<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> لومـــــوند : الدكتور عبد الكريم صالح المحسن<br /> <div style="text-align: justify;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgfq1iIBxSjjx63fu-c40C0nqWKDE8EL3pOvfcjunozskoXi8R_PbH7Dwz14wM7LMsxAJ0djzIjoYGGpSx6KqA3rOqJmZoSgIfXdyUpwCaaO-QJ7Ia3fxFQySGjk95LHvQxlk_JEQUvPo0F/s1600/LEMONDE+%25283%2529.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="179" data-original-width="180" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgfq1iIBxSjjx63fu-c40C0nqWKDE8EL3pOvfcjunozskoXi8R_PbH7Dwz14wM7LMsxAJ0djzIjoYGGpSx6KqA3rOqJmZoSgIfXdyUpwCaaO-QJ7Ia3fxFQySGjk95LHvQxlk_JEQUvPo0F/s1600-rw/LEMONDE+%25283%2529.jpg" /></a>الاعلام في المعنى العام يعني "التبليغ والإبلاغ "اي الاتصال وجاء في الأقوال على سبيل المثال "فليبلغ الشاهد الغائب "اي فليعلم الشاهد الغائب والإعلام هو التعريف بقضايا العصر ومشاكله وكيفية معالجة هذه القضايا في ضوء النظريات والمبادئ التي اعتمدت لدى كل نظام او دولة او مؤسسة من خلال وسائل الاعلام المتاحة داخلياَ او خارجياَ وقد عرفه الألماني "اوتوغروت Ootogrot"بأنه التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير ولروحها وميولها واتجاهاتها في الوقت نفسه"وهذا التعريف هو لما ينبغي ان يكون عليه الاعلام لكن واقع الاعلام صار اليوم وبعد التطورات الكبيرة في وسائله ودوره وتأثيره في حياة الناس والمجتمعات شيء مختلف فقد تحول الاعلام من سلطة رابعة الى سلطة أولى او ثانية .الإعلام في عالم اليوم هو من يوجه فكر المجتمع نحو القضايا التي يريدها أصحابه وموجهيه للتأثير باتجاهها فهو القادر على تمرير الثقافات والأيدلوجيات الفكرية من مجتمع الى أخر وهو الذي يستطيع هدم ثقافات وانشاء ثقافات اخرى محلها تتناسب مع مايهدف اليه الداعم لتلك الوسيلة من الاعلام ،ان اللغة في الاعلام هي من المقومات الأساسية لتكوين لغة اعلامية يمكن ان تصل المتلقي بالشكل المراد التأثير فيه ويقول الفيلسوف الانكليزي" الفريد نورث وايتهدAlfred North Whitehead " ان اللغة هي جوهر الفكر وماهيته فكثيراَ ماتقتصر اللغة على التعبير عن الأفكار من ناحية وعن العواطف والانفعالات من ناحية اخرى من هنا نجد ان اللغة ليست هي الكلمات التي تصدر عن اللسان فحسب وليست هي اللغة الوحيدة التي عرفها الإنسان فهناك لغة الإشارة ولغة الحركة ولغة الصورة والعديد من اللغات اللاصوتية التي يعبر فيها الإنسان عما يجول بخاطره وقد احتوت اللغة الإعلامية على كل تلك اللغات بحيث يتم صياغتها والشكل الذي يتناسب مع ماتود تلك الوسيلة الإعلامية من طرحه،ويقول عالم الإشارة والصوت "كندراتوف Kondratov " ان اللغة هي وسيلتنا الأساسية لنقل المعلومات في المجتمع البشري وهي تستطيع ان تفعل اكثر من ذلك حيث يمكن ان تصوغ العالم فلغة العالم هي التي تصوغ الحضارة عليه فان اللغة الإعلامية هي التي تنتشر وبقوة داخل المجتمعات مهما اختلفت مستوياتهم الفكرية والعلمية "فالإعلام فن حضاري بالضرورة ،يتصل بأسباب الحضارة وينتشر اكثر ماينتشر في المناطق الحضرية " فمع وصولنا الى الثورة المعلوماتية الخامسة في مجتمع أصبح مجتمع معلومات والذي اعتمد على استثمار التكنلوجيا ألحديثه في إنتاج المعلومات الوفيرة من اجل تقديم الإخبار والمعلومات من خلال الاعلام على نحو سريع وفعال ومع دخولنا القرن الحادي والعشرين نكون قد وصلنا الى مرحلة "الانفجار ألمعلوماتي "الهائل فأصبح سوق أنتاج المعلومات سوقاَ كبيراَ لايختلف عن أسواق البترول او الذهب لذلك نجد ان الاعلام ومؤسساته العالمية بدأت في التفنن في وسائل الاتصال واللغات الإعلامية .في العصر الحديث أصبح الاعلام الخبري هو الأكثر شيوعاَ وتأثيراَ حيث تكثر الحروب والثورات والانقلابات والاحتكاكات السياسية لذلك نرى ان كل جهة تريد ان تظهر حالها كأنها المنقذ والحر والبعيدة عن الشبهات والمنتصر الدائم،فقد صارت صياغة الإخبار اليومية وتوظيفها لخدمة جهة معينة من خلال التحليل بما يتناسب ويتلائم مع تلك المقاصد ألسمه الأبرز للأعلام في الوقت الحاضر حيث تعددت وسائل الاعلام المساندة للأعلام الخبري كالانترنيت وما يطلق عليه بالإعلام الرقمي والإعلام هو المستخدم الأكبر لهذه الوسائل بعد وزارات الدفاع والجيوش العالمية حسب أخر دراسة أعدت من قبل مجموعة من الباحثين في جامعة جون هوبكنزJohns Hopkins University في امريكا ،وأصبحت الصحافة الالكترونية سمه من سمات الاعلام الحديث ووجدت الطرق والوسائل المتقدمة والمتنوعة في الإخراج الفني والمونتاج والنشر الالكتروني ،فمصطلح الاعلام الحديث صار التوأم لمصطلح " الاعلام الرقمي" وتغير وجه الاعلام بشكل كبير وأصبح زوار الانترنيت ومستخدميه ليسوا متلقين فحسب انما أصبحوا صانعي الصياغة الخبرية والإعلامية في ضوء هذا التقدم الهائل في المجال الإعلامي فقد نقلت الصحافة والإعلام بشكل عام من صحافة الإعلامي المتخصص والمحترف الى صحافة المواطن وكما أسلفنا بان الاعلام هو من يوجه فكر المجتمع نحو القضايا التي يريدها اصحاب الوسائل الإعلامية والكثير منهم قد يستغل المتلقي دون شعور من المتلقي وهو مايطلق عليه " المخادعة الإعلاميةDeceptive Media ".إعلاميا نحن في حاضرة الاعلام المتعدد الوسائط " Multimedia " هو عنوان الثورة الإعلامية الحديثة التي نعيشها حيث يتم مزج مختلف أنواع الاعلام والتكنلوجيا فنجد الصوت والصورة والعمارة والنص الأدبي والمهارة اللغوية والتقنيات التكنلوجية والبث الرقمي واستخدام الكمبيوتر وأنظمتها والانترنيت كل ذلك يتحالف ويقف صفاَ واحداَ مع الاعلام من اجل انتاج إعلام بالغ التعقيد والإبهار.لقد كتب "نوربرت فاينرNorbert Wiener " الهنغاري الأصل في عام 1948م في كتابه الشهير "Cybernetics" الذي أسس لمرحلة "التواصل الحي"Interactivity التي تشكل الآن الجوهر المثير والجذاب في وسائط الانترنيت والكمبيوتر والفيديو حيث قال انه لايمكن فهم المجتمع الا من خلال وسائل الرسائل والاتصال التي تنتمي اليه وتقوم بين مكوناته وأشار الى ان التطورات في المستقبل في مجال هذه الرسائل وأنماط الاتصال سوف تحمل أشكال اتصال بين الإنسان والاله وبين الاله والاله وبين الإنسان والإنسان عبر الاله مباشرة وسوف تتضاعف أهميتها بشكل مطرد.لقد قام مهندس البرمجيات الأمريكي "بافال كيرتسPavel Curtis " بدراسة عن "الحقيقة الافتراضيةVirtual Reality "المعتمدة على النص وأبعادها الاجتماعية عام 1992م كنقطة تحول كبرى في عالم "الحقيقة الافتراضية"خاصة لأنها ليست تقنية الأبعاد فحسب بل تقدماَ منظوراَ اجتماعياَ وسيكولوجياَ لهذا التطور العلمي ونرى في دراسة الفيلسوف الفرنسي" بيير ليفيPierre Levy "تصوراَ معمقاَ "عولمياَ" عن "الفضاء السيبيري " وكيف ان هذا الفضاء بات عالماَ جديداَ له قوانينه وتأثيراته واندفاعاته وضغوطاته على الهياكل الاجتماعية التقليدية المعروفة واهم مايرصده ليفي في هذا "الفضاء الجديد" هو تكاملية وتواصلية المبدع مع المتلقي وانتقال عملية الإبداع برمتها من صفتها الفردية الى مرحلة ان تصبح ابداعياَ يساهم فيه الجميع بديناميكية لاتنقطع عبر التواصل الحي والتغذية العكسية او الراجعة والمساهمة المباشرة في تأسيس وتصميم العمل الإبداعي إعلاميا كان أم اتصالياَ وبسبب استحواذ فكرة الإبداع الجماعي كمميز للفضاء السيبيري الجديد فقد اسماه"الذكاء الجماعي".الاستعمار كم هذا الاسم وهذا اللفظ مدان فهو مرتبط بشكل مباشر في الأذهان والعقول باقترافه جرائم كبيرة ضد الإنسانية والبشرية احتلالاَ وإبادة ونهب لخيرات الشعوب يعود ألينا اليوم بأدوات ومؤامرات جديدة من اجل التدخل في شؤون بلادنا عبر "الاستعمار الإعلامي Colonialism Media "من اجل تغيير اتجاه بوصلة نفسيتنا العربية والإسلامية نحو كل ماهو غربي وتحويلنا الى تابعين لأرادته فمن خلال اختراع "الأقمار الاصطناعية " بدأ الاستعمار الإعلامي بالانتشار في فضائنا ودخل بيوتنا دون اي استئذان وتكفي الإشارة الى ان عدد الأقمار الفضائية يقدر بزهاء 3400 قمر اصطناعيا تبث وتستلم في 4800 محطة استقبال وإرسال الكترونية موزعة فوق ارض الكرة الأرضية وبالطبع من بينها محطات عربية وإسلامية ،من خلال هذه الأرقام لأعداد الأقمار الصناعية الفضائية نعرف حجم الخطط والمؤامرات الامبريالية التي لا أول لها ولا آخر.ان الهدف الأساسي للاستعمار الإعلامي هو احتلال العقول وهو بالتاكيد اخطر بكثير من الاستعمار العسكري فالاستعمار العسكري يستمد قوته من آليات خارجية الإخضاع بينما الاستعمار الإعلامي يستمد قوته من آليات داخلية الإخضاع يقول ابن خلدون :"انما تبدأ الأمم بالهزيمة من داخلها عندما تشرع في تقليد عدوها "هو عين الصواب لما نريد ان نصل اليه فالكثيرين اليوم يدافعون عن هذا الغزو والاستعمار الإعلامي والثقافي فيختارون له أسماء اخرى معتبره اياه بأنه سبيلاَ للمثاقفه ويعتبرونه تلاقح معرفي وحضاري وهم يسردون لك ذرائع وحجج لاتنتهي لتبرئة يد هذا الاستعمار ويعتبرونه استكمالاَ للنهضة والتقدم لكن الحقيقة الواضحة ان ذلك جزء من الغزو العام والشامل لأوطاننا من اجل النهب الاستعماري لخيرات الشعوب وثرواتها ومواقعها الاستراتيجية فالاستعمار الإعلامي يهدف الى الغزو من الداخل وهو الأخطر لأنه يحاول فيما يحاول من تخريب المناعة الذاتية من اجل دوام الهيمنة على الإرادة.ان الاستعمار الإعلامي متداخل بشكل كبير وشائك مع العديد من المصطلحات والمفاهيم المرتبة به منها "الاستقطاب والهيمنة Polarization and Dominance"والذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية وصولاَ الى الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي وتشكل الأحادية القطبية التي ترافقت مع المعلوماتية والتقنية والاتصالات ولاشك بان هذه الآليات والوسائل كل واحدة منها تعادل جيوش كبيرة أنها الثروة والمعرفة وهما يتبادلان الأدوار وتتكاملان فيما بينهما، ثم جاءت "التبعية Dependent" في الإطار الاقتصادي وصولا الى التنمية الموجهة للخارج اي تغذية المركز بالمواد الخام والنفط وتصريف منتجات المركز ،فقد بدأ اقتصادياَ وانتهى الى المجال الأعم والاشمل العالمي او كما يطلق عليه الكوني ومع اصطلاح وتحول العالم الى قرية صغيرة بتأثير سلطات العصر الاتصال والمال والمعلوماتية وغير خافي ان التبعية الإعلامية والثقافية هي اخطر من التبعية الاقتصادية ثم وصلنا الى مفهوم" التغريبWesternization " وهو سيادة النزعة الغربية والاحتذاء بالغرب طبعا الغرب هنا المقصود منه الولايات المتحدة الامريكية وأوربا والاستلاب او الاغتراب اي خلق فضاء وفجوة بين المرء وواقعه عندما يتم تغليف الذات بغشاء اللاانتماء وشعوره بأنه مبعد عن البيئة التي ينتمي اليها فيصبح منقطعا عن نفسه ويكون عبداَ لماحوله ثم يأتي مصطلح التنميط (التنميط الثقافيCultural Profiling )حيث يعبر الاستعمار الإعلامي عن آليته أساسا بالتنميط الإعلامي الذي يعني انتاج نمط ثقافي وإعلامي واحد بما يتناسب مع إرادة المنتج والصانع المهيمن وهو مانلاحظه في الاعلام من شيوع ثقافة الصورة بديلاَ عن ثقافة الكلمة .ان الغزو الإعلامي يعبر عن آليته بشكل رئيسي من خلال التنميط الذي يعني انتاج نمط أعلامي وثقافي واحد عبر وسائل السيطرة المختلفة كالتقنية والمعلوماتية والاتصالات ثم يحضر مصطلح "التغطية The Covering" وهو أسلوب أعلامي من اجل التضليل بقصد قلب الحقائق او تزييف الوعي وتشكيل العقول وفق أملاءات شروط الهيمنة وقد تحدث ادوار سعيد في كتابه "تغطية الإسلام" وهو باللغة الانكليزية في عام 1982م عن التضليل الإعلامي والأيدلوجي الذي مارسته وسائل الاعلام الامريكية للتغطية على الاستلام والحكم عليه بالإرهاب ولابد لنا ان نعي بمدى القدرة الاستعمارية لهذا الأسلوب في عمليات غزو واحتلال العقول ، وصولاَ الى "العولمةGlobalization " وهي جعل نمط العيش والثقافة عالمياَ وفي الحقيقة هي أمركة العالم وهو طموح ليس بالجديد فهو قديم للولايات المتحدة الامريكية ونشير هنا الى قول الرئيس الأمريكي "جروفر كليفلاند1893م-1908م Grover Cleveland" :"ان دور امريكا الخلاق هو تحضير العالم ليصبح امة واحدة تتكلم لغة واحدة " وقد استمد الطموح الجديد" العالمي الجديد" من هذا الطرح الرئيس كلفلاند والنظام العالمي الجديد تجده شعار الدولار الأمريكي الذي اخذ شكله منذ نهاية القرن التاسع عشر إذ يوجد على الدولار صورة لهرم تعلوه عين انسان ووضعت في أسفل الهرم عبارة "النظام العالمي الجديد"،ان العولمة الإعلامية والثقافية ليست كنظام عالمي أعلامي وثقافي جديد يقوم على احترام مبادئ عقد التنمية الذي اقرته الأمم المتحدة عام 1989م ومراعاة البعد الثقافي للتنمية وتأكيد الهوية الثقافية انما هو أمركة العالم اي فرض ثقافات جديدة وغريبة والفرق بين المفهومين واضح لا لبس فيه حيث تبتدي في إشكالية السيطرة العالمية الكاملة في العولمة عبر إنتاجها الاحتكاري لأدوات الهيمنة. ان الاستعمار الإعلامي يعتمد اليوم بالاضافه الى الوسائل التي تطرقنا لها فهناك أيضا استراتيجيات واهم تلك الاستراتيجيات هي "الخداع الاستراتيجي Strategic Deception" بالرغم من ان هذه الاستراتيجية غالباَ ماتستخدم في الحروب وقد استخدمها الجيش المصري في حرب أكتوبر بشكل فعال الا أنها اليوم قد أدخلت وبشكل كبير من قبل الاستعمار الإعلامي من اجل التضليل والتأثير على المتلقين وإيهامهم بإحداث لم تحدث بالشكل الذي يظهره الاستعمار الإعلامي. سنأخذ مثلان لإمكانية الاعلام من استخدام الخداع الاستراتيجي لتحريك بعض الأحداث ففي رومانيا عند أواخر فترة حكم الرئيس الروماني "نيكولاي شاوشيسكوNicolae Ceausescu " في عام 1989م وخلال إلقاءه خطاب في الجماهير المحتشدة تم قطع البث التلفزيوني الذي كان ينقل الخطاب بشكل مباشر على شاشات التلفزيون وبفترة اقل من نصف ساعة انتشرت أشاعه مفادها ان الجماهير قد صعدت الى الشرفة التي يلقي منها "شاوشيسكو"خطابه وتم سحله في الشوارع انتشرت هذه الاشاعه كانتشار النار في الهشيم بينما انهى شاوشيسكو خطابه بشكل طبيعي وعاد دون ان يدري ماالذي يحدث ،اشتعلت شوارع رومانيا معلنة الثورة ضد شاوشيسكو واعتصمت الجماهير في شوارع بوخارست مطالبة بإسقاطه وماهي الا ساعات حتى انضم الجيش الى الثوار حتى تم اسقاط حكمه وتم إعدامه وزوجته ،وخلال فترة التأجيج استخدمت خدعة اخرى اكثر ضراوة من اجل استشاطة عواطف الجماهير للمناداة بسقوطه والخدعة هي فقد اضهرت شاشات التلفزيون مقبرة في مدينة "ديمشتورا " الرومانية تظهر مجموعة من جثث الموتى كانت مدفونه حيث قال الثوار بأنها مقابر جماعية قد أعدمهم الرئيس الروماني شاوشيسكو وبعد سقوطه وإعدامه بعشرة أيام كشف الاعلام ان تلك الجثث التي أظهرها الثوار هي جثث قد تم جلبها من المستشفى لموتى من الأمراض اي موتى بشكل طبيعي وقد تم دفنهم في هذه المقبرة للادعاء بأنها مقبرة جماعية قد قام بها نظام شاوشيسكو من اجل الإسراع بإسقاط النظام.مثلاَ آخر لما يمكن ان يقوم به الاعلام والفبركة الإعلامية من تأثير في تغيير مجريات الأحداث في احد الأيام زار الرئيس السوداني حينذاك جعفر النميري القاهرة وخلال زيارته هذه وقع انقلاب على النميري في السودان لم تكن خلال تلك الفترة فضائيات او فيس بوك او تويتر بل كانت الإذاعة هي صوت الدولة الإعلامي وقد سيطر الانقلابيين على الاذاعه وأعلنوا انقلابهم من خلالها ،بعد فترة قامت الحكومة المصرية بإصدار موجه إذاعية أقوى من الموجه التي تبث عليها الاذاعه السودانية بحيث دخلت على ترددها وبدأت تبث ان الانقلاب قد فشل وان النميري قد استعاد السيطرة على الأوضاع وفعلاَ هكذا فشل الانقلاب وعاد النميري الى السلطة .اما امريكا فحدث ولا حرج في فبركتها الإعلامية وتدخلها في شؤون الدول وهو أساس الموضوع ومانعنيه بالاستعمار الإعلامي هو الاستخدام الأمريكي الغربي والصهيوني وحلفائهم للأعلام المفبرك والموجه ضد بلداننا في الوطن العربي من اجل زعزعة استقرارنا والتمكن من شلل عقولنا وأدمغتنا و شلل الثقافات العربية باستخدام سطوة الاعلام من اجل ان نكون في عراء فكري وأيدلوجي يريدون ولادة عالم مثالي من عالم ملعون يريدون ان يكون الحق والخير والجمال من الظلم والفساد والقبح انه ضد منطق التاريخ وضد ناموس الحياة .ان موضوع الخداع الاستراتيجي هو ليس بجديد فهو قديم وقد كانت آلياته ليست متقدمة كالاشاعه واستخدام الطابور الخامس لكن اليوم تطورت الآليات بشكل هائل لكن بقي الشعار نفس الشعار " اكذب اكذب حتى تصدق أنت كذبتك و بالتالي يصدقك الآخرون".