بيروشيما...حقيقة ماجرى في مرفأ بيروت


لومـــــوند : سيمون خليفة - محمد وزين
إن انفجار بيروت لم يعد بالضرورة محصورا في الفعل الجرمي نتيجة اثاره الكارثية التي خلفها بل هو تجسيد اكبر لكارثة وطنية كبرى لم تكن وليدة لحظة إهمال عابرة أو قدر سيء، بل أنجبتها وقائع وممارسات سببتها الادارة السياسية الممسكة بزمام الامور في لبنان، والتي لم تُقم يوما أي وزن لحياة الناس ومصالحهم والامثلة على ذلك كثيرة، من فشلها في وضع الخطة اللازمة للخروج من الازمة الاقتصادية والمالية الحالية، إلى الاستنسابية والهذيان الذي ميز تعاملها مع ازمة الدولار و وباء الكورونا (في الفترة الاخيرة)، إلى باقي الازمات. إنفجار المرفأ أظهر بوضوح أن لبنان إنزلق في مسار الدولة الفاشلة التي يتحدث عنها علنا حتى وزراء حكومة الرئيس حسان دياب، والتي لم يعد يستطيع العديد من النواب أيضا إحتمال تلميع صورة هذه الادارة السياسية التي سببت الانزلاق، لأنهم فقدوا كل الادوات التي تمكنهم من الاستمرار في ذلك من دون أن يفقدوا ماء وجوههم، فالجميع بات يعرف أننا ننزلق نزولا بفضل “سلطة الدمى” التي تفتقد الاهلية الوطنية لقيادة عملية الاصلاح الحقيقية وتفتح أبواب البلاد على مصادر الانقاذ الممكنة. قد نتساءل كما فعل بل واحتارالمراقبون والاستراتيجيون في اسباب تكتم “حزب الله” عن حادثة يفترض انها تطال عمقه الامني وحاضنته اللبنانية،، ومؤسسات الدولة التي تعد “الحديقة الخليفة”، والواجهة الرسمية والحكومية لاعماله المخفية عن أنظار الكثيرين، ويفترض انها “خفية” ايضاً عن “الموساد” و”السي اي اي”. ولكنها لم تعد كذلك. فقبل الدخول في فرضيات حصول الحادثة لا بد من التوقف عن نقاط هامة للغاية: ان التفجير يأتي بعد أيام على اعلان رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين ننتياهو، ان اذا قصف “حزب الله” او قام بأي عمل “عدائي”، او استهدف مواقع الجيش الاسرائيلي سنُحمّل لبنان وحكومته المسؤولية وسنرد بقصف المنشآت الحيوية، والمقصود بها منشآت الدولة كالمطار والمرفأ والمؤسسات الخدماتية كالكهرباء. عزيزي القارئ مثل هذه الاحداث تحتاج الى تحليل دقيق اكثر من الغوص في ارقام الضحايا وعد الخسائر المادية فكل ماجرى هو ان إيران بسبب صعوبة ومخاطر نقل الصواريخ الى دولتها في جنوب لبنان قررت العمل على استبدال نقل الصواريخ بتصنيعها داخل لبنان بمعونة وخبرات إيرانية !.فكانت أهم خطوة في هذا الاتجاه هي نقل نترات الأمونيوم المادة الأساس في صناعة الصواريخ من أهم مصادر إنتاجها في جورجيا ! فتم شراء الشحنة (2750طن) ونقلت بواسطة سفينة واسمها (Rhodes) وعلى اساس انها متوجهة الى موزامبيق وبقي حتى الآن اسم المشتري من جورجيا واسم المرسلة إليه في موزامبيق سرًا حتى الآن.!فوصلت السفينة الى بيروت وادعت وجود العطل فيها. ( كذبًا ) فتوقفت ثم تم افتعال إشكال قضائي متفق عليه بين دائنين ادعيا الخلاف امام قاضي الأمور المستعجلة لاتخاذ قرار بوقف سفر السفينة  فالقاضي هو حلقة السر في القضية مهمته إقرار. نقل البضاعة الى المرفأ بحجة ان وجودها لمدة المحاكمة تشكل خطرا على السفينة هذا القاضي اما انه من جماعة حزب الله او مجرد مرتشي فالقاضي بدلًا من ان يسفر السفينة الى موزامبيق سمح للطاقم بمغادرة السفينة ثم في مرحلة لاحقة سمح للسفينة بالسفر بعد تسوية مفتعلة للخلاف وبحجة ان العطل قد تم اصلاحه . فكان قرار القاضي بنقل الأمونيوم الى مستودعات في المرفأ رقمه 429 تاريخ 27-4-2014 والموجه إلى مدير المرفأ.! فتم النقل الى مستودعات خاصة بحزب الله يخزن فيها الاسلحة والكيماويات والمتفجرات وكان فيها كميات بسيطة من الأمونيوم سابقا وأودعت الشحنة الكبيرة في مستودع يدعى العنبر 12.فجميع هذه المستودعات تحت سيطرة حزب الله ومحروسة منه ولا يقربها لا جمارك ولا امن دولة ولا امن عام ولا جيش وتدخل المواد إليها وتخرج بأمرة حزب الله عبر بوابة خاصة تدعى ( بوابة فاطمة ) معروفة لا تخضع لإدارة المرفأ وهي شبيهة بالمعابر الخاصة بحزب الله على الحدود مع سورية ،فمدير المرفأ ( بدر ضاهر ) أرسل الى قاضي الأمور المستعجلة محتجا على نقل المواد وبقاءها منوها بخطرها في عدة كتب كما قال المحامي  ادوار حشوة :
في 5-12-2014
ثم 20-6-2015
ثم 13-10-2016
