عندما يبكي خامنئي حقيقة

لومـــــوند : نزيه ذياب
لا شك أن التحول المفاجىء بعنوان المملكة 2030 الذي سيغير المملكة العربية السعودية بل يقفز بها لمصاف الدول الأهم في المنطقة لن يمر مرور الكرام ولن تنتهي الى أن يتم التأكد من القضاء على هذا التحول ولو بطريقة البتر. الأمر الذي قد لا يخدم البعض وخاصة الدول الغربية لأن المنطقة باسرها ستقع فريسة لجهة واحدة وتصبح المتحكم الأوحد للعصب الأهم في العالم بأسره . الطاقة وما تمثله من كارثة قد تقلب الموازين العالمية رأسا على عقب فيصبح أعزتها أذلاء بعدما دانت لهم الدنيا سيتحولون الى متسولين على مائدة اللئام . لكن قبل الحديث عن الأخطار التي تحيط بالفكرة العملاقة لسمو الأمير محمد بن سلمان علينا أن نعكف على بعض العوائق التي تقف أمام هذه الخطوة و أهمها في رأيي العوائق الداخلية والتي تعتبر من الأخطر على الاطلاق .
الصعوبات الداخلية : المملكة لها وضعها الخاص من حيث العادات والتقاليد والارث العثماني والأفكار الشاذة في بعضها و التي أدخلتها العمالة الوافدة في نقلهم لأفكار خاطئة و زرعها في المجتمع السعودي فالبعض تأثر بفكر الاخوان والبعض تأثر بكلوديا شيفر وأخرون تأثروا بالانفتاح دون فهم سلوكياته وما يجوز ان يظهر وما لا يجوز أن يظهر فظهرت كثير من الصور الغير لائقة أساءت لمكانة المملكة في محيطها الاسلامي كهروب فتاة أو أكثر لبلاد الغرب أو زيارة حالم بالجنس لدولة الاحتلال الصهيوني كسفير للسلام وكأن سلام المملكة مع الكم الهائل من الاعتدءات السافرة من ادخال لمخدرات وارهابيين وتهديد لامنها لم يكن كافيا . تزامنت هذه الشوائب مع اطلاق الحريات ولا شك أن المملكة ستعاني طويلا حتى توطن هذه الهبة الربانية .
الوضع الخارجي : لا يمكننا تجاهل تاريخ الدول خاصة فيما يخص العلاقات التي ربطت تلك الدول بأمتنا العربية وما خلفته من ارث ثقيل يحتاج لثورة حقيقية لنبذ كل ما علق بجسد هذه الأمة ان كان على المستوى الديني أو على مستوى العادات والتقاليد و طبعا رؤية 2030 هي الخطة الأهم والتي ان كتب لها النجاح فانها ستدفع بالكثير من الدول العربية لاتباع هذه الخطوة كي تنهض من جديد كسالف عصرها وتكتب تاريخها بنفسها على أوراقها باستعمال حبرها . لذلك أظهرت كل من تركيا وايران استقتالا غير مسبوق بالهجوم على المملكة بدأتها ايران بدعم جماعة الحوثي على حدود المملكة بكل الموارد الممكنة وسيرت كل طاقاتها لعملقة هذا الفصيل الذي عاش في الكهوف والجبال بعيدا عن أي حضارة وحياة ولذلك لا يفهم ما تعنيه تلك الكلمات فشعاره الموت بلاءاته الثلاثة . واستغلت تركيا قضية جنائية لا علاقة لها بالسياسة في التحشيد الدولي ضد المملكة والمطلوب تغيير ولي العهد لا أكثر ولا أقل . ببساطة لأنه يمثل هذا المشروع الذي لا يخدم تركيا بتاتا ليس كدولة مسلمة وانما كدولة متأسلمة فكل من تركيا وايران كليهما ركبا ظهر الدين أحدهما اتخذ عثمان و دمه مطية والآخر دم الحسين وكليهما أعداء عثمان والحسين من خلال الباس الدين لباسا لا يليق به . كانت ايران مستمرة في دعمها للحوثي والأخير