مخطئ من يظن ان وسائل الاعلام تدور في فراغ او أنها تعمل من اجل نقل الحقائق والأحداث دون أي غاية او هدف تنشده بل على العكس من ذلك فان وسائل الاعلام تهدف الى أحداث تأثير في الجمهور الذي يتلقى منها الرسائل التي لاتنتهي اياَ كان حجم ونوع ذلك التأثير وهناك العديد من النظريات حول ذلك التأثير مثل نظرية "الرصاصة السحرية Magic Bullet Theory " او نظرية ابرة تحت الجلد التي تعتبر ان تأثير الاعلام والاتصال على الجماهير المتلقية هو كقوة تأثير الرصاصة او الإبرة التي توخز تحت الجلد حيث اعد علماء الاجتماع والإعلام بان هذه النظرية مبالغ فيها فليس للأعلام هذه القوة والسرعة في التأثير لكن اقرب النظريات للحقيقة حول تأثير الاعلام والاتصال في المتلقي هي "نظرية التسويق الاجتماعي "Theory of Social Marketing حيث تقوم هذه النظرية على مبدأ استخدام أدوات اتصالية مختلفة ( حملات إعلامية-اتصالات شخصية-علاقات عامة-أحداث مفتعلة) لترويج فكرة اجتماعية، بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من الانتشار للموضوع، والتأثير على الجمهور، لتبني سلوك يتفق والفكرة المطروحة. </div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjxInoeooGD2gtluQou5_1aw2IdbtDMj5GJKppT_Zgg9NIe22a84AlLje1IwCiV6IZtXvc4c3Ez-OQqzBZWiK3wjFetwJ1WuYvP0f0Hx4_0iuvWUsRxKFjiMA6vnHqei5kIz-3XEPdBpPtv/s1600/%25D9%2584%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2588%25D9%2586%25D8%25AF.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjxInoeooGD2gtluQou5_1aw2IdbtDMj5GJKppT_Zgg9NIe22a84AlLje1IwCiV6IZtXvc4c3Ez-OQqzBZWiK3wjFetwJ1WuYvP0f0Hx4_0iuvWUsRxKFjiMA6vnHqei5kIz-3XEPdBpPtv/s1600-rw/%25D9%2584%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2588%25D9%2586%25D8%25AF.jpg" /></a></div> <div style="text-align: justify;"> لومــــــوند: د. عبدالكريم صالح المحسن<br /> ليلة دامية شهدتها مدينة الأنوار - باريس- بعد استهداف ستة مواقع فيها لهجمات متزامنة راح ضحيتها 129 شخصاَ وأصيب 300 آخرون بجروح هذا ماحدث ليلة الجمعة 13 تشرين الثاني/ نوفمبر2015. لقد أطفئ ظلام الإرهاب أنوار باريس البهية ، باريس عاصمة فرنسا وأكبر مدنها من حيث عدد السكان. تقع على ضفاف نهر السين في الجزء الشمالي من البلاد في قلب منطقة (إيل دو فرانس). ظلت باريس منطقة فائقة الأهمية لما يزيد عن ألفي عام، ومع مطلع القرن الثاني عشر، أصبحت باريس مركزاً أوروبياً للعلم والفنون وأكبر مدن العالم الغربي حتى أوائل القرن الثامن عشر. كانت باريس مسرحاً للعديد من الأحداث السياسية الهامة على مر التاريخ، مثل الثورة الفرنسية. أما في الوقت الحاضر، فإنها تعتبر واحدة من أكبر المراكز الاقتصادية والثقافية ذات التأثير الهام في السياسة والعلوم والترفيه والإعلام والأزياء والفنون مما جعلها واحدة من مدن العالم الرئيسية. تمتلك باريس مجموعة متنوعة من المتاحف والمسارح والمعالم الأثرية التي بنيت على مر القرون، مثل برج إيفلوقوس النصرومتحف اللوفروقصر فيرساي. باريس هي إحدى أكبر مراكز الفن في العالم، باحتوائها على عدد كبير من المتاحف التي تضم لوحات لأبرز الفنانين العالميين. كما أن لمطبخ المدينة سمعة عالمية، حيث تستقطب أشهر الطهاة على مستوى العالم. تضم باريس وضواحيها أرقى المدارس والجامعات الفرنسية. اسم باريس مستمد من سكانها الأوائل، وهم إحدى قبائل الغال ويعرفون بـباريسي. سميت المدينة لوتيشيا إبان العصر الروماني في الفترة ما بين القرن الأولوالقرن الرابع بعد الميلاد. إلا أنها سميت باريس مرة أخرى في عهد يوليان المرتد (360-363)، يعتقد أن اسم باريسي يأتي من الكلمة السلتية الغالية باريسو التي تعني الشعب العامل أو الحرفيون. لباريس العديد من الألقاب، حيث تعرف بمدينة الحب وعاصمة الموضة، لكن اللقب الأشهر للمدينة هو مدينة النور (La Ville-Lumière) وهو اللقب الذي حصلت عليه باريس لشهرتها كمركز للعلم والفكر خلال عصر التنوير وكذلك بسبب اعتمادها في وقت مبكر على نظام إضاءة الشوارع،عرفت باريس بمدينة النور في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عندما أزال البارون هوسمان Baron Haussmann المعين من قبل نابليون الثالثNapoleon III (شارل لويس نابليون بونابارت Louis-Napoléon Bonaparte ) الشوارع والأحياء التي تعود للعصور الوسطى وقام بتحويل باريس إلى مدينة حديثة. مر قرن على وصول (تمثال الحرية Statue of Liberty) الفرنسي الى نيويورك. أما العلاقة الأميركية - الفرنسية فهذا شأنها من زمان: تجاذب دائم بين الإعجاب والحذر تنعكس على كل شيء قبل الجنرال (شارل ديغول )وبعد( فرانسوا ميتران). كم من الأميركيين يعلمون أن " تمثال الحرية" الشهير المنصوب على باب نيويورك والذي هو رمز أمريكا هو هدية من الشعب الفرنسي لهم، وصانعه هو النحات الفرنسي (فريديريك اوغست بارتولدي Frederic Bartholdi ). الخوف والرعب يمليء أفاق باريس ورائحة الموت تجوب أزقتها وملاعبها ونواديها كل شيء في شوارعها في ليلة الجمعة هذه كان يعلن أنها الجمعة الثالث عشر(الجمعة الثالث عشر تحدث عندما يقع اليوم الثالث عشر من الشهر في يوم الجمعة، وهي خرافة تقول أن هذا اليوم يحمل الحظ السيء.في التقويم الميلادي حسب مايعتقد الفرنسيون والغربيون أيضا) على أية حال عاشت باريس ليلة عصيبة وكأنها قد أصبحت ساحة معركة حربية . ما يحير أن رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس Manuel Valls قد أكد في يوم الأربعاء 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015م، أن باريس منخرطة بقوة في مواجهة التهديدات الإرهابية وتتخذ تدابير صارمة لحماية الفرنسيين، جاءت هذه التصريحات إثر اعتقال شخص كان يخطط لمهاجمة عسكريين في مدينة تولون الساحلية الفرنسية. وقال (فالس) في تصريح لقناة "فرانس2"، إن أجهزة الاستخبارات والشرطة تقوم يوميا بعمليات اعتقال لأشخاص يشكلون تهديدا أو يخططون للقيام بأعمال إرهابية. وأكد رئيس الوزراء الفرنسي أن بلاده تواجه التهديد الإرهابي في مناطق مثل سوريا والعراق ولكن أيضا على أراضيها. هذا وشدد (فالس) أن فرنسا ستواصل تصديها للإرهاب بيد حديدية، حيث قال: "نحن منخرطون في العملية ويدنا لن ترتعش".وكان وزير الداخلية الفرنسي (برنار كازنوفBernard Casanova) قد ذكر في بيان الثلاثاء أن الإدارة العامة للأمن الداخلي في فرنسا قد اعتقلت في الـ 29 من أكتوبر/تشرين الأول، شابا كان يخطط للاعتداء على عسكريين تابعين للبحرية الوطنية في مدينة تولون الفرنسية وأوضح كازنوف أن الشاب كان يخضع للمراقبة منذ عام بسبب تطرفه ودعمه المعلن للفكر الجهادي، وأنه حاول الحصول على معدات لتنفيذ جريمته. وأشار وزير الداخلية إلى أن المشتبه به على صلة بتنظيم "داعش"، حيث ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أنه كان قد وجهت له تهمة الانتماء إلى عصابة إرهابية. جدير بالذكر أن الشاب المتهم حاول السفر إلى سوريا مرتين نهاية عام 2014 م ويخضع منذ ذلك الحين للرقابة ومنع من مغادرة الأراضي الفرنسية منذ مطلع 2015، هذا يعني أن الحكومة الفرنسية متيقظة وعلى علم بما يدور لكننا صدمنا بالمستوى السيء الأداء لهذه الحكومة لدرجة أن رئيس الجمهورية الفرنسي كان موجوداَ في ملعب "ستاد دو فرانس" الدولي والمفروض أن القوة الأمنية والاستخبارية تكون قد أمنت هذا الموقع لوجود الرئيس فيه انه فعلاَ فشل حقيقي لقوات الأمن الفرنسية في التعامل مع هذه الحادثة . أولفا عليوني، وهي خبيرة اقتصادية في اللجنة الأوروبية، تقول في جريدة (ليبراسيون Liberation): (في كل مرة يقع حادث بربري باسم الله نأمل ألا يمزج بين فئة صغيرة من المجرمين المجانين وغالبية السكان الذين يعيشون بسلام ويدلون بأصواتهم ويدفعون ضرائبهم وينصرفون إلى ممارسة أعمالهم)، وفي جريدة (نيويورك تايمز) كتب نيكولاس كريستوف Nicholas Kristof(الأحداث الإرهابية الأخيرة دفعت عددا من الغربيين إلى اعتبار الإسلام هو المسؤول عن التطرف لكنني أعتقد أن هذا التفسير ساذج وسطحي، فقد يحتل عدد قليل من الإرهابيين العناوين الأولى لكنهم لا يستطيعون أن يمثلوا ديانة يبلغ عدد أتباعها 1.6 مليار. كانت فرنسا عاصمة الثقافة في العالم، حيث تخرج من جامعاتها كثير من قادة الفكر والتنوير العرب مثل طه حسين وتوفيق الحكيم وغيرهما من المفكرين العرب، ولها خصوصية في علاقاتها السياسية مع الدول العربية بحيث تختلف عن بقية الدول الأوروبية الأخرى، وفي ثقافتها ومضات من ثقافة الشرق حتى تكاد تكون هي أقرب إلى حضارة الشرق منها من حضارة الغرب، ومما يدل على أن فرنسا هي بلد التسامح وحرية الأديان ما صدر عن قادتها عندما حدثت أعمال الإرهاب الأخيرة في فرنسا حيث لم يصدر من قادتها تهديد ووعيد، فأول ما تم الإعلان عن الحادث دعا الرئيس الفرنسي شعبه إلى التصرف بعقلانية ولم يتصف رد فعل الرأي العام في فرنسا بالعنصرية ضد أصحاب الأديان وخاصة الدين الإسلامي إنما بالعكس، فلقد دعا المفكرون والكتاب الفرنسيون إلى عدم الخلط بين أعمال الإرهاب التي حدثت والوجود الإسلامي في فرنسا. أنها ضربة موجعة تلقتها فرنسا والغرب ليلة الجمعة في هجمات وصفت على أنها معركة حربية ولابد لهم أن يراجعوا الأرقام الحقيقية التي رحلت من بلادهم لتعبث ببلاد العرب والمسلمين بشكل دموي سافر ماتعيشه باريس اليوم عاشته بغداد وبيروت ودمشق وطرابلس وتونس والرباط والكويت نفس الأساليب نفس المشهد أرواح تزهق دماء تسيل في الشوارع والطرقات كم من هؤلاء الشباب الذين غسلت أدمغتهم قد جاء من بلادهم لأجل ممارسة الإرهاب بهذا الشكل الفضيع في البلاد العربية أنا لست شامتا فلايوجد إنسان على وجه الأرض يشمت في أبرياء دفعوا ثمن أخطاء لم يرتكبوها لكني احذر من جديد أن الإرهاب لا دين ولا صديق له ،ولايفرق بين احد فالكل لديه مباح دمه وماله وعرضه انه صناعة مخابراتية شيطانية بامتياز ، لطالما رددنا أن الإرهاب سيرتد على أصحابه وعلى من رباه ودعمه وموله أن التخوف ليس من الإرهابيين الذين سوف يعودون الى أوروبا، فهناك مئات الخلايا النائمة الموجودة داخل أوروبا ليست بحاجة الى ان تأتي الى سوريا والعراق ثم تعود لأوروبا لتنفيذ عمليات إرهابية، ولابد للدول الغربية وأمريكا أن تستخلص العبر من العمليات الإرهابية وقطع علاقاتهم مع الجماعات الإرهابية وترك دول المنطقة وشعوبها وعدم التدخل في شؤونها أن الأمور لن تقف عند هذا الحد وان العمليات الإرهابية ستصل الى أمريكا أيضا ولذلك يجب أن يستعدوا لتلقي الهجمات الإرهابية التي دعموها في منطقتنا. ووقف سياسة دعم الإرهابيين والتنظيمات الإرهابية في المنطقة والتي تمارس من قبل بعض الدول الغربية والإقليمية و بحسب تقارير صحافية بعضها سري حتى الآن يجري تشكيل ما يسمى الصهيونية الإسلامية من اجل ترحيل المسلمين الموجودين في أوروبا الى دولتهم الدينية المزعومة وهي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على غرار ما حدث في القرن الماضي عندما رحل اليهود من أوروبا الى "ارض الميعاد" في فلسطين، الآن داعش تقول بأن ارض الشام هي ارض الميعاد واعتقد أن هناك تطابقا خطيرا بين الفكرتين. هناك رابط واضح بين هجمات باريس والدور الفرنسي في سوريا، الرئيس الفرنسي (فرانسوا هولاند Hollande Francois) أعلن الأسبوع الماضي أنه أعطى تعليماته بقصف مخيم لتدريب الإرهابيين في سوريا، وهو مخيم يعسكر فيه إرهابيون فرنسيون. الرئيس (هولاند) أراد بهذا القصف تفادي تكرار هجمات أخرى في فرنسا على غرار هجمات "شارلي إيبدو". هذا ما يفسر العلاقة الوثيقة بين هجمات باريس وسوريا. لكن السؤال المطروح الآن هو إن كانت هذه العملية مدبرة ومنفذة من قيادة تنظيم داعش أو لا؟ أستبعد ذلك (بالرغم من تنظيم داعش الإرهابي أعلن مسؤوليته)، حسب تحليلي، تم التخطيط لهذه العملية من طرف إرهابيين محليين، أي هم شباب فرنسيون ينتمون إلى خلية إرهابية متطرفة طبعا دون شك تدعي الإسلام، لذا فإن خيوط هذه العملية شبيهة بهجمات "شارلي إيبدوCharlie Hebdo". قبل عام، تم التحذير من أن السجون الفرنسية قد تحولت إلى شبكات تكوين خلايا إرهابية، هذا ما يفسر تنامي خطر الجماعات الإرهابية في فرنسا. وبالتالي، فرضية وجود تهديد إرهابي كبير في فرنسا هي واقعية. فالسجون تجعل الشباب يتطرف أكثر، وإطلاق سراحهم يعني بالضرورة إطلاق إرهابيين مستعدين للقيام بعمليات إرهابية ضد مجتمعهم. قبل أسبوعين فتح نقاش عام في فرنسا حول أعمال عنف ضواحي باريس في الذكرى العاشرة لاندلاعها في خريف 2005م الصحافة الفرنسية قامت بتقييم نقدي وموضوعي للأحداث، واعترفت أن هناك مشاكل في الاندماج. يجب الاعتراف أولا أن سكان ضواحي باريس يعانون أوضاعا اجتماعية صعبة. يعيش هناك أغلبية من المسلمين والمهاجرين ولهم أحوال اقتصادية مزرية. البطالة منتشرة بكثافة والشباب ليس لهم آفاق كبيرة، وهذا هو المناخ المثالي لنمو الإرهاب. يجب الاعتراف أولا أن سكان ضواحي باريس يعانون أوضاعا اجتماعية صعبة. يعيش هناك أغلبية من المسلمين والمهاجرين ولهم أحوال اقتصادية مزرية. البطالة منتشرة بكثافة والشباب ليس لهم آفاق كبيرة، وهذا هو المناخ المثالي لنمو الإرهاب وتزايد الإسلاميين. هناك عوامل عديدة ساهمت في هذا الانقسام، الأحزاب اليمينية مثلا دوما ما ألقت اللوم والاتهامات على المهاجرين المسلمين، تصريحات الكراهية والتعبوية لسياسيين يمينيين أدت أيضا إلى تطرف هؤلاء الشباب. بالإضافة إلى انتقادات الحكومة الفرنسية في الماضي للإسلام غذت بشكل جزئي تطرف الشباب، هذا ما أدى إلى تنامي شعور بالعزلة والاضطهاد لدى مسلمي فرنسا. غونتر ماير Günter Mayer هو مدير مركز بحوث العالم العربي في (جامعة ماينزUniversity of Mainz المانيا ) يقول: الثقافة الفرنسية هي ثقافة مسيحية غربية، وبالتالي فإن الإسلام والمسلمين يعتبران أقلية مختلفة داخل هذا المجتمع المسيحي الغربي. وبناءا عليه يرى الفرنسيون المسلمين غرباء عنهم ومختلفون عن ثقافتهم، ومن المعلوم أن الأقلية الغريبة والمختلفة دوما ما تكون ضحية سيطرة الأغلبية. فرنسا تعرضت لما تعرضت له هو نتيجة أكيدة للسياسات الخاطئة نحن هنا لا نتحدث عن الشعب الفرنسي فهو كبقية شعوب العالم لا يتحمل وزر سياسات حكوماته لكننا نتحدث عن سياسات هذه الحكومات الاستعمارية التي طالما أرهبت شعوب العالم العربي ومدى وحشية هذه السياسات الخارجية وارهابها ،الإرهاب الاستعماري الفرنسي في بلادنا بالأمس القريب دفعت الجزائر أكثر من مليون شهيد واحتلت أراضيها في 5 يوليو 1830م وانتهى هذا الاستعمار في 5 يوليو 1962م جرائم إبادة جماعية يندى لها الجبين وتزكم الأنوف حتى يومنا هذا والتي اسماها المؤرخون بالرزايا Razzias، في مصر شنت بريطانيا وإسرائيل ومعها فرنسا عدواناَ ثلاثياَ عليها في العام 1956م اثر قيام الزعيم جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس هذا السبب المعلن والظاهري لكن كانت مشاركة فرنسا بهذه الحرب كون مصر دعمت وساعدت الثوار الجزائريين من اجل الحصول على استقلالهم وهي بهذا تشارك في معاقبة مصر كم من الأبرياء في مصر قد روعوا وسالت دمائهم وارهبوا نتيجة هذا العدوان الغير مبرر ،قائمة الجرائم الوحشية والإرهابية الفرنسية طويلة في تونس والمغرب وسوريا ولبنان ،فرنسا هي احد قطبي من صاغ معاهدة سايكس – بيكوSykes-Picot Agreement سيئة الصين في العام 1916 وهو تفاهم سري بين فرنسا وبريطانيا على اقتسام الهلال الخصيب لتحديد مناطق النفوذ والتي وقعها الفرنسي فرانسوا جورج بيكو Francois Marie Denis Georges-Picot والبريطاني مارك سايكس Mark Sykes التي قسمت بلادنا العربية الى دويلات من اجل إضعافنا وتشرذمنا ،من أعطاهم الحق للتلاعب بمصير الشعوب وإملاء سياساتهم عليها سوى الوحشية والإرهاب والاستعمار، واليوم تتشدق فرنسا بشماعة حقوق الإنسان وهل تعرف هذه السياسات حقوق للإنسان إذا كانت فرنسا و رئيسها يؤمنان حقاَ بحقوق الإنسان لماذا يرفعان عالياَ شعار الهوية الفرنسية الذي يهدف لنزع ثقافات و عادات و عقائد الآخرين و فرض النمط الفرنسي عليهم بالقوة، أليس من أبسط حقوق الإنسان احترام هوية الآخرين، و عدم التسلط عليهم و ابتزازهم بهدف تغييرها ، هي نفسها فرنسا التي جاء وزير داخليتها لتونس ليضغط على الحكومة السابقة لإغلاق المجال الجوي التونسي أمام الطائرات الليبية المحملة بالمرضى و جرحى الحرب، في ابتزاز رخيص ومقزز و لا إنساني هم يتحدثون عن حقوق المصالح ولا يعرفون شيئاَ اسمه حقوق الإنسان . كتب وزير خارجية رومانيا (بوجدان أوريسكو Bogdan Aurescu) ووزير خارجية اسبانيا ( خوسيه غارسيا- ميرجالو ذ مارفيل José García-Margallo y Marfil ) مقالة مشتركة نشرت في مشروع ساندكيت بتاريخ 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 م تحت عنوان (الحرب على الإرهاب تبدأ من جديد The War on Terror Begins Anew ) جاء فيها : أن الهجمات الإرهابية في باريس ليلة 13 تشرين الثاني /نوفمبر هي تذكير مأساوي بانتشار الإرهاب الحديث فالإرهاب هذا بات يستهدف العصر الحديث بحيث أصبح القضاء عليه أمراَ ملحاَ على نطاق العالم. أن المجتمع الحديث يشعر بالقلق من التهديد الذي يشكله الإرهاب منذ زمن بعيد والدول التي قامت بإقرار تشريعات تتعلق بالأمن وخلق وحدات أمنية واستخبارات متخصصة من اجل وقف مرتكبي الهجمات وإحباط أو منع الهجمات كما قامت تلك الدول باستكمال تلك الجهود بإبرام معاهدات دولية وإقليمية واتفاقات ثنائية.