ثم 19-7-2017
وفي28-12-2017
وطلب اما تسليمها للجيش او بيعها لشركة خاصة تبيعها للخارج ولكن القاضي لم يرد ،لان هذه المستودعات التي تحتوي اسلحة قادمة من إيران ومن أسواق التهريب تستعمل لتغذية عناصر حزب الله العاملة في أي مكان على الشكل التالي :
- نترات الأمونيوم لمعامل صناعة الصواريخ المتعددة في لبنان
- -قسم الى مجموعات حزب الله
- في اليمن والعراق وسورية وغيرها .!
- استعمل الحزب نترات الامونيوم
- من مستودعاته في مقتل الحريري بكمية 2،5 طن عام 2005
- استعمل نترات الأمونيوم في الكويت عام 2015 عبر خلية العبدلي. بكمية 500 كغ وكشفت
- الى قبرص عام 2012 بكمية 8،2 طن وكشفت
- الى بريطانيا عام 2015 بكنية 3 طن وكشفت
- الى بوليفيا عام 2017 بكمية 2،5 طن وكشفت
- الى ألمانيا عام 2020 واكتشفت في مايو الماضي
كل ذلك يدل على وجود نترات الأمونيوم في مستودعات حزب الله في المرفأ قبل وبعد الشحنة الكبرى و اسرائيل على علم بوجود مستودعات لحزب الله وتراقب وصول الأسلحة وتخزينها بالقمر الصناعي الدائم فوق لبنان. فخلال فترة السلام الواقعي المبرم مع حزب الله لم تتعرض المستودعات لأي هجوم وحتى تغاضت اسرائيل عن دخول حزب الله الى سورية وحركته عبر المعابر الخاصة به. فبعد القرار الاميركي بطرد ايران من سورية استهدفت اسرائيل التجمعات المشتركة لقوات الحرس الايراني وحزب الله والنظام في سورية ولم تتعرض لحزب الله في لبنان احترامًا منها لاتفاق الحدود مع حزب الله.لكن عندما اكتشفت اسرائيل مخططا إيرانيا مع حزب الله للقيام بعمليات من لبنان وبعد أن أرسل حزب الله مجموعة من 4 مقاتلين اخترقت الحدود بأمر من خلية حزب الله غرب القنيطرة كان ذلك بداية التحرك الاسرائيلي ضد حزب الله في لبنان فقامت اسرائيل بقتل الخلية الآمرة بغارة عليها غرب القنيطرةفبمجرد ان وصلت الى مرفأ بيروت سفينة أفرغت حمولتها وهي عبارة عن شحنة من الأسلحة في العنبر رقم 5. فقامت إسرائيل بالإغارة على العنبر ودمرته. مع أن العنبر رقم 12 كان بعيدا نسبيا الا ان نترات الأمونيوم. تنفجر اما بسبب ماس كهربائي او إشعال نار مقصود او بسبب حرارة شديدة لذلك فإن الانفجار الناجم عن الغارة نشر شظايا وحرارة شديدة تسببت في انفجار مستودع نترات الامونيوم .!أهم شهادة على هذا هو ما ورد من السيدة نائلة تويني حيث مكتبها في جريدة النهار يطل على المرفأ وقالت هي ومن معها من أسرة التحرير ( سمعنا أزيز طائرات فخرجنا إلى الشرفة نستطلع وفجأة رأينا وسمعنا الانفجار الأول الذي نشر غيمة سوداء فدخلنا الى الداخل فكان الانفجار الهائل بعد أقل من دقيقة ونشر غمامة صفراء او برتقالية وانتشرت روائح مواد كيماوية) وتوازيا مع وقوع الانفجار دفع حزب الله بعناصر من جيشه الى مكان الانفجار ومنعوا أي مسؤول لبناني امني او عسكري من الاقتراب من محيط العنبر 5 و12 وغيره وكل من زار المكان كان على مسافة من قلب مكان الانفجار وشوهدت شاحنات تنقل مواد وتعبر خارجة من معبر فاطمة ،فكانت اسرائيل تهدف من الإغارة إرسال رسالة قوية لحزب الله تحذره من خرق الاتفاق ولم تتقصد العنبر 12 او لم تتوقع انفجاره بفعل الحرارة لذلك صمتت ولم تعلن مسؤوليتها بسبب الشهداء والدمار الهائل اما الحكومة اللبنانية اول ما ادعته أن الأمر لا يعدو انفجار مفرقعات ألعاب مخزنة فلا اسرائيل اعترفت ولا الحكومة ولا حزب الله اتهما إسرائيل في رسالة مضادة تعني أن حزب الله لا يريد الرد ولا اختراق اتفاق السلام فوحده شعب لبنان. دفع ثمن هذا الصراع على أرضه بسبب وجود جيش فارسي يملك قرار الحرب والسلام وتحول رئيس الجمهورية الى ديكور وعبد المطيع ومجلس النواب الى زريبة من المنافقين المتسولين على أبواب مكاتب حزب الله فالمتوقع سخط عارم وتظاهرات كاسحة تسقط الحكومة وتدعم حياد لبنان كحل صار له بعد هذه المجزرة أنصار في أميركا وأوروبا. فمقتل الحريري الذي عمر لبنان اخرج سورية من لبنان فهل تدمير ما عمره الحريري بالامس سيخرج الدولة الفارسية من جنوب لبنان ؟


بيروشيما...حقيقة ماجرى في مرفأ بيروت lemonde.in 5 of 5
لومـــــوند : سيمون خليفة - محمد وزين إن انفجار بيروت لم يعد بالضرورة محصورا في الفعل الجرمي نتيجة اثاره الكارثية التي خلفها بل هو تجس...
انشر ايضا على

عبر عن رأيك