرئيس المصري المنتخب حال تنصيبه من المس باتفاقية السلام مع إسرائيل، وادعى أن الحفاظ على الاتفاقية أفضل لمصر المأزومة اقتصاديا، فالاتفاقية مرتبطة بالمعونة الأمريكية لمصر المقدرة حسب بن أليعازر بملياري دولار سنويا، وهو رقم قديم لم يعد صحيحا، فقد انخفضت المعونة العسكرية والاقتصادية الأمريكية إلى حدود مليار ونصف المليار دولار سنويا ، ما علينا، المهم أن بن أليعازر يصور الجيش المصري كما لو كان غير مستعد ولا جاهز لخوض حرب، ويعاير الرئيس المصري المنتخب أيا كان اسمه بنقص أموال مصر التي لا تمكنها من تجهيز الجيش، وهنا يبدو بن أليعازر متجاوزا في التقليل من شأن الجيش المصري، وترديد أوهام إسرائيلية شائعة، ربما يغري بتصديقها توتر العلاقة السياسية بين المجلس العسكري والقوى الثورية في الشارع والبرلمان، ورفض كثيرين بينهم كاتب السطور لسياسة المجلس العسكري الداخلية الموالية عموما لخط وجماعة مبارك، لكن الموقف من إسرائيل شيء مختلف تماما، فكل المصريين وراء جيشهم في أي مواجهة محتملة مع إسرائيل، والعقيدة القتالية للجيش المصرى ظلت على ما هي عليه بعد ثلاثين سنة من عقد ما يسمى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، عقيدة الجيش القتالية أن كيان الاغتصاب الإسرائيلى هو العدو الأول، وأن الخطر الأعظم على مصر يأتي من حدودها إلى الشرق، وأن قضية فلسطين قضية وطنية مصرية، وكل خرائط مناورات الجيش المصري نؤكد على ثبات عقيدته القتالية، وعلى نحو ما دلت عليه مناورات الجيش الأخيرة في سيناء.</div> <div style="text-align: justify;"> وقد انطوت على رسالة قوية لإسرائيل بالذات، والتي تركز على ما تسميه انهيارات الأمن في سيناء، وعلى تحولها إلى مرتع لما تسميه 'كل الجماعات الإرهابية'على حد تعبير بن أليعازر، فإسرائيل فقدت مبارك الذي كان 'أعظم كنز استراتيجي' لها على حد تعبير شهير لبنيامين بن أليعازر نفسه، ولم يعد ما كان من هوان مرشحا لإستمرار، ويكفي أن تحركا شعبيا تلقائيا اقتحم وأغلق سفارة إسرائيل على نيل القاهرة، ولا يجد السفير الإسرائيلى الجديد يعقوب بن أميتاي مكانا بديلا لسفارته إلى الآن، ثم أن الجيش المصري اخترق ترتيبات نزع السلاح فى سيناء، ويزيد بإطراد من عديد قواته وسلاحه فى المنطقة منزوعة السلاح كليا غرب الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة، والمعروف أن ترتيبات الأمن الملحقة بما يسمى معاهدة السلام قد نزعت سلاح غالب سيناء، وقسمتها إلى ثلاث مناطق، المنطقة (أ) إلى شرق قناة السويس بعمق أقل من ستين كيلو مترا، وتقرر وضع فرقة مشاة ميكانيكية مصرية واحدة فيها بإجمالي 22 ألف جندى، ثم المنطقة (ب) بعمق 109 كيلو مترا، وتقرر وضع أربع كتائب حرس حدود فيها، ثم المنطقة (ج) شرق سيناء بعمق 33 كيلو مترا، وتقرر طبقا للمعاهدة منع وجود أى جندي عسكري مصري فيها، ثم تعدل الوضع قليلا أواخر 2005، وجرى الاتفاق على وضع 