لكن بالرغم من محاولات متعددة لإنشاء هيئة قانونية دولية لمحاربة الإرهاب إلا أن تلك الهيئة ما تزال غير موجودة ولقد حان وقت تغيير ذلك الآن .أن جهود محاربة الإرهاب على المستوى الدولي. بدأت منذ مايقرب من 90 عاماَ ففي العام 1926م طلبت رومانيا وهي أول دولة أدخلت جريمة الإرهاب للقانون الجنائي – وطلبت من عصبة الأمم النظر في صياغة معاهدة تجعل الإرهاب عمل يعاقب عليه على المستوى الدولي ولكن لم يحصل شيء حتى العام 1934م عندما قتل الملك الكسندر الأول King Alexander I ملك يوغسلافيا في 9 تشرين الأول /أكتوبر 1934ومعه وزير الخارجية الفرنسي جان لويس بارثو Jean Louis Barthou مما دفع عصبة الأمم لأن تبدأ المحاولة الأولى لإنشاء آليات قضائية دولية لمواجهة الإرهاب، لقد صاغت مجموعة من الخبراء معاهدة منع الإرهاب والمعاقبة عليه المبرمة في جنيف من قبل عصبة الأمم في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 1937 م ومعاهدة أنشاء المحكمة الجنائية الدولية وقد وقع على كلا الاتفاقيتان 24 دولة ولم تصادق عليه غير الهند وهي أول محاولة لإنشاء الآليات القضائية الدولية لمواجهة الإرهاب ولكن اندلاع الحرب العالمية الثانية حال دون أن تدخل تلك المعاهدات حيز التنفيذ والحقيقة حتى يومنا هذا لاتوجد آلية قانونية عالمية لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وقد انهارت كل المحاولات لإيجاد الآليات بسبب خلافات كبيرة بين دول العالم وبالأخص حول كيفية تعريف الإرهاب وما أذا كان يتضمن أفعال ترتكبها القوات المسلحة او المقاتلون من اجل الحرية ،وفي الآونة الأخيرة أسقطت محاولة لوضع الإرهاب تحت اختصاص المحكمة الجنائية الدولية The International Criminal Court (ICC) نظراَ لعدم وجود تعريف مقبول للإرهاب عالمياَ وعبء العمل الذي تنطوي عليه مثل تلك القضايا. وفي شباط/فبراير 2015م بعد تزايد الهجمات الإرهابية في العالم فقد اقترحت رومانيا جنباَ الى جنب مع اسبانيا أنشاء المحكمة الدولية المناهضة للإرهاب International Court Against Terrorism (ICT) وقد أطلقت عملية تشاور مشتركة من المؤمل أن تؤدي الى إنشائها في نهاية المطاف، حيث كلنا يعلم أن الجرائم الإرهابية التي ترتكب اليوم هي خارج الولاية القانونية للمحكمة الجنائية الدولية كما يمكن أنشاء (شرطة متعددة الجنسياتMultinational Police ) أو (قوة أمنية Security Force) قادرة على العمل من اجل تأمين الأدلة ضد المتهمين بجرائم الإرهاب من الأشخاص والدول ومما لاشك فيه أن أنشاء مثل هذه المحكمة تواجه صعوبات أهمها عدم وجود توافق دولي حول ما يشكل جريمة الإرهاب لكن يقترحون هنا (نهج القواسم المشتركة common-denominator approach) ، أن المحكمة الدولية ضد الإرهاب سوف تتمتع بسلطة قضائية تكميليه للمحاكم الوطنية والمحكمة الجنائية الدولية بحيث تتدخل فقط عندما تكون الهيئات المحلية غير قادرة أو غير راغبة بمحاكمة قضية ارهابية أو عندما تكون الجرائم التي تم ارتكابها خارج السلطة القضائية للمحكمة الجنائية الدولية. سوف يكون في تلك المحكمة مدعي عام وعدد معقول من القضاة مع وجود توجه لأن يكون هناك تمثيل متوازن للأنظمة القانونية الرئيسية على مستوى العالم والمناطق الجغرافية بالإضافة الى وجود مساواة بين الجنسين. أن هذه المحكمة سوف تستفيد كذلك من أنشاء جهاز شرطة او قوة أمنيه متعددة الجنسيات قادرة على العمل عندما تكون الحكومة غير قادرة أو غير راغبة بالتعاون في تأمين الأدلة ضد المتهم. أن أنشاء المحكمة سوف يتطلب معاهدة دولية أو عمل ملزم من قبل الأمم المتحدة من اجل التحقق من جود سلطة قضائية عالميه. أن الأكثر ترجيحا هو انه سوف يتم تبنيها من خلال قرار ملزم لمجلس الأمن الدولي مع وجود سوابق قضائية تتمثل في تأسيس المحاكم الجنائية الدولية ليوغسلافيا ورواندا والمحكمة الخاصة المتعلقة بلبنان. من المؤكد أن أنشاء مثل هذه المحكمة سوف يواجه المصاعب وأهمها عدم وجود أجماع على ما تشكله جريمة الإرهاب .نحن نقترح تبني " مقاربة القاسم المشترك" فبا لإضافة الى تضمين الأفعال المتفق عليها في المعاهدات القطاعية فإن السلطة القضائية للمحكمة الدولية ضد الإرهاب سوف تكون مبنية على القانون الدولي المعتاد على أن تأخذ بعين الاعتبار النية (هل كانت نية العمل تتجه الى نشر الخوف أو الضغط على السلطات)بالإضافة الى فداحة الجريمة والطابع الدولي. أن تأسيس المحكمة الدولية ضد الإرهاب ومنحها الشرعية سوف يتطلب دعم المجتمع المدني والمجتمع الأكاديمي والناس بشكل عام . ان الحصول على مثل هذا الدعم لن يكون سهلا وخاصة في وقت يواجه فيه صناع السياسات العديد من التحديات الاقتصادية والإستراتيجية الأخرى ولكننا نعقد انه سوف يثبت بسرعة أن وجود أداه قانونية قوية في الصراع الدولي ضد الإرهاب هو أمر لا غنى عنه . كل مايجري اليوم وعلى مستوى العالم هو نتاج موضوع صراع الحضارات أو صدام الحضارات The Clash of Civilizations الذي أشعل فتيل نقاشه صاموئيل هونتجتون في العام 1997 م في كتابه صراع الحضارات وإعادة صياغة النظام العالمي The Clash of Civilization and the Remaking of word بالأضافه الى معاداة الإسلام ول كان تلاحظ حدثت أحداث باريس وعلى الفور ألصقت التهمة بالإسلام فهي جاهزة لم تغادر الأذهان هناك وتتصاعد الصيحات هنا وهناك (اطردوا المسلمين) كأنما هؤلاء الحفنة من الشباب الضال يمثلون الإسلام بشيء ،هؤلاء لا يمثلون إلا الفكر ألظلامي المظلم الذي نمى وترعرع في مدارس المخابرات الغربية والأمريكية . الإسلام أيها السادة دين سلام ومحبة ولا يبيح هذه الإعمال فهو دين لكل الإنسانية وليس حصرا بالعرب ،أن الهجمات الإرهابية في قلب باريس ما هي إلا عمليات ارتدادية لما يحدث في الشرق الأوسط ،فرنسا كانت قبل عقدين مضت من ضمن الدول التي نظمت وساعدت تنظيمات إرهابية سواءاَ بالدعم اللوجستي أو احتضانهم وتدريبهم والسماح لهم بالذهاب الى العراق وسوريا وهذا حصاد السياسة التي تنتهجها فرنسا وبالرغم من آلمنا وحزننا لسقوط ضحايا أبرياء لا دخل لهم في السياسة وبما يحاك في دوائر صناع القرار هناك لكن اسمحوا لنا نسأل سؤال كبير هناك أكثر من ألف فرنسي اليوم يقاتل ضمن دهاليز وإنفاق وتجمعات داعش الإرهابية في سوريا كيف وصلوا ومن دعمهم للوصول الى هناك أذا كان الجواب أن هناك شبكات متخصصة بهذا الموضوع دون علم المخابرات الفرنسية فتلك اكبر كارثة ومن غير المعقول لكن أذا كان بعلم الحكومة الفرنسية فالظاهر لم يطلعوا على قانون نيوتن في الحركة لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومعاكس له بالاتجاه ، نشرت صحيفة الصاندي تلغرافThe Sunday Telegraph مقالاَ تحليلياَ يرى فيه (آين بلير) انه لم يحدث لأي تنظيم مسلح أن جمع بين كل هذه الأساليب في القتال .السؤال المهم من اين لهذا التنظيم كل هذه الخبرات والمهارات التي لا تملكها إلا الدول إلا يستحق هذا الأمر وقفة تأمل ،أن هذه القدرات لا يمكن توفرها إلا من قوى عالمية كبرى انه لاشك مصنع الإرهاب الكبير الذي لا تخفى على احد أنها الصهيونية والدعم الأمريكي الذي صنع هذا الفكر المختل والغير سوي بدأ من صراع الحضارات وحتمية إيجاد عدو بديل عن الشيوعية فاختير الإسلام عدواَ وهاهي بواعث هذا العداء الذي خلق كل هذه الفوضى والوحشية ولابد أن لا ننسى انه لا يكون هناك حل دون الرجوع الى الرؤية القديمة التي مفادها أن الحل في منطقتنا لا يمكن أن يستكمل إلا عبر تفاهمات دولية فإقليمية فعربية فمحلية وهو ما عرف (بنظرية الطبقات الأربع The four-layer theory) التي تشكل عمارة الأمن والاستقرار في العالم. </div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiNDkbC6baOgfvnToMx4mPucVs1_gZ9FYsC-_sZIW3DL6LoHYyBToIWxMXrKyWxlpZVrohF60M9FJzvwEjduqYyMiK8Im2-bGiRaRPzDBBeMb0CGy_Ip7iON7w1iodUVzxUFUMfO7eB-Te0/s1600/%25D9%2584%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2580%25D9%2580%25D9%2580%25D9%2580%25D9%2588%25D9%2586%25D8%25AF.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiNDkbC6baOgfvnToMx4mPucVs1_gZ9FYsC-_sZIW3DL6LoHYyBToIWxMXrKyWxlpZVrohF60M9FJzvwEjduqYyMiK8Im2-bGiRaRPzDBBeMb0CGy_Ip7iON7w1iodUVzxUFUMfO7eB-Te0/s1600-rw/%25D9%2584%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2580%25D9%2580%25D9%2580%25D9%2580%25D9%2588%25D9%2586%25D8%25AF.jpg" /></a></div> لومـــــــوند : عبدالكريم صالح المحسن <br /><div style="text-align: justify;"> منذ أكثر من أسبوعين وأنا أتابع مقالات الرأي العالمية والكتاب الأكاديميين وكبار السياسيين على مستوى العالم بشكل مكثف حول موضوع الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الامريكية ومعها الصين وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا بالإضافة الى ألمانيا من جانب والجمهورية الإسلامية الايرانيه من جانب آخر، لم أجد فيما وجدت من تحليلات وأراء سوى أن الشرق الأوسط على أعتاب تغيير كبير بدأت ملامحه تتوضح وأن الاتفاق شاملاَ أي صفقة واحدة وهو أمر ليس بالبسيط خصوصاَ وان المفاوضات استمرت 12 عاماَ ،مفاوضات شاقه أظهرت مدى صبر ودهاء الجانب الإيراني بشكل جلي وهم صناع السجاد اليدوي الحرفة التي تحتاج الى صبر وجلد كبيرين وهم من اوجد لعبة الشطرنج في العالم أي أنهم الأذكياء الصبورين ،وقد اثبتوا خلال هذه المفاوضات أنهم كذلك ،هذه الصفقة أثبتت في البداية أن زعماء العالم وبالرغم من تشرذمهم وانقسامهم حول العديد من القضايا مثل الصراع في أوكرانيا والنزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي إلا انه لازال باستطاعتهم الجلوس على مائدة المفاوضات معاَ لحل مشكله مشتركة. كان دائماَ يخالج تفكيري ماهو البديل عن الاتفاق اذا لم يتم التوصل اليه لم أجد غير الحرب بديلاَ عنه ،أمريكا ومجموعة الخمسة لاتريد الحرب في الشرق الأوسط خصوصاَ و أنها تنسحب منه انسحاباَ تدريجي فهي تبحث عن أماكن أخرى لتكون ساحتها المستقبلية (جنوب شرق آسيا وأفريقيا) فهي ليست بحاجة الى نفط الخليج اكتفت ذاتياَ ،لقد انقلبت معادلات الشرق الأوسط بشكل ضخم وكبير حيث نقلت إيران من دولة مارقة أو دولة فاشلة Failed Stateحسب التوصيف الأمريكي الى دولة إقليمية Regional State لها ثقلها على مستوى الإقليم والعالم ، المفاوضات الإيرانية الامريكية ليست أطول من مفاوضات السلطة الفلسطينية مع كيان الاحتلال والتي انطلقت في العام 1979 وعلقت في العام 2013 دون أي تحقق أي هدف او نتيجة استمرت 24 عاماَ وهي كمن يجري وراء سراب نتيجة الضعف والتهاون العربي الذي فرط ويفرط بحقوقه ومصالحه على الدوام . <br />كريستوفر هيلChristopher R.Hill مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لشرق آسيا وسفير أمريكا في العراق وكوريا ومقدونيا وبولندا وهو المفاوض في اتفاقيات دايتون للسلام وكبير المفاوضين مع كوريا الشمالية 2005-2009 وألان يشغل منصب عميد كلية كوريل للدراسات الدولية في جامعة دنيفر في مقال له تحت عنوان (حان وقت الواقعية في الشرق الأوسطA Time for Middle East Relism) كتبها بتاريخ 28 نيسان/ابريل 2015 يقول فيها: هناك القليل من الأدلة التي قد تشير إلى أن العقوبات نجحت في تحقيق أي شيء لإبطاء برنامج إيران النووي. وعلاوة على ذلك، في الكثير من الحالات، ربما يكون التأثير الأوضح للعقوبات هو إهلاك الطبقة المتوسطة وإضعاف الأقل قوة وليس تحفيز قادة إيران وحملهم على السعي إلى عقد صفقة. والآن، تُفرَض المفاوضات العالية المخاطر مع إيران حول برنامجها النووي فرضاً على تعقيدات القضايا العربية. وقد اتُهِمَت إدارة أوباما بالرغبة الشديدة في إبرام هذا الاتفاق وعدم القدرة عن الابتعاد. ولكن إذا كان هذا الاتهام صحيحا، فإنه لا يرجع إلى رغبة أوباما الشديدة في الوفاء بالتعهد الذي بذله في حملته الانتخابية عام 2008 بالتفاوض مع أعداء أميركا وإيجاد أرضية مشتركة معهم ويرى الكثيرون من الأميركيين أن المواجهة مع إيران صراع ثنائي أشبه بتكرار للمحادثات النووية مع الاتحاد السوفييتي. ومن بعض الجوانب، يعكس إصرار مجلس الشيوخ الأميركي على القيام بدور في الموافقة على الاتفاق النووي شكلاً من أشكال عقلية العودة إلى المستقبل: فإذا كانت اتفاقيات مثل (SALT) و(START) معاهدات ملزمة قانوناً بين دولتين، فلابد أن يكون الاتفاق مع إيران كذلك. ولكن الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه مع إيران متعدد الأطراف، إذ يشارك فيه كل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالإضافة إلى ألمانيا. ويتلخص جزء من وظيفة أوباما في ضمان تفهم الشعب الأميركي لحقيقة مفادها أن مصير الاتفاق ليس بيد الولايات المتحدة وحدها، وما نطلق عليه وصف أطراف المحادثات ليست الدول الوحيدة التي لديها مصلحة كبيرة في النتائج . والحقيقة الواضحة جداَ أن الولايات المتحدة الامريكية تسعى الى بناء أطار استراتيجي بديل في المنطقة على هيئة شراكة متجددة مع إيران ،فهي التي رفضت أن تحارب إيران نيابة عن إسرائيل بالتأكيد قد رسمت الإطار الاستراتيجي الذي يخدم مصالحها في المنطقة من جانب ومن جانب آخر أبعاد التوترات وشبح الحروب في الشرق الأوسط وخصوصاَ منطقة الخليج، وهنا أود أن أشير الى أن الحرب الحقيقية هي مع تنظيم القاعدة وداعش وليس إيران فهم مقتنعون أن الانتصار في هذه الحرب لن يتم مالم يكون هناك تعاون مع إيران.<br />فولكر بيرتيسVolker Perthes رئيس مجلس الاداره ومدير مؤسسة العلوم السياسية في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين في مقال له تحت عنوان (مابعد الصفقةAfter The Iran Deal ) بتاريخ 14 تموز/يوليو 2015م يقول فيها : ومن ناحية أخرى، يساعد الإعفاء من العقوبات، جنباً إلى جنب عودة الشركات الدولية تدريجيا، في دفع عجلة الاقتصاد الإيراني المعتل. والانفتاح المتزايد على أوروبا، وعلى الولايات المتحدة ،إيران وهي القوة الاقتصادية الإقليمية الكبيرة ذات الصوت الذي بات مسموعاَ في العالم سوف تكون قوى إقليمية لايستهان بها على جميع الأصعدة.