كان ينفذ الاوامر بدقة متناهية بل كان يجتهد أحيانا ليفاجئ سيده ويحصل على تربيتة على العنق . فما الذي دفع ايران للقيام بهذه الخطوة الغبية جدا من ارسال صواريخ وطائرات مسيرة من محيط حدودها و اشراف من كبار قادتها . لا بد أن صبر ايران تلاشى بعد الدبلوماسية ورباطة الجأش التي أبداها الجانب السعودي من ضبط النفس والالتزام بالقرارات الدولية حتى عندما كانوا على مقربة من تحرير ميناء الحديدة لكنهم تراجعوا أمام قرارات الأمم المتحدة المنحازة تماما الى جانب الحوثي . أضف الى ذلك السيطرة على الملف اليمني بعد أن شارف على الانفجار ما بين جنوبه وشماله بعبقرية فذة تدرس كاستراتيجية فعالة في الجمع بين التضاد وهذا لا يمكن لأحد فعله سوى دولة واحدة كالمملكة والتي أظهرت نفسها مؤخرا كمرجع في العلاقات الدولية . حاولت ايران استخدام دهائها في توريط جبهة أخرى وهي الحشد الشعبي والذي لا يمتلك عشر خبرات الحوثي ولأن ايران لا تثق بالعراقي أصلا ولا يمكن أن تمكنه من تكتيك أو أدوات قد تستعمل ضدها في وقت من الأوقات وهو يختلف عن الحوثي الذي يفصله خليج تسيطر عليه ايران حسب تصورها . لذلك عقدت العزم على اطلاق صواريخ ومسيرات باتجاه أهداف رسمت بدقة متناهية وكان الهدف منها وقف انتاج النفط في المملكة الأمر الذي سيدفع بالدول الأوروبية الهرولة باتجاه ايران والوقوف في وجه أمريكا من أجل الحصول على الامدادات النفطية .أو دفع المنطقة لحرب تنقذ ايران من عزلتها وتسمح لها بالجلوس على طاولة مفاوضات تفرض فيها شروطا أو تسمح لها بمكاسب . على الاقل انهاء العزلة الاقتصادية عنها بما يسمح لها بالتمدد من جديد حاولت ايران التملص من هذا الأمر خصوصا بعد اصلاح الأضرار في وقت قياسي فاجئ المجتمع الدولي باسره لكن محاولته باءت بالفشل لأن المملكة جمعت الأدلة بما لا يقبل الشك أن ايران هي من قام بالاعتداء انطلاقا من حدود بلادها وهي اليوم تعيش أحلك و أصعب ظروفها بل تتمنى أن يقوم ترامب برمي بضعة قنابل على جيشها أو مهما يكن وينتهي الأمر عند هذا الحد . المملكة لا تريد ذلك بخاصة أنها تعرف ما يعنيه غضب ترامب ومطار الشعيرات ليس ببعيد وكيف تلاشى ذلك الغضب دون أي تاثير على الوضع السوري بل أعطى مفعولا رجعيا وأصبح النظام السوري أقوى من قبل بل بسط سيطرته على معظم الاراضي السورية بعد تلك الضربة . اذا المملكة تريد ما يخشاه النظام الايراني من تفكيك للخلايا الارهابية ووقف دعمها لهم الأمر الذي يعزز من الأمن الاقليمي والعالمي على حد سواء . ما الذي سيحصل بعد هذا الهجوم هو مزيد من العقوبات مع تواجد مكثف للدول الكبرى في الخليج العربي لتأمين الملاحة والنقل و هبوط الاقتصاد الايراني لادنى مستوى سيحرك الشارع ضد سلطة الملالي وقد تكون هذه التحركات ان نجحت نهاية لعصر مظلم مليء بالقتل والتدمير وكل أمر مهين


عندما يبكي خامنئي حقيقة lemonde.in 5 of 5
لومـــــوند : نزيه ذياب لا شك أن التحول المفاجىء بعنوان المملكة 2030 الذي سيغير المملكة العربية السعودية بل يقفز بها لمصاف الدول الأهم ف...
انشر ايضا على

عبر عن رأيك