750 جندى حرس حدود فيها، وبعد الثورة المصرية جرى الدفع بلواءات كاملة إليها، أضف إلى ذلك أن المعاهدة المشؤومة منعت إقامة أى موانيء أو مطارات حربية مصرية في سيناء كلها، هذا فضلا عن انتشار قوات متعددة الجنسيات بقيادة أمريكية في ثلاث نقاط بسيناء، ولاحظ عزيزي القارئ أن سيناء وحدها ثلاثة أضعاف مساحة فلسطين التاريخية كلها، وفراغ السلاح المصري فيها مما لم يعد ممكنا قبوله ولا استمراره، خاصة مع تصاعد نبرة التهديدات العدوانية وصيحات الحرب الإسرائيلية ضد مصر، فقد لا يسعى المصريون إلى الحرب الآن ، لكنهم جاهزون لقبول ضرائبها حين تفرض، واستعدادهم لدعم الجيش بلا حدود، وكل القوى الوطنية تطلب إنهاء سيرة المعونة الأمريكية المذلة، والتى لا تساوي في قيمتها الإجمالية عشرة بالمئة من ثروة ملياردير مصري واحد، لكنها تنتهك استقلال مصر الوطني، وتضعف مقدرة الجيش على تنويع مصادر سلاحه، وحفظ أسراره، وتطوير برامج الردع الكفيلة بتحقيق النصر لمصر في أي حرب مقبلة مع إسرائيل . وبالرغم من وجود عقبات كثيرة في طريق الثورة المصرية، فإن خطة احتوائها إسرائيليا تبدو مرشحة لفشل عظيم، وهو ما تستشعره إسرائيل ذاتها، وتعجل بسببه في الانتقال من المستوى الأول إلى المستوى الثاني، أي من الاحتواء الذى لايبدو ممكنا إلى المواجهة التي تبدو محتومة، وهو ما يفسر إعلان التعبئة الإسرائيلية على حدود مصر، وزيادة ميزانية الحرب، وإعادة بناء تشكيلات قتالية كان قد جرى تفكيكها، فلا يبدو تلاحق الحوادث في مصر مما يسر إسرائيل، وقد تلجأ إسرائيل إلى ضربة إجهاض، أو إلى استفزازات على الحدود، تريد بها أن تختبر ردود الفعل، أو أن تستثمر إضطرابا باديا في الساحة المصرية الداخلية، لكنها إن فعلت تكون قد ارتكبت الخطأ القاتل، فرد الفعل المصري على أى عدوان مسلح لن يكون هينا، ليس رد فعل السلاح فقط، بل رد فعل السياسة بالأساس، ووقتها لن يكون رد الفعل أقل من إلغاء اتفاقية السلام ذاتها، وإعادة رسم خرائط المنطقة كلها . </div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhVmnKwbTUB-1VntOGkL4SJ7l1ZPMovj2J7Fw_ZVz0_ii-5KOzH3XQ91tZQ-MVzKFZDoO8TN-dsiNtLmE_2yhbZzpNnZUSK0DAAvh7e2Fz2ig8DlkppTJLHC1Nq33BAFoegNlzjykIBszkO/s1600/lemondepress.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="184" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhVmnKwbTUB-1VntOGkL4SJ7l1ZPMovj2J7Fw_ZVz0_ii-5KOzH3XQ91tZQ-MVzKFZDoO8TN-dsiNtLmE_2yhbZzpNnZUSK0DAAvh7e2Fz2ig8DlkppTJLHC1Nq33BAFoegNlzjykIBszkO/s320-rw/lemondepress.jpg" width="320" /></a></div> <br /> <div style="text-align: justify;"> لوموند : عبـد الحليـم قنــديـل </div> <div style="text-align: justify;"> <br /></div> <div style="text-align: justify;"> ربما توحي مليونية الثورة المصرية الأخيرة في ميدان التحرير بأننا عدنا إلى