كورونا واسرائيل وجهان لقاتل واحد


لومـــــوند : 
من منا ينفي ان قطاع غزة يعيش منذ نحو عشرين عاما على جهاز تنفس صناعي عندما أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصاره في 9/10/2000، إبّان انتقاضة الأقصى ثم ثلاثة عشر عاماً في حصار أشد وأقسى حين أعلن الاحتلال قطاع غزة كياناً معادياً بعد فوز حركة حماس في الانتخابات فشدد حصاره ليطال حركة الأفراد والبضائع في تموز/يوليو 2007. ولم يكتفِ الاحتلال الاسرائيلي بذلك بل شن على القطاع المحاصر ثلاثة اعتداءات مدمرة قتل فيها البشر والشجر والحجر ولا زال الحصار مستمرا، كل ذلك أفضى إلى تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، تحول معه قطاع غزة إلى مكان غير صالح للحياة. وسط هذا المشهد السوداوي يقتحم كورونا غزة ضيفا ثقيلا غير مرحب به لكنه أمر واقع أصاب حتى هذه اللحظة اثني عشر مواطناً بينما اكثر من مليوني مواطن غيرهم ملزمون بالحجر المنزلي هروباً من الإصابة بكورونا، ليس خوفاً من كورونا بحد ذاته بل خوفاً من ظروف غزة المحاصرة التي قد لا تصمد مع هذا الضيف الثقيل. فنصف سكان القطاع تحت خط الفقر ومئات الالاف من العائلات تعيش على العمل بأجر يومي وبالتالي الجلوس في المنزل يعني انعدام كلي للدخل وبالتالي على أهل غزة مواجهة الجوع تماما كمواجهة كورونا، وإذا نظرنا للأمر من زاوية أكثر عمقا ستزداد الصورة قتامةً فحينها سنرى أن غزة تعيش كارثة انسانية محققة إذا ما تفشى فيها المرض، فغزة منذ ثلاثة عشر عاما لم يدخل إليها أجهزة ومعدات طبية دقيقة وبينما تصارع البشرية كلها من أجل مواجهة الفايروس والبقاء على قيد أوطانها، تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي محاصرة قطاع غزة، وتتحلل من واجباتها القانونية كقوة قائمة بالاحتلال في دعم الخدمات الصحية والمستشفيات في قطاع غزة، وتزويده بالمواد والتجهيزات الضرورية للتعامل مع جائحة الكورونا، وبالتالي بحسبة بسيطة سأنقل لكم حقيقة الواقع الذي سيواجه به القطاع الصحي في غزة جائحة كورونا ولكم الحكم : حيث يبلغ عدد أسرة العناية المركزة في قطاع غزة 110 أسرة موزعة ما بين المستشفيات الحكومية والخاصة. وتتوزع أسرّة العناية جغرافياً على محافظات القطاع في غزة 61 سريراً، وخان يونس 23 سريراً، ومحافظة شمال غزة 16سريراً، و10 أسرّة في المحافظة الوسطى، في حين تخلو محافظة رفح من أسرّة العناية المركزة رغم أن عدد سكانها يتجاوز 250,000 نسمة. ومن المهم أن أنوه إلى أن 72% من أسرة العناية المركزة في مستشفيات وزارة الصحة مشغولة، ما يعني وجود 22 سرير فعلياً جاهزة لاستقبال حالات الإصابة بفيروس كورونا في حال انتشاره تخيلوا !!! 2 مليون مواطن في غزة يواجهون فايروس كورونا بـ 22 سرير عناية وبالتالي فغزة تُحتضر من قبل أن تصلها كورونا، وتفشي هذا المرض فيها لا قدّر الله يعني إزالة جهاز التنفس الصناعي عنها ، لتُوارى الثرىء
كورونا واسرائيل وجهان لقاتل واحد lemonde.in 5 of 5
لومـــــوند :  من منا ينفي ان قطاع غزة يعيش منذ نحو عشرين عاما على جهاز تنفس صناعي عندما أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصاره في 9/10...
انشر ايضا على

عبر عن رأيك