<br />اتفاق ليلة القدر كان نجاحاَ دبلوماسيا وسياسياَ ضخماَ على المستوى العالمي لإيران وللمجتمع الدولي فالمفاوضات الشاقة الطويلة والتي هي ربما أطول مفاوضات في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية وأطول مفاوضات شهدها العالم منذ مفاوضات فرساي عقب الحرب العالمية الأولى لم تذهب جهودها إدراج الريح بل حققت نتائج ضخمة وكبيرة على المستوى الإقليمي والعالمي الرئيس الأمريكي اوباما الحاصل على جائزة نوبل للسلام اراد أن يدخل التاريخ كصانع للسلام فقد انتهج نهجاَ تصالحياَ مع كوبا وأنهى الحصار معها وألان يصالح إيران وسيرفع الحصار عنها . <br />اذاَ ظريف والفريق الإيراني المفاوض يكسر الطوق والحصار الاقتصادي المفروض على شعبه بعد سنوات مريرة وثقيلة من العزلة والعقوبات والحصار أقسى من سنين عزلة ( غابرييل غارسيا ماركيز )في روايته (مائة عام من العزلة) وأطول من عزلة البابليون بقيادة الملك المعروف نبوخذ نصر لمدينة صور الكنعانية في لبنان ، حيث دام حصاره للمدينة ولهم مدة ثلاثة عشر سنة وبالرغم من أن ايران بقت وحيدة معزولة عن العالم تمكّنت من فرض نفسها كند وخصم عنيد يرغم الغرب على استخدام لغة أخرى غير الصواريخ العابرة للقارات والطائرات الموجهة عن بعد، وكيري يحقق إنجازًا دبلوماسيًا أخيرًا ويبعد شبح السلاح النووي الإيراني عن الغرب المعادلة ربما تبدوا متوازنة لكن مراجعة سريعة للعقوبات التي فرضت على إيران من المجموعة الأممية ومن أمريكا ومن الاتحاد الأوربي (العقوبات الأممية فقد فرض مجلس الأمن الدولي أربع مجموعات من العقوبات ضد إيران في ديسمبر/كانون الأول 2006، ومارس/آذار 2007، ومارس/آذار 2008 ويونيو/حزيران 2010. تغطي المجموعة الأولى المواد النووية الحساسة وتجمد أصول أفراد وشركات إيرانية ذات علاقة بالبرنامج النووي. وتتضمن المجموعة الثانية أسلحة جديدة وعقوبات مالية. وقامت بتوسيع تجميد الأصول لتشمل 28 من الأفراد والشركات الجديدة التي لها صلة بـ/أو تدعم العمل النووي الحساس أو تطوير الصواريخ العابرة للقارات. وزادت المجموعة الثالثة في العام 2008 القيود المالية والقيود على السفر للأفراد والشركات، ووسعت دائرة الحظر الجزئي على الاتجار في مواد لها استخدامات مدنية وعسكرية معا لتغطي جميع المبيعات لمثل هذه التقنيات إلى إيران. ودعا قرار لمجلس الأمن الدولي بتاريخ 9 يونيو/ حزيران 2010 إلى تدابير ضد بنوك إيرانية جديدة في الخارج إذا اشتبه في أن لديها علاقة بالبرنامج النووي أو برنامج الصواريخ. ووسع قرار مجلس الأمن المذكور حظر مبيعات الأسلحة ضد طهران، وأضاف إلى القائمة السوداء ثلاث شركات تسيطر عليها الخطوط البحرية بجمهورية إيران الإسلامية و15 شركة تتبع لقوات الحرس الثوري الإيراني. ودعا القرار إلى إنشاء نظام للرقابة على الشحنات. اما العقوبات الامريكيه فقد فرضت العقوبات الأميركية الأولى عقب اقتحام الطلاب الإيرانيين سفارة الولايات المتحدة في طهران واحتجازهم دبلوماسيين رهائن عام 1979. ومنعت بموجب هذه العقوبات دخول الصادرات الإيرانية إلى أميركا باستثناء الهدايا الصغيرة ومواد المعلومات والأغذية وبعض أنواع السجاد. وفي 1995 أصدر الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون أوامر تنفيذية تمنع الشركات الأميركية من الاستثمار في النفط والغاز الإيرانيين والاتجار مع إيران. وفي العام نفسه أقر الكونغرس قانونا يجعل الحكومة الأميركية تفرض عقوبات على الشركات الأجنبية التي تستثمر في قطاع الطاقة الإيراني بأكثر من 20 مليون دولار في السنة. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2007 فرضت واشنطن عقوبات على ثلاثة بنوك إيرانية وأطلقت عبارة "ناشر أسلحة الدمار الشامل" على الحرس الثوري الإيراني. ومنذ ذلك الوقت أضافت وزارة الخزانة المالية العديد من المصارف الإيرانية الأخرى إلى قائمتها السوداء. وحددت وزارة الخزانة الأميركية نحو 20 شركة بترولية وبترو كيميائية على أنها واقعة تحت سيطرة الحكومة الإيرانية، الأمر الذي يجعلها غير مؤهلة للتعامل مع قطاع الأعمال الأميركي. وفي 24 يونيو/حزيران 2010 أقر الكونغرس الأميركي عقوبات جديدة من طرف واحد بهدف الضغط على قطاعي الطاقة والمصارف الإيرانيين. وفرض قانون يونيو/حزيران عقوبات على الشركات التي تزود إيران بمنتجات بترولية متطورة تبلغ قيمتها أكثر من خمسة ملايين دولار في العام. كما أنه حرم فعليا البنوك الخارجية من الوصول إلى النظام المالي الأميركي إذا قامت هذه البنوك بالتعامل تجاريا مع البنوك الإيرانية أو قوات الحرس وفي مايو/أيار 2011 أعلنت الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضد شركة بي دي في إس أي الفنزويلية البترولية المملوكة للدولة وست شركات بترولية صغيرة أخرى وشركات نقل بحري لتعاملها تجاريا مع إيران منتهكة الحظر الأميركي الأمر الذي أثار غضب حكومة هوغو شافيز. وفي يونيو/حزيران 2011 أعلنت واشنطن عقوبات جديدة ضد قوات الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج للمقاومة وقوات إعمال القانون الإيراني وقائدها إسماعيل أحمدي مقدم. وتم بموجب هذه العقوبات تجميد أي أصول تؤول للمستهدفين وتحظر تعامل كل الأميركيين أفرادا أو شركات من التعامل مع الجهات المذكورة. وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 وصفت واشنطن إيران بأنها "منطقة رئيسية لغسل الأموال"، وهي خطوة كان الهدف منها إقناع البنوك غير الأميركية من التعامل مع إيران. كما قامت الولايات المتحدة بوضع 11 جهة متهمة بمساعدة إيران فيما يتصل ببرنامجها النووي على قائمتها السوداء ووسعت عقوباتها لتستهدف شركات تساعد إيران في صناعتها النفطية والبتروكيميائية. وفي 31 ديسمبر/كانون الأول 2011 أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما قانون تمويل الدفاع الذي يفرض عقوبات على المؤسسات المالية التي تتعامل مع البنك المركزي الإيراني الذي يُعد القناة الرئيسة لعوائد النفط. وبموجب هذا القانون ستستبعد المؤسسات التي تطولها العقوبات من الأسواق المالية الأميركية. وفي 13 يناير/كانون الثاني فرضت الولايات المتحدة عقوبات ضد مؤسسة( ذوهاي زهنرونغ) الصينية للتجارة في الطاقة المملوكة للدولة التي وصفتها واشنطن بأنها أكبر مزوّد لإيران بالمنتجات البترولية. كما حظرت شركتا كو أويل بي تي إي السنغافورية وفال أويل كمباني ليمتد الأماراتية. الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة استخدمت العقوبات التجارية والاقتصادية والمالية وسيلة رئيسة ضد إيران، كما استخدمت مجلس الأمن الدولي في التضييق والضغط على طهران" اما عقوبات الاتحاد الأوروبي فهي بدأت في 12 أغسطس/آب 2010 شدد الاتحاد الأوروبي عقوباته على طهران، إذ قرر حظر إقامة أعمال مشتركة مع شركات إيرانية تعمل في مجال صناعتي النفط والغاز الطبيعي وأي فرع أو منشأة تقع تحت إدارة هذه الشركات. وتمنع جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي تقديم التأمين وإعادة التأمين لحكومة إيران. وتُحظر واردات وصادرات الأسلحة والمعدات التي يمكن أن تسهم في تخصيب اليورانيوم أو يمكن أن يكون لها "استخدام مزدوج". وتمنع العقوبات بيع أو توريد أو نقل معدات الطاقة والتكنولوجيا المستخدمة من قبل إيران لتكرير الغاز الطبيعي وتسيله، والتنقيب عنه وإنتاجه. ويتوقع الاتحاد الأوروبي أن يزداد تأثير العقوبات بمرور الزمن نظرا إلى أن قطع الغيار الموجودة سيصيبها الإهلاك ولن تعوض. وفي مايو/أيار 2011 وسّع وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد بشكل كبير العقوبات وأضافوا مائة جهة جديدة إلى قائمة تشمل شركات وأفرادا، بما فيها جهات تملكها وتديرها الخطوط البحرية للجمهورية الإسلامية. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2011 فرض الاتحاد عقوبات على 29 شخصا في توسيع جديد للقائمة مستهدفا أفرادا ذوي صلة بانتهاكات حقوق الإنسان ليصل العدد الإجمالي إلى 61 شخصا. وفي الأول من ديسمبر/كانون الأول 2011 أضاف الاتحاد الأوروبي 180 فردا وجهة من إيران إلى قائمة عقوبات سوداء تفرض تجميدا على الأصول وكذلك حظرا على سفر من لهم صلة بالبرنامج النووي. وفي 23 يناير/كانون الثاني 2012 فرض الاتحاد حظرا فوريا على جميع العقود الجديدة لاستيراد وشراء ونقل البترول الإيراني الخام ومنتجات البترول مع سماح للدول الأعضاء التي لديها عقود سارية لشراء البترول ومنتجات البترول إلى الأول من يوليو/تموز المقبل. كما ان الاتحاد وافق أيضا على تجميد أصول البنك المركزي الإيراني وحظر الاتجار في الذهب والمعادن النفيسة الأخرى مع البنك والمؤسسات الحكومية الإيرانية الأخرى)، بعد هذه المراجعة نلاحظ كم هو هول كبير تلك العقوبات لكن المحير كيف استطاعت إيران بعد كل هذا أن تحافظ على ثباتها وتقدمها المعرفي والعلمي وإدامة عجلة الاستمرار والتقدم، فعلا وبحق انه انتصار حقيقي للدبلوماسية الإيرانية العملاقة فالأقوياء والمنتصرين وحدهم من يكتب التاريخ أما الضعفاء والمتخاذلين سالكي سياسة (عض الأصابع) فهؤلاء مكانهم معروف وحتى الآن لم يفهموا الدرس لازالوا يتغطرسون ويكابرون أضاعوا مليارات من اجل كسب رضى الغرب بشتى الطرق حتى الانقلاب على أبناء عمومتهم وأبناء دينهم وجلدتهم من اجل إرضاء الأجنبي، فهذه الأنظمة العربية لاتستطيع حماية نفسها والدفاع عن مصالحها فكيف يمكن للرئيس أوباما أن يخوض حربا بالنيابة عن تلك الأنظمة الدينصورية التي فشلت في كل شي ولم تنجح إلا في قتل وترويع أبناء جلدتهم ،فالحكمة تقول أن عليهم أن يمدوا يد التعاون مع إيران وفتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما وتشكيل تكامل كقوة إقليمية في المنطقة قبل فوات الأوان، لكن لا اعتقد أنهم قادرون فلن يتمكنوا من التخلي عن الآنا والذات الشخصية والتكابر الفارغ ، وهنا سأذكر قصة قصيرة وجدت من المناسب أن أقصها عليكم ففي أواخر القرن التاسع عشر وحين كان رجل أوربا المريض(الإمبراطورية العثمانية) يعيش أخر أيامه كتب دبلوماسي تركي في أوربا الى وزارة الخارجية في اسطنبول )أن الأمم الاوربيه تستعد لوليمة كبرى ومالم نتحرك نحن سريعاَ،لنكون على لائحة الضيوف سنصبح على لائحة الطعام.)، الم يحين الوقت لتفهم هذه الأنظمة أن العالم متغير وقد تغير فعلاَ، الم يفهموا آن الغرب قد تخلى عنهم مع أول امتحان وعليهم أن يعتمدوا على أنفسهم ويفتحوا صفحة واسعة من التعاون مع إيران من اجل السلام ومن اجل بلدانهم وتقدمها هناك الكثير من المشتركات مع إيران لابد للعرب أن يستغلوها من اجل تشكيل قوة إقليمية كبيرة ولتترك هذا الهذيان الطائفي الذي لايغني ولا يسمن فالكل يعرف أن تذرع السعودية بأنّ هدفها من (عاصفة الحزم) وغيرها هو منع التمدّد الفارسي الشيعي، هذا ليس صحيحاً، فقد تحالفت مع الشاه الإيراني السابق محمد رضا بهلوي وكان أوثق حلفائها، كذلك تحالفت مع الإمام يحيى الشيعي ضدّ عبدالله السلال السني في حرب اليمن في الستينات ،الهدف واضح جداَ أنها تريد أن تكون زعيماَ إقليميا في المنطقة وتحت أي مسمى لكن اعتقد أن هذا صعب المنال في ظل هذه الظروف ألا في حاله واحدة هو التعاون من بقية اللاعبين في المنطقة وعلى رأسهم إيران لتشكيل كيان إقليمي ضخم وكبير يزيل كل التوترات وينهي حالة الاحتدام والتوتر في منطقتنا بعيداَ عن كل المؤثرات الخارجية فلابد من أن تنظر لمصالحها قبل مصالح القوى الخارجية أتمنى أن يستمعوا الى صوت العقل ويعوا أين وصلوا . الرئيس الأمريكي في مقابلة مع مجلة (بلومبيرغ نيوز) تأكيد هذا التغيير بقوله :على شركاء الولايات المتحدة من السنّة (وهم الحلفاء التقليديين) في منطقة الشرق الأوسط قبول التغيير المقبل في علاقة الولايات المتحدة مع إيران، ما دأبت على قوله لشركائنا في المنطقة هو انه علينا أن نتجاوب، وان نتكيف، مع التغيير وأضاف (التغيير مخيف دائما). بالتأكيد أن التغيير لا يخيف الولايات المتحدة وإنما الدول الكلاسيكية ذات التفكير النمطي الواحد، والتي تنظر الى الأمر كما عبر عنه أوباما "لطالما كان هناك راحة بال أن الولايات المتحدة مرتاحة للوضع القائم وللاصطفافات الموجودة، وأنها على عداء عنيد مع إيران"، لكن ليس بعد اليوم، فالتغيير أصبح حتمياً بالنسبة للولايات المتحدة. وهنا استحضر قول توماس جيفرسون أحد الإباء المؤسسين للولايات المتحدة "أتمنى أن نزداد حكمة كلما عظمت قوتنا، وذلك لنعلم أننا كلما استخدمنا القوة بصورة أقل أصبحنا أعظم".إسرائيل التي تعيش الآن مرارة الاتفاق والرعب الكبير الذي بات واضحاَ على رئيس الوزراء الاسرائلي نتنياهو وهو يعيش اكبر حالات الهستيرية حين ألقى كلمته أنها بحق كلمة المهزوم الذليل والسبب واضح جدا لان كيان الاحتلال كيان واهن وغير أصيل (إن اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) الكاتب الإسرائيلي( بوعز بسموت) يقول (كان يكفي رؤية الوجه الضاحك لوزير الخارجية الإيراني ظريف على شرفة الفندق الذي تجري فيه المحادثات في فيينا من أجل معرفة من الذي انتصر هناك). لم يوفر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في خطابه أمس، التعابير التقليدية التي ينعت بها الاتفاق النووي الإيراني، فقد وصفه بـ (لاتفاق السيئ)، و(الخطأ التاريخي)، و(مقامرة على المصير الجماعي للعالم)، و(مس بأمن إسرائيل). لكن في ميزان الربح والخسارة لا يمكن لكيان الاحتلال أن يخرج صفر اليدين كل هذا من اجل أن يطلب تعويض استرضاء من أمريكا التي تعرف من أين تأتي له بها طبيعي من خزائن النيام – نومه أهل الكهف – الذين لا ادري متى يستفيقوا. خسر نتنياهو معركته الشخصية مع الإدارة الأمريكية، وخاصة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فبعد محاولات كثيرة للتأثير على الإدارة الأمريكية فيما يخص الملف النووي الإيراني، خرج نتنياهو صفر اليدين من صراع "الأنا" مع أوباما، وعمّق أزمة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية مجاناً، كما قال المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل: إن "أوباما سينتظر نتنياهو بالبيت الأبيض مع دفتر شيكات ورزمة تعويضات أمنية كريمة؛ ثمناً للاتفاق مع إيران". كما يرى مراقبون أن نتنياهو سوف يستغل شباك الفرص المفتوح ليطالب بصفقات استثنائية لضمان تفوقها الكمي والنوعي على الجيوش العربية بالمنطقة، خاصة على دول الخليج، وهو ما أصبح يطالب به الاحتلال بعد قمة كامب ديفيد الأخيرة، والآن سنحت الفرصة لتنفيذه. تعرض نتنياهو لحملة من السخرية من الداخل الإسرائيلي وددت أن اختم بها مقالي هذا، فبحسب ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق، (عاموس يدلين)، فقد وصف الموقف الإسرائيلي من الاتفاق بأنه "هستيريا مبالغ فيها"، وأن الحكومة الإسرائيلية أصيبت "بنوبات ذعر" ليس لها داع، على الرغم من أن الاتفاق سيئ. </div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: justify;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjSZjqlDKS8w-1GRm3k_eH-QgGIzmcM9wv12NYCxyTC178XLWu85XLwxFMOsudduHDo8A8o42WZ91-DJnpspsCAMt4JBN2n7w2O3eGhol82iMPzHC_1tMNzQaxXMR7ROqUIsxYyqjzoiLL-/s1600/LEMONDE.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="198" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjSZjqlDKS8w-1GRm3k_eH-QgGIzmcM9wv12NYCxyTC178XLWu85XLwxFMOsudduHDo8A8o42WZ91-DJnpspsCAMt4JBN2n7w2O3eGhol82iMPzHC_1tMNzQaxXMR7ROqUIsxYyqjzoiLL-/s1600-rw/LEMONDE.jpg" width="200" /></a></div> <div style="text-align: justify;"> لومـــــوند : عبد الكريم صالح المحسن </div> <div style="text-align: justify;"> لست ساخراَ هنا في منطوق وعنوان هذه المقاله لكن الهدف شيء اخر وهو عدم التبعية للآخر اي ضبط الذات امام حالة الانبهار التي تعترينا لتقدم الاساليب التي استخدمت او ستستخدم لزيادة الانقسامات في بدن الامه السياسي والجغرافي والتي تشغل وجدان الأمة ليل نهار حوفاَ وحذراَ، وصولا إلى فئات وشرائح أوسع من خلال الاتكاء على نموذج عربي يضرب جذوره في التراث ويناسب البيئة ولا يجعلنا أسرى الاغتراب أمام منجز الآخر، إيمانا من تلك الثلة بتميزنا، وتعبيرا عن واقعنا ، أفراداَ ومجتمعات ، وملائمة لتكويننا الفكري النابع من خصوصيتنا،ان فروسية الكتابة تملي علينا التمسك بالقيم المعرفيه الانسانيه لذلك بداية استميحكم العذر لكثرة روابط المعلومات فهي في موضوعنا القرائن والادلة حول معلومات البحث.في تونس أندلعت الثورة يوم الجمعه 18 كانون الاول/ديسمبر 2010م تضامناَ مع محمد البوعزيزي الذي اضرم النار بنفسه في 17 كانون الاول /ديسمبر 2010م غاضباَ على ضيق معيشته ومصادره مصدر رزقه المهم انهار نظام الرئيس زين العابدين بن علي وفر هارباَ من تونس بحمايه امنيه ليبيه الى السعوديه يوم الجمعه 14 كانون الثاني/يناير 2011م.في مصر اندلعت في يوم الثلاثاء 25 كانون الثاني/يناير 2011م احتجاجات وتظاهرات دعت اليها حركة شباب 6 ابريل والناشط وائل غنيم وصادف ان وافق ذلك اليوم هو عيد للشرطه المصريه،ادت هذه الاحتجاجات الى تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن الحكم في 11 شباط/فبراير 2011م ففي الساعه السادسه من مساء الجمعه 11 شبا/فبراير اعلن نائب الرئيس عمر سليمان في بيان مقتضب تخلي الرئيس عن منصبه وتم تكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحه بادارة شؤون البلاد.ثورات قامت بسبب انتشار الفساد والركود الاقتصادي وسيطرة طبقة الحاشيه والمقربين من الحكام على موارد الدول بحيث أصبحوا فاحشي الثراء على حساب بقية طبقات الشعب التي تعاني سوء الاحوال المعيشيه والتضييق والخنق السياسي بلأضافه الى استبداد هؤلاء الحكام والالتصاق بالكرسي لعقود و استباحتهم لثوابت الأمه اجمع وليس شعوبهم فحسب هذا هو بشكل سريع ماجعل الشعوب العربيه تخرج الى ربيعها وتثور بوجه الطغيان كل هذا هو حتمية تاريخيه ومصير معلوم مسبقاَ لهؤلاء الحكام بالرغم من التأخير في وقوع تلك الثورات لكن المشكله في التدخل الاجنبي الخارجي والقلق من المشاريع التي يخطط لها الاجنبي اياَ كان لاننا واثقين ان هذا الاجنبي لايفرحه ان نكون موحدين ولايسره تقدمنا وهذه من المسلمات فنحن شعوب قدرنا ان يطمع فينا الجميع لما انعم علينا رب العباد بخيرات ومواقع وتاريخ وجغرافيه يسيل لها لعاب الاجنبي عليها .