نقطة البدء من جديد، وأن البلد يوشك أن يعيد السنة ويعيد الثورة أيضا . حملت المليونية الأخيرة شعار 'عزل الفلول'، وجمعت عناصر الثورة الإسلامية والقومية والليبرالية واليسارية بعد طول افتراق وتناحر، وردت الاعتبار لأولوية الميدان الذي لا يعلو صوت فوق صوته، ولا حتى صوت البرلمان المنتخب الذي أصدر مؤخرا قانونا للعزل السياسي المحدود، لايزال موضعا لتعطيل، فالمجلس العسكري لم يصادق عليه، ووضع العصي في عجلاته بالعرض على المحكمة الدستورية العليا، ثم أن القانون تأخر صدوره جدا.وبدت نصوصه محدودة المدى، ولا توفر معنى العزل الثوري الحقيقي لفئات اجتماعية وسياسية تشكل عصب النظام القديم، والذي لايزال حيا بعد خلع رأسه، ولا يبدو في صورة بقايا أو فلول، بل في صورة أصول تحكم وتتحكم في اللانظام السياسي والاقتصادي القائم، وتواصل عملية الغدر الشامل بالثورة المصرية.</div> <div style="text-align: justify;"> فقد تصور المجلس العسكري الحاكم، وهو جزء لايتجزأ من إدارة المخلوع مبارك، وتصورت معه تيارات سياسية طلبت المغانم على حساب الذين دفعوا المغارم، تصور هؤلاء وهؤلاء أنه يمكن كبح الثورة ومنع اندفاعها إلى غاياتها الكبرى، وفرض صيغة الثورة المضادة كأنها نتاج للثورة نفسها، وقفز هؤلاء على بديهيات الثورة، فالثورة هي الثورة، الثورة تعني كنس النظام القديم وفتح طريق سالك لبناء نظام جديد، وبعد مرور خمسة عشر شهرا على خلع الثورة لرأس النظام القديم، لم يجر كنس النظام نفسه، وتباطأ وتواطأ المجلس العسكري والتيارات المتحالفة معه، وحالوا دون تحقيق ثلاث خطوات بدت من البديهيات، فقد أعددنا مبكرا قائمة بأربعة آلاف شخص هم العناصر الأساسية في بنية جماعة مبارك ونجله، وطلبنا إصدار مرسوم فوري بعزلهم سياسيا ووظيفيا لمدة عشر سنوات. ورفض المجلس العسكري مستقويا بالتيارات الإسلامية التي تحالفت معه، واستمر الرفض ذاته من البرلمان المنتخب ذي الأغلبية الإسلامية، ولم يلتفت هؤلاء إلى شئ من ذلك إلا مع ترشح اللواء عمر سليمان للرئاسة ، وهو ما استفز فكرة الثورة من جديد، وأضاف مددا لفكرة العودة إلى الميدان، وأرغم المجلس العسكري على استبعاد سليمان من وراء غطاء قانوني، وبالتوازي مع استبعاد مرشح الإخوان الأصلي خيرت الشاطر، وإن ظل الإخوان في السباق الرئاسي بمرشحهم الباهت البديل محمد مرسى، وقد لايكون السباق الرئاسي وما يجري فيه هو موضوعنا، فالعملية كلها قابلة للانقلاب عليها وتفجيرها في أي وقت، المهم أن قضية العزل السياسي تكتسب الأولوية مجددا بعد طول إنكار، وقد لايكون قانون العزل المحدود الذي أصدره البرلمان كافيا، ولا بد من قانون عزل شامل، وعلى أسس موضوعية ثورية لا اعتبارات انتقائية فيها، وربما لايصح اعتبار العزل المطلوب منقطعا عن أولوية تطهير جهاز الدولة وتطهير أجهزة الأمن بالجملة، وليس تطهير وزارة الداخلية وحدها، فقد تداخل عملها المهني مع العمل التجاري، وجرت 