بدأت لفظة نظرية المؤامرة تنتشر في الأوساط الغربية قبل العربية و كان ذلك بعد اطلاق ان اصبح مشروع العولمة و الانفتاح على العالم عن طريق التكنولوجيا و الانترنت امر واقع ،في مصر كانت بداية تصعيد الموقف الخطير جداً ضد الجيش يعتمد على مدى الحشد الممكن حشده لأن أساس الموضوع كله فى العمل على الكثافه والزحام و الفوضى حيث يتوفر عدد الثوار الكافى و إذا لم يتم الحشد الكافى فسيستمر تصعيد الموقف ضد الجيش باعتداءات و صور و فيديوهات تسخينية حتى يحدث الحشد المطلوب من اجل بداية الكارثة، السؤال المهم لماذا تدور دوائر المحاولات لا من اجل اسقاط الانظمه فحسب وهو ليس بكافي ،لابد من اسقاط الدول هكذا هو المخطط الذي خطط له منذ زمن ليس بالقريب ومانراه اليوم هو ان الانظمه تسقط ولاتزال الفوضى واستهداف مقومات وبنى الدوله فهو اذاَ استهداف من اجل اسقاط الدول وتغيير لكافة الخرائط السياسية والجغرافيه. الباحثه "ايفا جو لينجرEva Golinger " تقول : في العام 1983م ولدت استراتيجيه اسقاط الحكومات تحت غطاء "تعزيز الديمقراطيه" من خلال انشاء سلسله من المؤسسات الشبه الخاصه مثل"معهد البرت انيشتاين AEI " والصندوق الوطني للديمقراطيه NEDوالمعهد الجمهوري الدوليIRIوالمعهد الوطني الديمقراطي NDIوبيت الحريهFreedom House وانشأ في وقت لاحق المركز الدولي لانتزاع اللاعنف للتمويل والمساعدات الاستراتيجيه للاحزاب والجماعات السياسيه وراء كل هذه "المؤسسات "وهذه المؤسسات هي الوكاله الامريكيه للتنميه الوطنيه المشتركه بينها وبين الفرع المالي لوزارة الخارجيه الامريكيه ،حيث اصبحت الوكاله الامريكيه للتنميه جزء هام من محور الامن والمخابرات والدفاع في واشنطن.حتى هذا اليوم لم تظهر نتائج الثورات التي استطاعت اسقاط الانظمه في بلدانها والمقصود تونس ومصر فلازالت الضبابيه والعشوائيه والفوضى بالاضافه الى الى الانهيار في الجانب الاقتصادي الذي نتج عن احداث تلك الثورات الذي يخيم على تلك الدول. والسيناريو المتوقع من خلال دراسة الثورات الملونة وحرب اللاعنف فى بلدان شرق أوروبا في كوسوفو وصربيا و البوسنة والهرسك وغيرها ومن قراءة أحداث "25 يناير"في مصر عندما كانت الحشود تطالب بإسقاط النظام في أحداث" يناير" كانت صربيا كلها في الشارع تتظاهر من أجل الفقر و البطالة بعد عشر سنوات من إسقاط انظمتها، يؤكد هذا كله متابعة وقراءة صفحات النشطاء و المنظمات المدبرة بمساعدة موجهي الخطط التي اعدت من خلال المنظمات الامريكية والغربية التي الراعيه لهذه المشاريع فالسيناريو الذي تم ترتيبه هو كالتالى: زرع العناصر الهدامة و المخربة داخل صفوف الجيش من حديثى التجنيد أو المتطوعين لنشر المنشورات ضد الجيش وإحداث بلبلة فى صفوفه أو شراء ولاء بعض القادة الذين ذهبوا للتدريبات و الدورات المجانية خارج مصر وعادة يتم ذلك لإحداث شق و زعزعة فى صفوف الجيش و الشرطة كما حدث فى ليبيا. ويتواجد قناصة مستعدون على الأسطح مثل قناصة" 28 يناير" و باقي الثورات العربية لقتل المتظاهرين و تصعيد الموقف ضد الجيش مثلما حدث في كل دول الثورات الملونة مسبقاً في البلاد الغير عربيه، وأيضاً إنتشار المرتزقة و المأجورين من امثال مرتزقة منظمة "بلاكووتر" و الذي يستحيل تواجدهم صدفة في كل وقت لإحداث فتن و أحداث محسوبة و مدروسة جيداً لكي يقوموا بالقتل و الإغتصاب ونشر الفوضى، "بلاك ووتر " هذه المنظمه التي ينذر اسمها بالشؤوم والمستوحى في الحقيقه من المياه السوداء" لغريت ديسمال سوامب "وهو مستنقع قاذورات مساحته مائه واحدى عشر ألف فدان يمتد من شرق فرجينيا الى شمال شرق كارولينا الشماليه هذه المنظمه كما يقول "جيرمي سكيل Jeremy Scahill " في كتابه "بلاك ووتر اخطر منظمه سريه في العام" مفكرو مركز الابحاث اليميني في "الامريكان انتربرايز استيتيوت American Enterprise Institute " وهو المركز الذي طالما كان في الخطوط الامامية لحركة تخصيص الحكومه والجيش اي تحولها من القطاع العام الى القطاع الخاص ففي 17 آيار/مابو 2006م رعوا مؤتمراَ للمرتزقه في واشنطن العاصمه أسموه "المقاولون في ساحة المعركه:ايجاز حول مستقبل صناعة الدفاع"الذي حضره نائب رئيس "بلاك ووتر" "كوفر بلاك Cofer Black "وقد اكتظت قاعة المحاضرات بممثلين عن مختلف شركات الجيوش الخاصه بالأضافه الى وزارة الخارجيه والبنتاغون كان هذا المؤتمر بالأضافه الى تقديم دراسات ومناقشات من اجل توسعة مهام الجيوش الخاصه وهي طبعاَ فرق الموت والمرتزقه التي تقوم اليوم بالادوار المشبوهه في الاثارة خلال الثورات المعاصره. وتستكمل مستلزمات الخطط الموضوعه ويبدأ الهجوم على سيارات الأمن بالحجاره و عبوات الاصباغ ووضع قطعة قماش مبللة فى "عادم الهواء" كما حدث فى "25 يناير" و تعليمات كيف تثور بحداثه والتي اعدت في" منظمة ألبرت أينشتاين" بقيادة مؤسسها "جين شارب" الخبير في الاستخبارات الأمريكية السابق،وهكذا فقد أحاط النشطاء و أُبلغوا بالإجراءات واستخدموا التكنولوجيا لمزامنة تلك الأحداث،كيف أصبحت حركة المقاومة متطورة هكذا؟ تلقى هؤلاء النشطاء الكثير من الممارسة و التدريبات. من حركة كفاية عام 2004 م وانتخابات عام 2005م وعام 2010م، حركة 6 أبريل 2008 م و حملة كلنا خالد سعيد لعام 2010م. و استفادوا من بعضهم البعض و تم تكييف التكتيكات والاستراتيجيات وفقا لذلك. وكذلك الاستفادة من بلدان أخرى مثل "أوتبور" في صربيا للتدريب والتوجيه، اجتمعت حركة المقاومة في صربيا مع حركات المقاومة المصرية ليستفيد النشطاء من الحركة في صربيا التي أدت إلى إسقاط النظام عام 2000 م في صربيافضلا عن الدروس الأساسية لمقاومة شعبية غير عنيفة، و استفادوا بالطبع من كتابات و استراتيجيات" جين شارب"، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا مقالا عن" شارب" ومصر بعنوان: "الفكرية الأمريكية أنشأت اللعب المستخدمة في الثورة كوسيلة تدريب لمحاكاة الواقع Albert Einstein Institution Manual for a colored revolution in Egypt, 26 pp"الكتاب من إنتاج جين شارب منظمة" ألبرت أينشتين" و مترجم من دار نشر في لبنان، ولاحظ أن المنظمة لدعم الثورات الملونة مما يعني أن ثورة مصر لم تكن إلا ثورة ملونة من إنتاج بيتر أكيرمان ممول منظمات جين شارب على غرار باقي الثورات الملونة حول العالم وكما مذكور في الرابط التالي: <span style="background-color: red;">(<a href="http://www.voltairenet.org/article168693.html" target="_blank"> من هنا</a> )</span>لنسخة الكتاب الكاملة على الرابط التالي:<span style="background-color: red;">(<a href="http://www.scribd.com/doc/47958250/How-To-Protest-Intelligently-Egypt-2011-complete-arabic" target="_blank"> من هنا </a>)</span><br /> لك عقل تفكر به و هناك دلائل بين يديك ابحث عن الحقيقة بحيادية دون الانسياق وراء رأي بعينه واسمح لي ان اقدم لك بعض الدلائل والمؤشرات التي يمكن ان تنطلق منها ، برنامج تدريب المنشقين عن الأنظمة cyberdessidents""ومن اهم المستشارين و الخبراء لهذا المشروع هو" برنارد لويس" صاحب مخطط تقسيم وتصميم الخرائط الجديدة للوطن العربي و ما يتبعه . القناصة هم من المراسلين الصحفيين كما تم القبض على الكثير منهم و بحوزتهم الأسلحة التليسكوبية التى يتم تركيبها فى حقائبهم و تلقوا التدريبات فى منظمات مثل"جيل جديد ". و هذه صور من بعض برامج التدريب على القنص التي تقدمها "منظمة جيل جديد "وهم الرعاة لهذا البرنامج ويمكنك الاطلاع على برنامج منظمة جيل جديد على الرابط التالي:<span style="background-color: red;"> (<a href="http://www.gen-next.org/about/allies" target="_blank">من هنا) </a></span>بعض الصور من برامج التدريب في "منظمة جيل جدي" و هذه الصور من الموقع الخاص بالمنظمة يمكن مشاهدتها على هذا الرابط:<span style="background-color: red;">( <a href="http://www.gen-next.org/index.html/programs/gallery/-/album/5482723470431484737" target="_blank">مـن هـنا</a> ) </span>و لعل أهم هؤلاء الرعاة هو"مؤسسة كويليام Quilliam Foundation "ويمكن الاطلاع على من هم اعضائها ورعاتها على هذا الرابط:<span style="background-color: red;">( <a href="http://www.quilliamfoundation.org/" target="_blank">مـن هـنا) </a></span>و طبعاً منظمة "موفمنتس" الخاصة بتدريب النشطاء هي ايضاَ من الرعاة الاساسيين للاحداث ويمكن الاطلاع على موقعها على الرابط التالي:<span style="background-color: red;">( <a href="http://www.movements.org/" target="_blank">مـن هـنا ) </a></span>"منظمة جيل جديد" تلقى بها الناشطين و أعضاء "6 أبريل " المصريه بعض التدريبات كما هو وارد في هذا الفيديو:<span style="background-color: red;"><span style="color: red;"> (<a href="http://www.youtube.com/watch?v=Dn-SsO_Nc4Y&feature=related" target="_blank">من هنا</a>)</span></span><span style="color: red;"> </span>وليشرح لنا عاقل لماذا منظمة تدعي نشر الديمقراطية تقوم بعمل مثل هذه التدريبات، و ما هي الحقيقة خلف هذه المنظمات اسئلة كثيره تبحث عن اجابه،بالرغم من ان الاجابه واضحه وضوح الشمس. لقد اشاعوا في العالم العبثيه والفوضويه وجاءوا الينا بموضوع اللااستقرار البناء Constructive Instability اوالفوضى الخلاقه او البناءه التي لم نسمع يوماَ ان هناك فوضى ممكن ان تكون بناءه ويمكن ان تساهم في بناء شيء هذا خلاف لسنن الطبيعه فهو ليس الا اضطراب هدام يحاولون ان يسوقوا لنا هذه الفوضى على اساس انها فوضى النظام العالمي الجديد ويعود مفهوم هذا المصطلح الى ثمانينات القرن العشرين حين تحدثت عنه رئيسة الوزراء البريطانيه "مارغريت تاتشر"ثم استخدمه "رونالد ريغان"وقد شجعت السياسات المرتبطه بهذا المفهوم على تبني موجة الليبراليه الجديده ومع سقوط الكتله السوفيتيه تزايد استخدام هذا المفهوم من السياسيين والاكاديميين على اساس انها حاله سياسيه يتوقع ان تكون مريحه بعد مرحلة فوضى متعمدة الاحداث واعتبرها "صموئيل هنغتون " فجوه الاستقرار وهي الفجوه التي يشعر بها المواطن بين ماهو كائن وماينبغي ان يكون ويعتقد ان ايجاد حاله من الفوضى وعدم الاستقرار سوف يؤدي حتماَ الى بناء نظام سياسي جديد ،اما "توماس بارنيت "فقد قسم العالم الى فسمين دول القلب او المركز متمثله في الولايات المتحده وحلفائها ودول الفجوه او الثقب ممثله في باقي دول العالم الاخرى ورأى ان على دول القلب مواجهة دول الثقب وعلى هذه المواجهه سيترتب فوضى خلاقه فعمدت امريكا وحلافائها بعد ان تكبدوا خسائر اقتصاديه وكوارث ماليه من جراء استخدام القوه الخشنه "وهي القوه العسكريه" الى استخدام القوة الناعمه وهي القوه الدبلوماسيه والاستخباريه والتلاعب بمشاعر وعواطف الشعوب واذا استدعى الحال التدخل المباشر والعسكري تحت ذريعة حماية المدنيين وهو ما يفسر لن حجم وكم المؤسسات الامريكيه والغربيه المساهمه في الثورات التي يعيشها وطننا العربي اليوم في العوده الى موضوع الفوضى الخلافه ينبغي ان نعرف ان جميع الدول التي تعرضت الى حالة الفوضى لم تهنيء بالاستقرار رغم مرورر فترات زمنيه طويله والامثله كثيره. بالعوده الى موضوع الثوره المصريه هاهي احدى المؤسسات الامريكيه تسمى مؤسسة "عالم واحدOne World " وهي تعمل بشكل مباشر منذ العام 2005م برعايه من وزارة الدفاع الامريكيه والصندوق الوطني للديمقراطيه الذي يموله مؤسس فكرة الثورات الملونه بالعالم "جورج سوروس "رجل النظام العالمي الجديد الصهيوني و منظمات الهلال الأحمر و هذا الرابط فيه باقي هؤلاء الرعاة:<span style="background-color: red;"> <span style="color: red;"><span style="font-size: large;"><b>(<span style="font-size: small;"> <a href="http://www.owf-eg.org/Arabic/Partners.aspx" target="_blank">من هنا</a>)</span></b></span></span></span>هذه المنظمات التي تتواجد على الاراضي العربيه وتقوم بنشر أفكارهم و يصرخون في كل اتجاه وحدب وصوب و يتغلغلون في مجتماعاتنا تحت افكار وشعارات براقه وينشرون الفتن والفوضى، والشيء المدهش في التظاهرات التي جرت في مصر وبقية الدول العربية هو مدى تنظيم و توافق هذه التظاهرات،أعتقد أن هذا كان له التأثير على نتيجة التظاهرات،من الضرورة أن نشرح كيفية اكتساب المقاومة الشعبية لهذه المهارات. فيما يلي صفحات من دليل يتكون من "26" صفحة عن كيفية توجيه النشطاء للثورة من بداية موجه الاحتجاجات في مصر. الوثيقة تترجم إلى الإنكليزية من "الأطلسي" وتحدد عددا من النقاط الحرجة المركزية للمقاومة المدنية، بما في ذلك مطالب محددة للغاية بشأن نظام مبارك؛ وذكر الأهداف الملموسة للمقاومة الشعبية والخطوات التكتيكية لتحقيق هذه الأهداف. كما قدم الدليل نصائح حول نوع الملابس اللازمة للحماية و كيفية إشراك الشرطة باستخدام الرشاش الملون. بدأت المظاهرات في الأزقة لم يكن قراراَ عشوائياَ. فهوغاية في التكتيك والاستراتيجية بغض النظر عن التكنولوجيا المستخدمة لتنسيق ذلك. حيث تبدأ المظاهرات صغيرة وبعيدا عن الاحتجاجات الرئيسية كوسيلة آمنة للمحتجين لجمعهم معا. كما يتم حشد المزيد من الناس أكثر في الشوارع، وهذا يعطي إحساس بالزخم والثقة. و هذا يدعو الناس إلى الخروج و الانضمام لأنهم يرون صديق أو الأخت أو الجار ينزلون إلى الشارع. و هذا التخطيط مذكور في الدليل. الدليل شدد أيضا على ضرورة أن تظل سلمية وأن لا تشارك في أعمال التخريب، الانضباط ببقائها غير عنيفة يلعب دور أساسي في المقاومة المدنية. المشاركة في الشغب سيدعو الشرطة إلى التدخل لفض النزاعات. ويوصي الدليل أيضا أن يحاول النشطاء الفوز على الشرطة و الجيش بدلاً من مهاجمتهم. و قدم جوجل ايرث خدمات كثيرة مثل استعراض الخرائط على الانترنت لتحديد تكتيكات الثورة. واضع هذا الكتاب هو لمؤلفه "جين شارب" الذي كان يعمل سابقاً كمستشار في الاستخبارات الأمريكية فقد ارتبط اسم "جين شارب "بالكتابة والتأليف في الموضوعات الخاصة بالكفاح السلمي، وقد استقت من كتاباته العديد من التحركات المناهضة للحكومات حول العالم. ويرأس مؤسسة تدعي" ألبرت أينشتين www.aeinstein.org "يمولها "بيتر أكيرمان" الصهيوني ، ويضع "جين شارب" بوضع كل تكتيكات و سبل المقارمة الشعبية و حرب اللاعنف حول العالم و له كتب عدة و ألعاب فيديو جيم لمحاكاة المظاهرات الحقيقية و منها هذا الكتاب: كيف تثور بحدائة . هكذا أحاط النشطاء و أُبلغوا بالإجراءات و استخدموا التكنولوجيا لمزامنة تلك الأحداث. كيف أصبحت حركة المقاومة متطورة هكذا؟ تلقى هؤلاء النشطاء الكثير من الممارسة و التدريبات. من حركة كفاية عام 2004 م وانتخابات عام 2005 م وعام 2010م، حركة 6 أبريل 2008 م و حملة "كلنا خالد سعيد" لعام 2010م و استفادوا من بعضهم البعض و تم تكييف التكتيكات والاستراتيجيات وفقا لذلك. وكذلك الاستفادة من بلدان أخرى مثل أوتبور في صربيا للتدريب والتوجيه. اجتمعت حركة المقاومة في صيربيا مع حركات المقاومة المصرية ليستفيد النشطاء من الحركة في صيربيا التي أدت إلى إسقاط النظام عام 2000 م في صيربيا، فضلا عن الدروس الأساسية لمقاومة شعبية غير عنيفة، و استفادوا بالطبع من كتابات و استراتيجيات جين شارب، و تم الاتفاق علي أربع طرق أساسية لإحداث التغيير هي : 1- الإقناع بالتغيير 2- الضغط البسيط 3-الإجبار علي تقديم تنازلات 4- تفكيك النظام ، و هو أكثر الوسائل خطورة لأنه يعني حالة اللادولة كالصومال . كما ذكرنا من قبل "منظمة موفمنتسMovements " الذراع التنفيذي " Alliance for Youth Movements- AYM" و المسؤوله عن تنفيذ "مشروع الجراس روتسGrass Roots " في العالم:<span style="color: blue;"><span style="background-color: red;"><span style="font-size: large;"><b>(<a href="http://www.movements.org/" target="_blank"> من هنا</a>) </b></span></span></span>هذا تقرير المنظمة عن الثورة المصرية منذ بداية التنظيم و اللقاءات بين شباب التغيير و أعضاء المنظمة كما ذكرنا من قبل و لاحظ وجود لقاءات بين وائل غنيم و أحمد ماهر منذ 2008م:<span style="background-color: red;"><span style="font-size: large;"><span style="color: red;"><b>(<a href="http://www.movements.org/blog/entry/timeline-of-the-january-25-revolution-in-egypt/" target="_blank">مـن هـنا</a>)</b></span></span></span>هذا الرابط فيه الرعاة الرسميين للمنظمة أهمهم وزارة الدفاع الأمريكية و جوجل و فيسبوك و تويتر و بيبسي و جيل جديد و يوتيوب و إيدلمان :<span style="background-color: red;"><span style="font-size: large;"><b>( <a href="http://www.movements.org/pages/sponsors" target="_blank">من هنا</a> )</b></span></span> عن فريق العمل الرئيس يتكون من "جاريد كوهين" - و هو المتبني لتطبيق تكنيك "الجراس روتس "و"جيسون ليبرمان"و" رومان تسوندر" و" سوزانا فيلا" و" راتشيل سيلفر""<span style="background-color: red;"><span style="color: red;"> <span style="font-size: large;"><b>(<a href="http://www.movements.org/pages/team" target="_blank">مـن هنا</a> )</b></span></span></span>هذه هي المطالب العشرة للمنظمة التي لم يبقى منها إلا إلغاء الجيش":<span style="font-size: large;"> <span style="background-color: red;"><span style="color: red;"><b>(<a href="http://aeamisr.org/" target="_blank">من هنا</a>)</b></span></span></span>"سوزانا فيلا "عضو الدعم التقني للمنظمة AYM-Egypt رومان سوندر : أحد أعضاء هيئة في AYM و أيضاُ مؤسس <span style="color: red;"> Gen</span> Next ماجد نواز أحد سفراء المنظمة - عضو القاعدة المنشق و الذي سبق سجنه في مصر و مؤسس منظمة كويليام :<span style="background-color: red;"><span style="font-size: large;"><b>(<a href="http://openaction.org/aym_ambassadors/sb?group_id=10552&page=1#114483" target="_blank">من هنا</a>)</b></span></span>مقال لماجد نواز سفير المنظمة و "مؤسس كويلام "عن مصر بعد الإسلام<span style="color: red;"><b>:<span style="background-color: red;"><span style="font-size: large;">(<a href="http://www.spittoon.org/archives/9240" target="_blank">من هنا</a>)</span></span></b></span>"باتريك مايرPatrick Meier "أحد سفراء المنظمة و مؤسس تنظيم CRISIS" MAPERS" و المسؤل عن تنظيمات الخرائط و كشف مواقع كل مؤسسات الدولة و لهم مواقع كثيرة تساعد على ذلك منها أنت شاهد بالعربية، أحمد صلاح: الناشط الرئيسي في" حركة 6 أبريل "و هو الشخص الثاني مع" محمد عادل" الذين يمثلون عناصر أساسية في ارتباط المنظمة بالمجموعة في مصر" أحمد صلاح" يطلب دعم أوباما و طبعاً هو أحد الأسماء التي وقعت على الخطاب المرسل لأوباما و المذكور سابقاً:<span style="background-color: red;"><span style="color: red;"><b><span style="font-size: large;">( <a href="http://voices.washingtonpost.com/postpartisan/2011/03/egypt_protest_ahmed_maher.html" target="_blank">من هنا</a>)</span></b></span></span>"آيال رفيف" عضو في المنظمة و رئيس منظمة"Mepeace "اليهودي و الذي أرسل خطاب من إسرائيل للمصريين لتهنئتهم بالثورة المصرية، هذا هو خطاب التهنئة الإسرائيلي:<span style="background-color: red;"><span style="color: blue;"><span style="font-size: large;"><b><span style="color: red;">(</span><span style="color: black;">م<span style="color: black;"><a href="http://www.mepeace.org/forum/topics/jewish-letter-of-support-to" target="_blank">ن هنا</a></span></span><span style="color: red;">)</span></b></span></span></span>المفكر الامريكي"نعوم تشومسكيNoam Chomsky " يقول في محاضرة له :ستبذل امريكا وحلفاؤها قصارى جهدها لمنع ديمقراطيه حقيقية في العالم العربي والسبب بسيط جداَ فالغالبية العظمى في المنطقه تعتبر امريكا مصدر التهديد الرئيسي لمصالحها بل ان اغلبية معارضه لسياسات امريكا الخارجيه ومن ثم فان امريكا وحلفاءها لاتريد حكومات تعبر عن الشعوب فلوحدث هذا لن تخسر امريكا سيطرتها على المنطقه وحسب بل ايضاَ ستطرد منها،ماذا عت مصر وهي اهم دوله وان لم تكن مركزاَ رئيسياَ لأنتاج النفط حسناَ في مصر وتونس والدول المماثله توجد خطه للعبه يتم تطبيقها نمطياَ ولاتحتاج عبقريه لفهمها فاذا كان لديك ديكتاتور مفضل يواجه مشاكل فقف بجانبه حتى اخر مدى وعندما يستحيل الاستمرار في دعمه لأي سبب فقم بارساله الى اي مكان ما ثم قم باصدار تصريحات رنانه عن حبك للديمقراطيه ثم حاول الابقاء على النظام القديم ربما بأسماء جديده وقد حدث هذا مراراَ وتكراراَ حدث مع "سيموزا"في نيكاراغوا ومع "ماركوس"في الفلبين و"ديفيلييه"في هاييتي وزعيم كوريا الجنوبيه و"مابوتو"في الكونغو و"تشاوشيسكوا "مفضل الغرب في رومانيا و"سوهارتو"في اندنوسيا انه امر نمطي تماماَ وهذا بعينه مايحدث في مصر.يقول الفيلسوف والروائي الروسي "ليو توليستوي " <span style="color: #3d85c6;">(1828م-1910م)</span> في أحد كتاباته أن "المفكرين الأحرار هم أولئك المستعدون لاستعمال عقولهم بدون حكم مسبق، وبدون خوف، لفهم الأِشياء التي تتعارض مع أعرافهم وامتيازاتهم، وما يؤمنون به، فطريقة تفكير كهذه ليست شائعة، ولكنها متطلب أساسي للتفكير الصحيح، وعندما يفقد هذا "التفكير الصحيح"، فأنّ الحديث جدير به أن يصبح أسوء من عقيم و عديم الفائدة."التفكير الصحيح، حسب نظرتنا المتواضعة، يبني علي "حرية العقل"mind وهو الوضع الذي يختفي فيه الحكم المسبق، ويزول فيه الخوف من فهم ما هو مختلف،لذلك نحن نبحث في هذا الجانب من موضوع الثورات العربية وفق المعطيات التي نجدها شاخصه امامنا عن الدور الخارجي او الاجنبي في تلك الثورات لكن دون اغفال حق الشعوب في التغيير نحو الافضل وعلى القوى السياسية والثوار الوطنيين القيام بالدور الحقيقي لعدم السماح بالتدخل الاجنبي وكذلك عدم الانجرار خلف محاولات تكسير اواصر الوحدة الوطنية لتلك البلدان، واقول اذا كان شجر الحنظل مر المذاق ولايتقبله الناس فهو يطرد الثعابيين.</div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi5YXe2BWiSAskKi7y0oyiyLWkGLFUXHAjZNvWNhWJTYanB1CDtdylr69sZuWID5TJtHGIFOVWw3CbJnigXUnD55l-FC82VRwdBdWrtWuKmIu9QQ0_DYM-M69CTA4vdCaWGGyQFs9frh11j/s1600/LEMONDE.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi5YXe2BWiSAskKi7y0oyiyLWkGLFUXHAjZNvWNhWJTYanB1CDtdylr69sZuWID5TJtHGIFOVWw3CbJnigXUnD55l-FC82VRwdBdWrtWuKmIu9QQ0_DYM-M69CTA4vdCaWGGyQFs9frh11j/s1600-rw/LEMONDE.jpg" /></a></div> لومــــــوند : د عبد الكريم صالح المحسن : <br /> <div style="text-align: justify;"> الجمهورية الإسلامية الباكستانية كما تعرف رسمياً، هي دولة في جنوب آسيا، انفصلت عن الهند البريطانية على أساس ديني، حيث اعتبرت أنها دولة المسلمين الهنود والهند دولة الهنود الهندوس، وهي دولة نووية. وكلمة "باكستان" تعني الأرض النقية أو الأرض الطاهرة.تقع باكستان ضمن شبه القارة الهندية التي تحدها من الشمال سلسلة جبال الهملايا ومن الغرب جبال هند كوش وسليمان وافغانستان وايران ثم تمتد الهند الى الجنوب في شبه جزيرة يقع بحر العرب في غربها وخليج البنغال في شرقها وسريلانكا في طرفها الجنوبي ويتجه الاقليم الشمالي منها الى الشرق حيث جبال آسام، وتفتقد الهند وحدة الجنس واللغة والدين، فهي وطن لأمم عديدة متباينة فالسلالات العرفية واللغات والديانات تختلف بعضها عن بعض، ويرجع اصل سكان شبه القارة الهندية الى أصول سكان سومطرة واستراليا وسريلانكا ولغاتهم القديمة في أصولها لغات سكان جزر المحيط الهادي والمحيط الهندي،وقد احصى "جريرسون Grierson" اللغات واللهجات التي يتكلمها هؤلاء السكان فبلغت نحو مائتين وخمس وعشرين لغة ولهجة اكثرها لا يكتب بحروف، وبالرغم من هذا التنوع فلا تكاد تكون في الهند لغة واحدة تستطيع ان تفرض نفسها على بقية اللغات الاخرى.في مستهل القرن العشرين بدأت حركات التحرر والاستقلال بالقوة وكان من أهمها حزب المؤتمر الوطني الهندي"في سنة 1885م تأسس حزب المؤتمر الوطني الهندي بموافقة السلطات البريطانية وهو هيئة غير رسمية، ومؤسسه شخص انكليزي يدعى "الان اوكتوفيان هيوم Alan Octovian Hume" كان موظفاً في حكومة الهند وهدفه توطيد الروابط بين الهند وبريطانيا، وتحرك الحزب من اجل توفير تمثيل اكثر للهنود في المجالس الاقليمية والمركزية، وطالب بتحسين فرص العمل للهنود في الخدمة المدنية والعسكرية. وتطور الحزب فاصبحت له فروع محلية ولجان عامة، ومع ان الحزب كان مشرعاً لكل الهنود الا أنه كان ذا طابع نخبوي في سنواته الاولى وعضوية محددة بطبقات معينة، فأولئك الذين انضموا للمؤتمر كانوا اساساً هندوس ومسلمين هنود في المستوى الاجتماعي نفسه مع بعض الاستثناءات المهمة، وبقي المسلمون منعزلين بضياع الهوية الاسلامية في حركة حزبية يتفوق فيها الهندوس عدداً على المسلمين بنسبة كبيرة" الذي جمع في بداية عهده العديد من زعماء الهند المسلمين والهندوس كمحمد علي جناح وأحمد خان وجواهر لال نهرو إلا أنّه سرعان ما تكشّف لزعماء المسلمين نوايا بعض القيادات الهندوسية لحزب المؤتمر الوطني الهندي من خلال عدة أمور كان أبرزها معارضتهم إبقاء اللغة الأوردية اللغة الرسمية في الادارات الحكومية والمحاكم والمدارس في المناطق الشمالية الغربية من الهند والتي يتكلم غالبية سكانها لغة "الأوردو" وعلى هذا الأساس حثّ" أحمد خان" المسلمين على عدم الاشتراك في حزب المؤتمر الوطني الهندي، وقام بتأسيس المؤتمر التعليمي الإسلامي الذي انبثق عنه لاحقاً في العام 1906 م حزب الرابطة الإسلامية الذي أخذ على عاتقه قيام دولة خاصة للمسلمين، كما قررّ محمد علي جناح أن يقطع علاقته بحزب المؤتمر االوطني الهندي نهائياً في العام 1920 م بعد أن شغل منصب سكرتير رئيس الحزب ليترأس حزب الرابطة الإسلامية وليبدأ مطالبته بتشريعات تضمن للمسلمين حماية دينهم ولغتهم، ثم صعّد مطالبه في اجتماع للرابطة بمدينة لاهور عام 1940م دعا فيه إلى تقسيم شبه القارة الهندية إلى كيانين هما الهند وباكستان على أن تضم الأخيرة كل مسلمي الهند، عُرف هذا الإعلان فيما بعد بإعلان لاهور، لقي هذا الإعلان تأييداً واسعاً من قبل المسلمين، كما وقعت العديد من المصادمات بين المسلمين والهندوس في أواسط الأربعينات، مما جعل بريطانيا إضافة إلى حزب المؤتمر القومي الهندي يوافقان على إجراء عملية تقسيم الهند. أما "المهاتما غاندي" صاحب فلسفة اللاعنف فقد وجّه له جناح رسالة يبرّر فيها موقفه ويدعوه إلى احترام فكرة أن المسلمين الهنود يشكلون أمة بكل مقوماتها ولابدّ لهم أن ينشئوا كيانهم المستقل، ردّ عليه المهاتما غاندي بمحاولة إقناعه بالعدول عن توجهاته كما اقترح على جناح منصب رئيس أول جمهورية في الهند المتحدة لكن جناح رفض ذلك. لم يستسلم غاندي فأخذ يدعو إلى الوحدة الوطنية بين الهندوس والمسلمين طالباً بشكل خاص من الأكثرية الهندوسية احترام حقوق الأقلية المسلمة لكنه لم يفشل فحسب وإنما قادت دعواته هذه – أيّ الدعوة إلى احترام حقوق المسلمين - أحد المتعصبين الهندوس إلى اغتياله بتهمة الخيانة العظمى في العام 1948 م.وكان لانتصار الافغان بقيادة امان الله " ولد عام 1899م في كابل، اصبح اميراً على افغانستان بعد مقتل ابيه حبيب الله في شباط سنة 1919م، قاد الحرب ضد القوات البريطانية في ايار سنة 1919م وكان النصر حليفه فاضطرت بريطانيا الى منح بلاده الاستقلال، اصدر دستوراً للبلاد سنة 1923م. اندلعت الحرب الاهلية في البلاد سنة 1924م واستطاع اخمادها، اصبح ملكاً على افغانستان سنة 1926م، وفي سنة 1928م قام برحلة ترفيهية الى اوربا وبعد عودته الى البلاد حاول الاصلاح على النهج الغربي، حيث وقف ضد رجال الدين الامر الذي ادى الى اندلاع شرارة الحرب الاهلية مرة ثانية يوم 28 تشرين الثاني سنة 1928م، وتنازل عن العرش لاخيه عناية الله في 14 كانون الثاني سنة 1929م "على البريطانيين سنة 1919م وحصولهم على الاستقلال اثر كبير في ظهور مقاومة الهنود للبريطانيين وقد ادى ذلك الى قيام البريطانيين بدراسة مشروع عرف باسم "اصلاحات مونتاجو- تشيلمسفوردMontague -Chelmsford Reforms " تضمن أدخال تعديلات على صلاحيات وزير الهند ومجلس الهند واحداث وظيفة جديدة بعنوان "مفوض الهند" يكون مركزها لندن، وتشكيل مجلسين الاول، مجلس الدولة ويضم 60 عضواً منتخباً ومعيناً، والثاني، مجلس تشريعي يضم 150 عضواً منتخباً. ويعد هذا المجلس الاول من نوعه في شبه القارة الهندية اذ يمارس فيه حق الانتخاب. والتحرر وهو اول من نادى بدولة خاصة بالمسلمين في اجتماع حزب العصبة الاسلامية في مدينة لاهور سنة 1940م. استمر بالنضال حتى حصول باكستان على استقلالها في 15 اب 1947، فأصبح اول رئيس للدولة: توفي في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر سنة 1948م.أصبحت باكستان في 14 آب/أغسطس من عام 1947م دولة مستقلة من دول رابطة الشعوب البريطانية (الكومنولث)، كما حصلت الهند على استقلالها في اليوم التالي لهذا التاريخ، وقد أصبح "محمد علي جناح" الذي يعتبر مؤسس دولة باكستان أول رئيس حكومة في باكستان. يرى الكثير من مؤيدي فكرة استقلال باكستان عن الهند أّنها خلّصت المسلمين الهنود من تعصّب الهندوس الأعمى وتحكمهم في رقاب المسلمين ويأتي في مقدمة هؤلاء شاعر الإسلام محمد إقبال الذي كان يحلم بإنشاء وطن للمسلمين في شبه القارة الهندية، ولكنه لم يعش حتى يرى ما كان يتمناه ويحلم به حقيقةً، إذ توفي سنة (1357هـ- 1938م) قبل أن تظهر دولة باكستان، أثمرت جهود الجماعة الإسلامية في العام 1956م بكتابة دستور للبلاد يراعي في بعض بنوده تطبيق الشريعة الإسلامية كما أخذت الدولة حينها اسم "جمهورية باكستان الإسلامية" وكان اللواء "اسكندر ميرزا" أول من تقلّد منصب رئيس الجمهورية، وبدأت باكستان في تلك الفترة بإنشاء العديد من المشاريع التنموية الضخمة.لقد اتضحت زيادة اهتمام الولايات المتحدة الامريكية بمنطقة الشرق الاوسط من خلال التصريحات التي ادلى بها المسؤولون الامريكان من مختلف المستويات. فقد اكد الجنرال "دوايت ايزنهاورDwight Daivd Eisenhawer" في حملته الانتخابية عام 1951 م على اهمية الشرق الاوسط اذ قال: "اما فيما يتعلق بالاهمية السياسية لهذه المنطقة فليست هناك منطقة في العالم لها اهمية من الناحية الاستراتيجية اكثر مما للشرق الاوسط"، على الصعيد الدولي خرج حلفاء الولايات المتحدة الامريكية وبشكل خاص بريطانيا من الحرب ضعفاء اقتصادياً وعسكرياً حتى ان سيطرة بريطانيا على مستعمراتها بدأت تتزعزع إن لم نقل انهارت، ومن هنا جاء المقترح البريطاني لانشاء "منظمة الدفاع عن الشرق الاوسط "في تشرين الاول/اكتوبر سنة 1952م حين قام رئيس وزراء تركيا "عدنان مندريس" بزيارة الى لندن لمناقشة الموضوع، وتمخضت تلك الزيارة عن مقترح بريطاني تركي بضرورة انضمام العراق لمثل هذه المنظمة، وكان الموضوع قيد النقاش عبر المراسلات الدبلوماسية خلال الاشهر شباط واذار ونيسان سنة 1953م بين كل من العراق وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية. ومن بين المقرحات التي تقدم بها وزير الدفاع العراقي نوري السعيد ان تكون للمنظمة ابعاد سياسية لا عسكرية فقط وان لا يعطى للدول العربية فيها موقع ادنى. ولكن هذه المنظمة لم تر النور في واقع الحال رغم كثرة ما دار حولها من نقاشات، الامر الذي جعل الولايات المتحدة الامريكية تتبنى المشروع في اطار ستراتيجية امريكية جديدة تجاه المنطقة. كما أن وزير الخارجية الامريكي "جون فوستر دالاس John Foster Dulles" اكد في الوقت نفسه على ممارسة السياسة التي يدعو اليها وهي تطويق الاتحاد السوفيتي قائلاً "اذا سقطت هذه القلعة ]المقصود هنا الشرق الاوسط[ بيد الروس يترتب على ذلك اختلال في توازن القوى ينتج عن سيطرة الروس على سائر طرق المواصلات بين الشرق والغرب وبين آسيا وافريقيا". وان منطقة الشرق الاوسط تستحق اهتماماً خاصاً من وجهة نظر السياسة الامريكية ففيها مجال او فراغ تستطيع الولايات المتحدة الامريكية ان تملأه خصوصاً وان لها في المنطقة مصالح طائلة.ويتضح اهتمام الولايات المتحدة الامريكية بالشرق الاوسط ايضاً من خلال احاديث المسؤولين الاخرين عن السياسة الامريكية الذين اكدوا ان هذه المنطقة عصب حياة الولايات المتحدة الامريكية. واصر هؤلاء الساسة على ضرورة دخول الولايات المتحدة الى منطقة الشرق الاوسط، وعلى حد تعبير السفير الامريكي في الكيان الصهيوني "جيمس مكدونالد MC Donald James" ان الولايات المتحدة الامريكية لا تستطيع ان تجلس في المقاعد الخلفية عند بحث شؤون الشرق الاوسط فالخطر الشيوعي يتزايد وبريطانيا غير قادرة على تحمل المسؤولية كاملةً لحماية مصالح الدول الغربية في المنطقة وعلى الولايات المتحدة ان تتحمل قسطاً اكبر من الاعباء. نجحت هذه الدعوات في حمل وزارة الخارجية الامريكية على التحرك الدبلوماسي تجاه الشرق الاوسط ، ففي ربيع سنة 1953م قام وزير الخارجية الامريكي جون فوستر دالاس برحلة حول العالم استهلها بزيارة الشرق الاوسط بادئاً بالقاهرة بوصفها مفتاحاً سياسياً وحجر الزاوية بالنسبة الى المشاريع الامريكية. وفي زيارته هذه طلب من الحكومة المصرية الانضمام الى مشروع الدفاع عن الشرق الاوسط، لكن جوبه برفض صريح.