'بزنسة' الأجهزة الأكثر حساسية، والمطلوب ـ ببساطة ـ إعادة بناء القلب الأمني للدولة بما يتصالح مع الثورة، لا أن يظل 'القلب الأمني' مرتعا للمتآمرين على الثورة . وربما ينبغي إن صحت نوايا أطراف بعينها في العودة لميدان الثورة، ربما ينبغي أن تعطي الأولوية لعملية كنس النظام القديم، ليس بالعزل والتطهير وحده، بل بإقامة محاكمات جدية ثورية حقيقية لمبارك وعصابته، وإنهاء سيرة المحاكمات الهزلية الجارية، والتي تتم وفق قانون العادة لا قانون الثورة، وقانون الثورة له منطقه المختلف، وما من حاجة لإنشاء قانون جديد قد لا يصح أن يسري بأثر رجعي، فلدينا، ومنذ العام 1956، قانون خاص بمحاكمة رئيس الجمهورية، لم يترك شيئا غامضا، بل حدد تهمة الخيانة العظمى وأركانها، وصاغ صورة المحكمة، وجمع أطرافها، وشرع العقوبات وطرق الطعن عليها، وكفل ضمانات الدفاع جميعا، وقد تقدمت القوى الثورية بالقانون المنسي إلى برلمان الأغلبية الإسلامية، والتي امتنعت عن إصدار قرار بتفعيله، ثم ثبت أنها وقعت في فخ المطامع التي أعمتها، وجرفتها بعيدا عن فكرة الثورة، وأغرتها بالسبق إلى إحتلال انتخابي لمؤسسات ثبت أنها كبيوت الرمل، والتي يقيمها الأطفال لهوا على شواطئ المصايف ، ثم يهدمونها في آخر الموسم . وما نريده ـ باختصار ـ هو التوبة النصوح عن ذنوب وخطايا بحق الثورة المغدورة، ووضع الهرم على قاعدته لا على رأسه، وتوحيد الصف الثوري على أولوية كنس النظام القديم، وبثلاث خطوات بديهية هي العزل والتطهير أولا، ثم إقامة محاكمات جدية ثورية، ثم مصادرة الأموال المنهوبة، وهذه الخطوات الثلاث هي قاعدة الاتفاق الممكنة، أما التقدم لبناء نظام جديد فطريقه معروف، وهو ـ بالضبط ـ على العكس من طريق الضلال الذي بدأ باستفتاء 19 مارس 2011 على تعديلات دستورية ملتبسة، وانتهى إلى نفق مظلم جرى فيه انتخاب برلمان بغرفتين، ثم ثبت ما قلناه ـ منذ البدء ـ أن قانون انتخاب مجلسي الشعب والشورى باطل تماما، وأنه يهدر مبدأ المساواة في حق الترشح، وهو مايضع البرلمان الآن تحت سيف الحل بحكم نهائي يصدر عن المحكمة الدستورية، ثم يتزاوج بطلان انتخابات البرلمان مع بطلان انتخابات الرئاسة، والتي بدأت إجراءاتها بغير دستور يحدد صلاحيات الرئيس المنوي انتخابه، ثم يزداد الارتباك مع مشكلات الجمعية التأسيسية للدستور، والتي صدر حكم قضائي باعتبارها في حكم المنعدمة، وكل تصرف مضاف في الطريق الخطأ يفاقم الخطيئة، فالقصة كلها معتورة، وتصادمت بغلظة مع بديهيات العقل والثورة، والتي تقضي بكنس الركام قبل إقامة نظام، وبوضع الأساسات قبل بناء العمارات، وبوضع الدستور قبل إجراء انتخابات البرلمان والرئاسة، فقد ساقونا ـ سامحهم الله ـ إلى النار بروشتة الجنة، صوروا للناس زورا أن إجراء الانتخابات أولا هو طريق الذهاب إلى الجنة، ثم لم يجدوا غير النار التي تصطلي بها مصر الآن، وتصطلي بها التيارات الإسلامية بالذات.</div> </div>