المعارضة التي واجهها دالاس من الحكومة المصرية اثناء زيارته لمصر ترتب عليها وضع أسس ومقترحات اخرى تبناها دالاس واخذت السياسة الامريكية تطبقها فيما بعد وهي فكرة "الحزام الشمالي" الذي تقرر اقامته في مواجهة الحدود السوفيتية على ان تكون ركيزته تركيا وايران وباكستان.العلاقات الباكستانيه - الامريكيه مرت بثلاث مراحل مهمه ، المرحلة الاولى هي مرحلة التأسيس التي جاءت بعد استقلال الباكستان في العام 1947م حيث كانت الباكستان تبحث عن قوى عظمى تقف معها حتى تساعدها في تخطي عقبات وصعوبات بداية الاستقلال هذا من جانب ومن جانب اخر كانت الولايات المتحده الامريكيه تخطط لتطويق الاتحاد السوفيتي بدوله خليفه لها من هنا فقد رحبت الولايات المتحده الامريكيه باقامة علاقات مع باكستان ، إلا أن العلاقة فريدة في طبيعتها. فعلى مر التاريخ، لم يواجه حليف للولايات المتحدة هذا الكم من مختلف أنواع الحظر الأمريكي مثلما واجهته وتواجهه باكستان، وينبع ذلك في الأساس من كون العلاقة معتمدة على اهتمامات استراتيجية بدلاً من كونها شراكة حقيقية. فقد أقامت الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع باكستان في العام 1949م، على وجل في البداية،وإلا أنه منذ إدارة أيزنهاور، بدأت باكستان والولايات المتحدة في تطوير علاقات أكثر دفئاً. وقد كان كانت المصالح الاستراتيجية في ذهن كل من الطرفين، فالولايات المتحدة أصبح في مقدورها تأمين مصالحها السياسية عبر باكستان، بينما حصلت باكستان على المعونات المالية، وهي الدولة المترنحة على شفا الإفلاس دوماً بسبب سلسلة من الحكومات العسكرية. نموذج العلاقة كان يشبه "الاستعانة بمصادر خارجية outsourcing", حيث تصدر الولايات المتحدة مهمة مكافحة الإرهاب إلى الجيش الباكستاني ومقابل ذلك تدفع للحكومة الباكستانية. الاتفاقية الأمريكية لإمداد باكستان بالمعونة الاقتصادية والعسكرية وشراكة باكستان في حلف بغداد، سنتو CENTO وسياتو SEATO قوت من عرى العلاقة بين البلدين. وفي ذلك الوقت، كانت علاقة باكستان بالولايات المتحدة وثيقة للغاية وحميمة لدرجة أنها وُصفت بأنها أحلف حلفاء "most-allied ally" الولايات المتحدة في آسيا. الباكستانيون شعروا بالخذلان وعدم المكافأة على المخاطر التي تجشموها في تأييد الولايات المتحدة. - وبعد أزمة قاذفات القنابل U-2 عام1960م، هدد الزعيم السوڤييتي نيكيتا خروشوڤ بمحو مدن باكستانية من الوجود. إيقاف الولايات المتحدة المساعدة العسكرية أثناء الحرب الهندية الباكستانية عام 1965 أثار شعوراً واسع النطاق في باكستان بان الولايات المتحدة ليست بالحليف الذي يمكن التعويل عليه. وبالرغم من أن الولايات المتحدة قد أوقفت المعونات العسكرية لكل من البلدين الضالعين في النزاع، فإن الإيقاف كان ضرره على باكستان أشد وقعاً وبلاغة. بالتدريج، تحسنت العلاقات وتم استئناف بيع الأسلحة في 1975م. ثم في أبريل 1979م، قطعت الولايات المتحدة المساعدة الاقتصادية عن باكستان، عدا المعونات الغذائية، حسبما تطلب تعديل سيمنگتون لقانون المعونات الخارجية الأمريكية لعام 1961م، بسبب مخاوف حول برنامج باكستان النووي.والمرحله الثانيه هي مرحلة التقارب والتحالف حيث كانت تطلعات الولايات المتحده الامريكيه لأدارة الحرب البارده في مواجهة الاتحاد السوفيتي واحتواء الشيوعيه العالميه مما ادى الى قيام سياسة الاحلاف الامريكيه التي عملت على جذب الباكستان صاحبة المشكلات المختلفه مع الهند اليها للدخول في عدد من الاحلاف العسكريه منها اشتراكها مع الدول المؤسسه لحلف جنوب شرق اسيا ،ثم الدور الامريكي في قيام حلف بغداد وفي انضمام باكستان اليه وقدمت الولايات المتحده الدعم العسكري خلال فترة التقارب والذي شهد افضل فترات تلك العلاقه حتى عام 1960م ونهاية حكم الرئيس ايزنهاور. الغزو السوڤييتي لأفغانستان في كانون الاول/ديسمبر1979م أظهر الإهتمام المشترك لباكستان والولايات المتحدة في سلام واستقرار جنوب آسيا. وفي عام 1981م، وافقا الولايات المتحدة وباكستان على برنامج مساعدة عسكرية واقتصادية قدره 3.2-بليون دولار يهدف لمساعدة باكستان على التعامل مع الخطر المتزايد على الأمن في المنطقة ولمتطلباتها في التنمية الاقتصادية. وبمساعدة الولايات المتحدة - في أكبر عملية سرية في التاريخ - سلحت باكستان ودعمت المجاهدين في أفغانستان في قتالهم ضد السوڤييت،الأمر الذي أدى في النهاية إلى هزيمة السوڤييت، وانسحابهم في 1988م.آخذاً في الاعتبار اعتبارات الأمن القومي وتأكيدات باكستان بأنها لم تكن تـُعنى ببناء سلاح نووي، ولذلك فقد أزال الكونغرس قيود (تعديل سيمنغتونSymington Amendment ) على المساعدة العسكرية للباكستان. وفي اذار/مارس 1986م، وافق البلدان على ثاني برنامج متعدد السنوات (س.م. 1988-93) بمبلغ 4 بليون دولار للتنمية الاقتصادية والمساعدات الأمنية. إلا أنه في 1 تشرين الاول/اكتوبر 1990م، أوقفت الولايات المتحدة جميع المساعدات العسكرية والمعونات الاقتصادية الجديدة إلى باكستان حسب" تعديل پرسلر"، الذي اشترط على الرئيس الأمريكي أن يقدم شهادة سنوية أن باكستان "لا تملك جهاز متفجر نووي." وقد عبر عن ذلك بشكل واضح في 2 كانون الثاني/يناير سنة 1954م السناتور "وليم جي نولاند William J. Noland" زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ بقوله "ان باكستان تعد من بين اقطار العالم المهمة وأَحد المنافذ ذات الصلة الوثيقة بالدفاع ضد الاتحاد السوفيتي". ولم يقتصر الامر في هذا المجال على" نولاند" وحده بل أن الكونكرس الامريكي كان مسانداً للحكومة في التقرب من باكستان وضمها الى سياسة الأحلاف الدفاعية لمواجهة أي خطر شيوعي يهدد المصالح الغربية في الشرق الأوسط والمحيط الهندي.لم يكن للموقف الاسيوي المعارض تاثير سلبي على التقارب الامريكي – الباكستاني ففي 4 كانون الثاني/يناير عقد الرئيس ايزونهاور مع وزير الخارجية دالاس ووزير الدفاع ولسن ومدير العلاقات الخارجية في البيت الابيض "هارولد ستاسين Harld Stassen" اجتماعاً كرس لموضوع المساعدات الامريكية لباكستان وتم في هذا الاجتماع اتخاذ قرار الموافقة على المساعدات . وصادق الكونكرس من جانبه على المساعدات في 14 كانون الثاني/يناير سنة 1954م، بعد ان شدد دالاس على اهمية ذلك للمحالفات الدولية للولايات المتحدة الامريكية.لقد اعلم المسؤولون الامريكان القائد الباكستاني بان الولايات المتحدة الامريكية تسعى الى اقامة حلف عسكري، وهذا ما اكده ايوب خان نفسه بعد عودته الى كراتشي عندما اخبر حكومته بان الولايات المتحدة الامريكية عازمة على اجراء مناقشات رسمية مع الحكومة الباكستانية لاقامة حلف عسكري في الشرق الاوسط تكون باكستان احد مرتكزاته الاساسية . وكان ذلك الاساس الذي تمحورت حوله كل الاتصالات التي جرت بعد ذلك بين الجانبين.تعمق التواصل الدبلوماسي بين البلدين اثر الزيارة التي قام بها حاكم باكستان العام "غلام محمد" الى واشنطن في "تشرين الثاني/نوفمبر سنة 1953م، اذ التقى الرئيس "ايزنهاور" وكلاً من وزير الخارجية والدفاع "دالاس" "وتشارلس" وتركز الحديث في هذه اللقاءات على ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين والمساعدات العسكرية الامريكية لباكستان.اخذت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان تتطور على مختلف الصعد فقد تم في 16 كانون الثاني سنة 1954م عقد معاهدة صداقة وتجارة بين البلدين لاتخضع لقيود، وكان على كراتشي بموجبها ان تمنح الرعايا الامريكان الحقوق نفسها التي يتمتع بها الرعايا الباكستانيون في الولايات المتحدة، كما عقدت الحكومة الباكستانية اتفاقية مع شركة ستاندر فاكيوم للبحث عن النفط في منطقة مساحتها 20.000 ميل مربع. وبموجب هذه الاتفاقية ستتحمل باكستان 35% من تكاليف البحث عن النفط وتتحمل الشركة المذكورة القسم الباقي من التكاليف. ووقفت الصحف الامريكية الى جانب الحكومة وعبرت عن ذلك صحيفة نيويورك تايمس حين كتبت في 14 شباط سنة 1954 تقول "ان اهمية ادخال باكستان في موضوع الدفاع عن الشرق الاوسط اكبر من اهمية الحفاظ على العلاقات مع الهند"في هذه الأثناء أبرمت باكستان اتفاقية للتعاون العسكري مع الولايات المتحدة الأميركية, وانضمت إلى "معاهدة منظمة دول جنوب شرق آسيا" ثم إلى "حلف بغداد" الذي يضم -إضافة إلى إيران والعراق- كلا من المملكة المتحدة والولايات المتحدة.وخلال انعقاد القمة الافرو-اسيوية في باندونغ في اندنوسيا خلال شهر نيسان سنة 1955م اصر محمد علي بوكرا على عدم توجيه الانتقاد الى حلف جنوب شرق اسيا واطلق تسمية الامبريالية على الروس وليس على الغرب،لكنه من ناحية اخرى حاول تهدئة الصين بالتأكيد لرئيس وزارئها "شوان أين لاي Chou-En-Lai" بان بلاده تسعى الى اقامة علاقات ودية مع بكين على الرغم من انضمامها الى حلف جنوب شرق اسيا وعقدها معاهدة امنية مع الولايات المتحدة الامريكية. وكان لهذا الموقف صداه لدى رئيس وزراء الصين الذي صرح بعد هذا اللقاء قائلاً "نحن حققنا تفاهماً متبادلاً رغم اننا ما نزال ضد ابرام حلف جنوب شرق اسيا".وخلال المؤتمر السنوي التاسع لمعهد الشرق الاوسط في الولايات المتحدة الذي انعقد خلال شهر ايار سنة 1955م استغل انور علي ممثل باكستان وجود المؤسسات الدولية المشاركة في المؤتمر وطالب باقامة احلاف دفاعية الى جانب الولايات المتحدة الامريكية.وفي 5أذار/مارس1959م أبرم البلدان اتفاقية للتعاون العسكري أقامت بموجبها الولايات المتحدة قواعد عسكرية لها في ضواحي مدينة بيشاور لمراقبة التحركات العسكرية السوفياتية. ووفقا لهذه الاتفاقية فإن الولايات المتحدة تتدخل عسكريا لنصرة باكستان في حال تعرضها لأي عدوان خارجي. عند نشوب النزاع الحدودي بين الهند والصين عام 1962م قدمت الولايات المتحدة الأميركية مساعدات عسكرية للهند دعما لقدراتها الدفاعية. هذا الدعم اعتبرته باكستان مخلا بالتوازن العسكري في المنطقة, الأمر الذي سبب فتورا في العلاقات بين البلدين. وأثناء حرب عام 1965م بين الهند وباكستان واستنادا إلى الاتفاقية العسكرية المبرمة بين البلدين, طلبت باكستان من الولايات المتحدة النجدة لرد العدوان الهندي, إلا أن هذه الأخيرة فضلت معالجة المسألة عبر الأمم المتحدة, وفرضت حظرا على بيع الأسلحة لكلا البلدين المتنازعين. وفي عام 1971م لعبت باكستان دور الوساطة في تأمين اجتماع بين وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر والوزير الأول الصيني شو ون لاي, الأمر الذي أعاد الدفء إلى العلاقات بين البلدين وأدى إلى استئناف تزويد باكستان بالأسلحة.وكانت المرحله الثالثه هي مرحلة تدهور العلاقات الباكستانيه الامريكيه والتي بدأت تأخذ طريقها مع تغير الظروف الدوليه حيث اشتعل النزاع الهندي الصيني ونظراَ لخوف الولايات المتحده الامريكيه من انتصار للشيوعيه وقفت الى جانب الهند مما اغضب حليفتها الباكستان والتي حاولت التقارب مع الصين رداَ على التقرب الامريكي للهند،واستمر التدهور في العلاقات بينهما حتى غذت الأزمات المتلاحقة التي شهدتها العلاقات الأميركية - الباكستانية مؤخرا التوترات داخل إدارة الرئيس بارك أوباما حول نوعية العلاقة بين الدولتين والجهة التي ينبغي أن تضطلع بهذه المهمة. وقد أعاق التدهور في العلاقات الباكستانية - الأميركية محاولات إدارة أوباما تحسين العلاقات الهشة بين باكستان وأفغانستان، ففي حديثه لمجلة "دير شبيغل" الألمانية عشية اجتماع بون أشار إلى أنه يعتقد أن أقرب جيران كابل يحاول تخريب فرص مفاوضات للسلام. ويرى كثير من دبلوماسيي الخارجية الأميركية في النزاع الحدودي، أحدث الأمثلة على الانفصال بين ما وصفه أحد مسؤولي وزارة الخارجية بالأهداف الأمنية قصيرة المدى والأهداف الدبلوماسية بعيدة المدى. فقد وسعت الطبيعة العالمية للحرب ضد "القاعدة" والمنظمات الإرهابية من وجود الجيش الأميركي وعملاء الاستخبارات في دول وسفارات أميركية إلى حد زيادة أعدادهم وإنفاقهم على نظرائهم المدنيين، الذين تتضمن مهامهم أعمالا تتجاوز المهام الأمنية التي تدربوا عليها. ويقول مسؤول بوزارة الخارجية، الذي تحدث عن المخاوف الدبلوماسية "لقد تحولت الدبلوماسية من نواح عدة إلى مفارقة تاريخية". هذا الخلل يتضح بجلاء في باكستان، حيث تحاول إدارة أوباما دعم الحكومة المدنية الضعيفة في الوقت التي تمول وتنفق فيه بسخاء وترعى الجيش العنيد وتشن عمليات مكافحة للإرهاب عبر وجود استخباراتي موسع وهجمات بطائرات من دون طيار. وعلى الرغم من نفاد صبر الخارجية الأميركية والبنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية وعدم ثقتهم في الباكستانيين، فإن الدبلوماسيين الأميركيين أشاروا إلى أن المظاهر والمفاهيم ربما تشكل أهمية بقدر التحركات الرامية إلى تحقيق الأهداف الأميركية؛ خاصة أن أحدها إقناع المعادين بقوة الولايات المتحدة أن أميركا ترغب في تقديم العون، لا الإضرار بباكستان.ويبدوا ان العلاقات الباكستانيه – الامريكيه ستستمر بالتدهور خصوصاَ اذا ماعرفنا بانها من ضمن الدول التي ستطالها يد التغيير والتقسيم يوماَ ما بالرغم من انها من الدول التي وقفت مع الجانب الامريكي في مايسمى الحرب على الارهاب لكن المصالح الامريكيه تبقى هي الاساس لسياستها الخارجيه وعلاقاتها الدوليه غالباَ ما تكون مرحليه فهي قائمه مادامت مصلحتها قائمه وهي متدهوره مادامت مصالحها قد انخفض مؤشرها ولاننسى المقوله الامريكيه "فأما معنا او مع الارهاب" . <br /></div> </div>
<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj06cUVZhZ7kApXWlJ-ivqw2SDjEtk8z21qr7olhBEeVMmv-Zhg_RzJOvtbnxFEnpuWlBXvC-cW5IIbbZGpRKwc2rLYvG34XB5KaX4QG2ywIx83A0tdPsOMbe7DVRRZ2fS1YFTwpwH4azU/s1600/LEMONDE.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" loading="lazy" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj06cUVZhZ7kApXWlJ-ivqw2SDjEtk8z21qr7olhBEeVMmv-Zhg_RzJOvtbnxFEnpuWlBXvC-cW5IIbbZGpRKwc2rLYvG34XB5KaX4QG2ywIx83A0tdPsOMbe7DVRRZ2fS1YFTwpwH4azU/s1600-rw/LEMONDE.jpg" /></a></div> لومـــــوند : عبد الكريم صالح المحسن : <br /><div style="text-align: justify;"> الصراع الدولي بين القوى الكبرى في العالم بلاشك تعتبر من الظواهر المؤثره على الامن والسلام الدوليين وتهدد استقرار واستقلال بقية الدول وان هذا الصراع هو في تغيير مستمر كلما تغيرت الاهداف التي تسعى اطرافه للوصول اليها وان القوى الدوليه تتطلع وبشكل دائم الى دور مميز وبارز في ادارة شؤون العالم وتعمل من خلال ذلك على تحقيق مصالحها الحيويه واهدافها استراتيجيتها العليا والصراع الاستراتيجي في عمقه وجوهره يقوم بسبب التعارضبين المصالح والاهداف والتنافس الدائم من قبل هذه الدول من اجل بسط سيطرتها وتفوذها بكل مامتاح امامها .الموضوع متداخل ويحتاج المزيد من البحث والرجوع الى الجذور التاريخيه لذلك نحتاج الى ربط جميع الوقائع والاحداث والنظريات من جانب والمستجدات من جانب اخر لذلك فعملية ربط الماضي بالحاضر من صلب منهج هذا البحث . ان نظريات الصراع الاستراتيجي ووسائله قد تطورت في اعقاب الحرب العالميه الثانيه وفي ظل نظام التوازن الدولي ثنائي القطبيه ومنذ نهاية الحرب العالميه الثانيه اصبحت مثلاَ منطقة الشرق الاوسط بمدلولها الواسع يشمل تركيا وايران وباكستان وافغانستان ومحورها الاستراتيجي الوطن العربي مسرحاَ لتيارات الصراع الاستراتيجي بين القوى العظمى ومااكثر ماسعت تلك القوى فمرة منفرده ومرة مجتمعه من اجل السيطره على هذه المنطقه واحتوائها واستغلال ثرواتها وتسخير مقدراتها ذات التاثير الفعال في الشؤون الدوليه لخدمة اهدافها القريبه والعيده والمباشره وغير المباشره وبالرغم من اختلاف سياسات ومصالح الدول الاجنبيه الا انها عملت بكل ما استطاعت من اجل تمزيق وحدة الامه ومنع تحقيق تكاملها الاقتصادي والسياسي وهنا لابد لنا من المرور برؤية "هانز مارجانثوMorgenthau " فيما يخص القضيه التي تحكم الصراع الدائم بين الدول الكبرى من اجل الوصول الى الوضع الافضل في سبيل تحقيق اهدافها القوميه لذلك تستند كل دوله لبلوغ غاياتها الى تخطيط استراتيجيه متكامله تعتمد على دراسة اوضاعها في ضوء امكاناتها الماديه والمعنويه وتركز نظرية "مارجانثو" على فكرة المصلحه والقوه والمصلحه في مفهوم هذه النظريه تتحدد في اطار القوه التي يسميها "مورجانثو"بفكرة التأثير او السيطره . خرجت الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية قوة" عالمية مسيطرة.فاتجهت الى ترتيب الوضع الدولي بشكل يتناسب والدور الجديد الذي عزمت عليه مع اتخاذ الدور الاساسي في النظام الدولي لعالم ما بعد الحرب، ومن هذا المنطلق عمدت الى اضفاء صبغة اخلاقية على افعالها لتظهر بمظهر (حمامة السلام) امام الدول،ودعت الى سلام عالمي(المقصود بالسـلام هنـا السلام ضمـن المنظـور الامريكي الذي تسعى به ومن خلاله الى تحقيق اهدافها ومصالحها.وقد عرفنا التاريخ على نوعين سابقين من السلام العالمي وهما السلام العالمي الروماني Pax Romanica والسلام العالمي البريطاني Pax Britanica وعلى ذات المسار حاولت الولايات المتحدة اقامة Pax Americana") فقد انسحب الحرس الروماني مخلفا لنا حرس جديد هو الحرس البريطاني الذي مالبث ان انهار هو الاخر وانسحب ليسلم الرايه الى الحرس الجديد الامريكي الذي حاول ان يلون نفسه بمختلف الالوان والاصباغ فمرة العالم الحر ومشعل الحريه المنتصب فيها ومرة راعي السلام العالمي .ارادت الولايات المتحده الامريكيه ان تنيط اعباء هذا السلام الى منظمة دولية تقودها الامم القوية القادرة على ضمان ذلك السلام،وبما ان الولايات المتحدة هي اقوى دولة انذاك،فقد (تبرعت) بتحمل الجزء الاعظم من هذه المسؤولية او المهمة المقدسة كما تردد دائماَ وفي كل الاحيان تنتهك تلك القدسيه تحت مسميات واهيه الغرض منها البقاء اطول فتره في مقصورة الحرس، واستعدت الولايات المتحدة للمهمة الجديدة بكل ثقلها الدبلوماسي،الا ان مهمة السلام العالمي سرعان ما اعاقها ظهور قوة ثانية ارادت ان تتحمل هي الاخرى جزءاَ،او كل المهمة الامريكية،اذا لزم الامر،فما كان من "حمامة السلام" الا ان تتهم القوة المنافسة بالبربرية ومحاولة تدمير العالم،الذي تسعى لصنعه.وهنا وجدت لنفسها مهمة اخرى وهي حماية العالم الديمقراطي من الخطر الجديد الذي يهدده (خطر) الشيوعية.فهل كان الهدف فعلا حماية العالم؟!وما هي طبيعة واهداف الوسائل التي استخدمتها في سبيل ذلك؟وهل حققت السلام الذي نادت به بالمعنى المتعارف عليه للسلام؟اسئلة كثيرة سنحاول الاجابة عليها بصورة عامة مع بعض التركيز لتوضيح التداخلات التي قد تعترضنا فيما يخص المشكلة الفيتنامية مثلاَ التي كانت ميداناَ تطبيقيا لسياسة الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، كان لابد للولايات المتحدة وهي تعد نفسها لدور عالمي،ان تكون بنظر العالم (رائدة السلام العالمي).فما ان وضعت الحرب اوزارها حتى هرع القادة الامريكيون الى تحويل ما اتفق عليه،في المؤتمرات التي عقدت في اثناء الحرب الى حيز الواقع الملموس. وتأسست هيئة الامم المتحدة بعد مجئ الرئيس الثالث والثلاثون "هاري ترومان Harry Truman" الى الحكم بفترة قصيرة.وكان روزفلت قد وضع اسسها خلال فترة الحرب،حينما اجتمع مع رئيس وزراء بريطانيا (ونستون تشرشل Winston churchill) في الرابع عشر من آب/اغسطس العام 1941م على متن احدى البوارج البريطانية،حيث تم التوقيع على وثيقة عرفت فيما بعد باسم (ميثاق الاطلسيAtlantic Charter).وتضمنت مبادئ تشبه الى حد ما تلك المبادئ التي نادى بها الرئيس الثامن والعشرين "توماس وودرو ولسنWoodrow Wilson " على اثر الحرب العالمية الاولى،فقد تمحورت مبادئ الوثيقة حول اقامة نظام للامن العام وضمان السلم الدولي لعالم ما بعد الحرب.ورغم ان هذه المبادئ قد وضعت من الولايات المتحدة وبريطانيا الا انها صيغت بشكل لايتعارض مع النظام السوفيتي الامر الذي لم يمنع "ستالين" من الاتفاق معها.لقد تجاوزت هذه الدول اختلاف وجهات النظر فيما بينها على اعتبار ان بريطانيا والولايات المتحدة دولتين ديمقراطيتين على العكس من اشتراكية الاتحاد السوفياتي وذلك لتوحيد صفها في وجه العدو المشترك والخطر الاكبر الذي مثلته المانيا. استمرت المساعي الامريكية الرامية الى جعل الولايات المتحدة زعيمة السلام العالمي والداعية له،وبذل ساستها في سبيل ذلك جهودا كبيرة.وعلى هذا المسار قام وزير الخارجية آنذاك( كورديل هلّ- Cordell Hull) بكسب دعم الاتحاد السوفيتي لهذا المشروع في المؤتمر الذي عقد في موسكو في تشرين الاول/اكتوبر من العام1943م.وتم التأكيد على هذا الموضوع مرة اخرى في تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام حين عقد مؤتمر طهران الذي ضم الثلاثة الكبار (روزفلت،ستالين،تشرشل).وتم الاتفاق على انشاء منظمة دولية تحافظ على السلام العالمي من خلال تعاون الدول الثلاث فيما بينها،و(في دمبرتون او اكس - Dumbarton Oaks) وهو قصر يقع في واشنطن نزل فيه اعضاء المؤتمر.اعدت مسودة الميثاق الخاص بهذه المنظمة فضلا عن مناقشة اغلب الاعمال الخاصة بها.اما قضايا التصويت والتمثيل وحق النقض فقد تمت مناقشتها في مؤتمر يالطا المعقود في عام 1944م.وكان "ستالين" قد طالب سابقاً بعضوية كل جمهورية من جمهورياته الست عشرة(جاءت هذه المطالبة بعد قبول دول الكومنولث كأعضاء في المنظمة )،الا انه في هذا المؤتمر اكتفى بعضوية ثلاثة منها فقط (الاتحاد السوفياتي،بلاروسيا،اوكرانيا) وقد مثل ذلك فرصة للولايات المتحدة للحصول على ما حصل عليه" ستالين" لاسيما ان "روزفلت"قبل ان يذهب الى المؤتمر،كان قد وضع في حساباته بان يطالب بحق التصويت لكل ولاية من الولايات الثماني والاربعين التي يتألف منها الاتحاد الفدرالي الامريكي (انذاك).وتم في هذا المؤتمر الاتفاق على اكمال المناقشات حول مسألة التصويت في مؤتمر اخر يعقد في سان فرانسسكو، ومرة اخرى تحتضن الولايات المتحدة مباحثات منظمة السلام،وهذه المرة في مدينة سان فرانسسكو. وقاربت جهود روزفلت ان تؤتي ثمارها ولكن قطفها "ترومان" بعد ان توفي الاول في الثاني والعشرين من نيسان/ابريل، ليكمل الاخير الخطوة الاخيرة في مؤتمر سان فرانسسكو،حيث وضع ميثاق المنظمة بصيغته النهائية،ودخل الميثاق مرحلة التنفيذ الفعلي في الرابع والعشرين من تشرين الثاني1945. استوى الميثاق على مقدمة وتسعة عشر فصلاً ومائة واحدى عشرة مادة.وجاء على اساس انه يمثل ما تم الاتفاق عليه بين الدول الكبرى،الا ان الصبغة الامريكية بدت واضحة على عموم الميثاق لاسيما المقدمة التي جاءت وكأنها مقتبسة من وثيقة الاستقلال الامريكي.كما تم اختيار نيويورك (لقد كان اختيار نيويورك مقرا لهذه المنظمة ينطوي على مقاصد سياسية لاسيما اذا علمنا ان هذه الولاية تعد اكبر مركز للصهيونية.ولست ادري ان كان العالم قد لاحظ ان قرار تقسيم فلسطين واقامة الكيان الصهيوني قد جاء بعد سنتين من قيام المنظمة.حول اختيار مقر المنظمة لتكون مقرا لمنظمة السلام،وبذلك يكون "كل شئ قد تم على التربة الامريكية. ولما كان "كل شئ قد تم على التربة الامريكية"فمن تحصيل حاصل ان تكون (الولايات المتحدة) عفوا (الامم المتحدة) ذات صبغة امريكية.لقد نص الميثاق على ان تتألف المنظمة من ستة اجهزة رئيسة تمثلت في (الجمعية العامة،مجلس الامن،المجلس الاقتصادي والاجتماعي مجلس الوصاية،محكمة العدل الدولية،والامانة العامة).وتم تنظيم هذه الاجهزة بشكل اكثر تنظيما مما كانت عليه اجهزة عصبة الامم،فبينما يشترك جميع الاعضاء في الجمعية العامة فأن الجهاز التنفيذي مخول لمجلس الامن الذي كان الاساس في التنظيم الدولي الجديد،وقدرته على العمل تتوقف على اجماع الدول الكبرى.اما الجمعية العامة فدورها ثانوي يتلخص في دعوة الاعضاء من الدول الصغيرة لاقرار ما يتفق عليه الاعضاء الكبار لاضفاء التأكيد المادي والادبي المطلوب.تألف مجلس الامن من احد عشر عضوا،خمسة منهم دائمين (الولايات المتحدة،الاتحاد السوفياتي،بريطانيا،فرنسا،الصين)،وتم اختيار هذه الدول للعضوية الدائمة بعدَّ الدول الكبيرة،وحدها تملك القدرة الصناعية والمواد الحربية التي تحتاج اليها المنظمة لتحقيق النصر على الدولة المعتدية.ولهذه الدول حق النقض (vieto) دون سواها. وبقيام هذه المنظمة تحت الرعاية الامريكية تكون الولايات المتحدة قد اوجدت الاداة الاولى لتنفيذ سياستها الخارجية في عالم ما بعد الحرب.والحقيقة ان اللهف الامريكي على اقامة منظمة عالمية للسلام لم يكن حباً في السلام ذاته،بل لايجاد دعامة قوية لحماية مصالحها التي اصبحت عالمية،فضلا عن اتخاذها غطاءً مشروعاً لتسويغ تدخلها في مختلف انحاء العالم.ومن زاوية اخرى يمكن ان يكون اهتمام الولايات المتحدة بمنظمة سلام عالمية نابعا" من كونها حاولت محو الصورة المرعبة التي رسمتها قنبلتي هيروشيما وناغازاكي في اذهان العالم عن السياسة الامريكية،فكانت بذلك كالشيطان الذي يرتدي ثوباً ابيضً ليوهم الخلق بانه ملك صالح. صار من المعروف ان الولايات المتحدة اصبحت قوة عالمية بعد الحرب العالمية الثانية،واتسمت فترة ما بعد الحرب بالقلق وانعدام الاستقرار الناجم عن تدهور معظم القوى العالمية عسكريا واقتصاديا(ان تدهور القوى الغربية بدأ منذ الحرب العالمية الاولى وما عانت منه على اثرها من استنزاف قواها البشرية والمالية،ثم تبع ذلك الازمة الاقتصادية العالمية عام 1929م واخيرا جاء الانهيار على يد الحرب العالمية الثانية حيث فقدت هذه القوى معظم مستعمراتها فضلا عن الانهاك المادي والبشري الذي نتج عن ذلك )،وبدت الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة المسيطرة انذاك بما تملكه من امكانيات وقدرات مرتّ ذكرها.الا ان هذا الانفراد الامريكي لم يدم طويلا،فسرعان ما حطمه بروز قوة اخرى تناقض (الحرس الجديد)في كل شئ ما عدا القوة والطموح،ولم يكن المنافس الجديد سوى العدو القديم وحليف الظروف الاتحاد السوفياتي.ان ظهور الاتحاد السوفيتي قوةعالمية سعت الى مشاركة الولايات المتحدة في الزعامة العالمية لم يرق للاخيرة،فتصاعد التوتر بين الطرفين نتيجة لتقاطع المصالح،وجسم هذا التوتر ابعاد حرب جديدة بعيدة عن المفهوم التقليدي للحروب المباشرة (الساخنة) استمرت على مدى عقود من الزمان عرفت بـ(الحرب الباردة) تطلق تسمية الحرب الباردة على النزاع الذي حدث بين طرفين دون اللجوء الى استخدام السلاح بشكل مباشر من قبل احد الطرفين ضد الاخر.وشاعت هذه التسمية على اثر النزاع الذي حدث بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في اعقاب الحرب العالمية الثانية؛بعد زوال سبب التحالف بانهيار العدو المشترك (المانيا):،. لقد اختلف المؤرخون في تحديد تأريخ معين لبداية هذه الحرب،فعلى سبيل المثال يرى احد المؤرخين انه لايوجد تأريخ معين لتحديد هذه البداية، فالبعض جعلها في عام 1917 (تأريخ الثورة البلشفية في روسيا) وجعلها اخرون في عام 1947 م او 1948م، ويرى مؤرخ اخر ان هذه الحرب كانت "نتيجة لطوفان احدثته الحرب العالمية الثانية.ولم يكن امر الخلاف بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي ممكنا على الاقل في اية فترة تأريخية سابقة ،في حين يرى مؤرخ اخر ان الصراع لم يبدأ في عام 1945 م ولابسبب الثورة البلشفية في عام 1917م،بل الاكثر من ذلك انه لم يكن صراعا عقائديا لان احداهما رأسمالية والاخرى شيوعية،وانما الصراع بدأ حينما قررت الولايات المتحدة،في نهاية القرن التاسع عشر،التوسع في نصف الكرة الغربي تاركة نصفها الشرقي للتوسع الروسي. ان اصحاب الرأي القائل بأن الحرب الباردة بدأت عام 1945 او بعده لاينظرون الى تأريخ الولايات المتحدة نظرة عامة شاملة على اساس انه كلّ مترابط.وان هذا الرأي نابع من نظرة جزئية محاطة بظروف ومسببات مباشرة مبنية على اساس الفعل ورد الفعل.والحقيقة ان تأريخ الولايات المتحدة هو حلقات متصلة لانه مبني على فكرة واحدة لازالت قائمة حتى وقتنا الحاضر.وانطلاقا من الفكرة القائلة بأن (النظرة الكلية تعطي صورة أوضح للأمور)فأننا نرجح الرأي الذي يعود بجذور الحرب الباردة الى نهاية القرن التاسع عشر.ونحن لاحظنا سابقا ان احد اسباب اعلان (مبدأ مونرو Monroe Doctrine)-سالف الذكر هو امتداد التوسع الروسي الى مناطق النفوذ الامريكية.اما القول بأن امر الخلاف بين القوتين اعلاه لم يكن ممكنا في اية "فترة تأريخية سبقت الحرب العالمية الثانية"فهو دليل واضح على النظرة الجزئية لتأريخ هذه الدولة،بل ان صاحب هذا الرأي قد تجاهل تماما كون الولايات المتحدة كانت من اشد منتقدي الثورة البلشفية عام 1917م. بل وهناك التقاطع الكلي بين القوتين بعد ذلك الوقت حتى ان الولايات المتحدة لم تدخل الحرب العالمية الاولى حتى خروج الثانية منها.الا ان الظروف التي احاطت بالولايات المتحدة في الداخل والخارج بعد الحرب العالمية الاولى وما نتج عنها من ابتعادها النسبي عن الساحة الدولية ابعد احتمالية نشوب حرب مباشرة بينهما. ومهما تعددت الاراء حول هذه الحرب فاِن الحادثة المتفق عليها بأنها البداية الفعلية والمباشرة لهذه الحرب كانت بعد الحرب العالمية الثانية،وتحديدا على اثر خطاب ونستون تشرشل الذي القاه في الخامس من اذار/ مارس من العام1946م في مدينة (فولتون-Fulton) في ولاية ميسوري الامريكية.فقد قام "تشرشل" بتمجيد القوة الامريكية مقابل تحشيد العداء ضد السوفيات،ودعا الشعوب الناطقة باللغة الانجليزية ان توحد جهودها لايقاف التوسع السوفياتي في شرق اوربا. واذا كان هذا الخطاب هو العلامة الواضحة لبداية الحرب الباردة ،فانه لم يأت من فراغ.بل كانت هناك حوادث وافعال قد مهدت له وجعلته بالشكل الذي يبدو نقطة بداية انطلق منها المؤرخون والباحثون.ومعظم هذه الحوادث والافعال تعود الى فترات سبقت الحرب العالمية الثانية.من البديهي ان الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي كانتا قوتين متناقضتين ايديولوجياً،وهذا التناقض تبعه تناقض سياسات كل منها الامر الذي يصب في تقاطع المصالح.ولما كان الامر كذلك نستطيع القول ان كلاً منهما قد تجنبت الأخرى لفترة طويلة نسبيا "يمكن ان نحدد هذه الفترة (من عام 1917 م وحتى 1933) حيث مثل التأريخ الاول قيام الثورة البلشفية وبروز التناقض الايديولوجي بين الطرفين،بينما يمثل التأريخ الثاني عودة العلاقات الدبلوماسية حينما ادرك فرانكلين روزفلت ان الاتحاد السوفياتي اصبح قوة لايمكن تجاهلها لاسيما بعد ان دمرت الازمة الاقتصادية العالمية (1929-1933م) معظم الاقتصاديات الرأسمالية وحفاظ الاتحاد السوفياتي على قوة اقتصاده"،ثم جمع بينهما عدو مشترك (المانيا النازية) فاشتركتا جنبا الى جنب مع بريطانيا في الحرب العالمية الثانية،الا ان هذا الاشتراك لم يخل من التوجس والشك في النيات من الطرفين.ففي عام 1942 م كان ستالين قد طلب من الحليفتين الديمقراطيتين فتح جبهة ثانية ضد الالمان في غرب اوربا،لتعزز الجبهة الشرقية التي يقودها.الا ان فتح الجبهة تأخر حتى منتصف عام 1944م،الامر الذي اثار استياء ستالين الذي رفض الاعذار التي قدمها الحلفاء،ووجه الى تشرشل على وجه الخصوص،لاعلانه ان الحلفاء لن يقوموا بفتح الجبهة الثانية الا بعد التأكد من ضعف القوة الالمانية،لكي تتجنب قوات الحلفاء الخسائر البشرية الكبيرة.وبالنسبة لستالين فقد ادرك ان تشرشل يقصد التضحية بالجيش السوفياتي من اجل الحفاظ على ارواح القوات البريطانية والامريكية.وربما ان الدولتين الديمقراطيتين رأتا في تأخير فتح الجبهة،فرصة ذهبية لضرب عصفورين بحجر واحد.فالولايات المتحدة كانت قد ادركت،انه بمجرد القضاء على المانيا وزوال خطرها فاِن الاتحاد السوفيتي سيصبح قوة مسيطرة على شرق اوربا دون منافس،لاسيما بعد الانتصارات التي حققها هناك.وبما ان المانيا تشترك مع الاتحاد السوفيتي في التناقض الايديولوجي مع الدول الديمقراطية،اذن تأخير فتح الجبهة كان اعظم فرصة لضرب المانيا والاتحاد السوفيتي بحجر الحرب.والمحصلة ان ضعف أي منهما سوف يصب في مصلحة الدول الديمقراطية.وكان "تشرشل" قد اقنع" روزفلت" بضرورة القيام بعملية انزال في شمال افريقية قبل فتح جبهة غرب اوربا بحجة انه لايمكن الوصول الى هناك دون اخضاع شمال افريقية،وتماشى" روزفلت" مع هذا الرأي مع ادراكه ان ما يهم تشرشل هو استعادة شمال افريقية التي شكلت،على مدى طويل من الزمن،اهمية كبيرة للامبراطوريتين البريطانية والفرنسية.وبعد ان تم لرئيس الوزراء البريطاني ما اراد ادرك روزفلت ضرورة ان يكون للجنود الامريكين دور على الساحة الاوربية،وحاول تدارك الامر بدعوة كلا حليفيه للاجتماع في (الدار البيضاء - Casablanca) في كانون الثاني/يناير1943م.الا ان "ستالين" اعتذر عن الحضور بحجة انشغاله بمواصلة العمليات العسكرية لكنه اكد على ضرورة فتح جبهة ثانية بأسرع وقت.كان ذلك هو التوتر بين ستالين وحلفائه وبداية الشك في نياتهم،ذلك الشك الذي كان له دور خطير في تحديد نوعية العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية لاحقا، استمر ستالين بقيادة الجبهة الشرقية دون معاونة حلفائه وتمكن من ايقاف تقدم القوات الالمانية في ستالين غراد.وعلى الرغم من انه كان يواجه (80%) من المجموع الكلي للجيش الالماني الا انه تمكن من تحقيق النصر. بعد ستالين غراد ادركت الولايات المتحدة ان حجر الحرب اخطأ (الاتحاد السوفياتي)واصبح ستالين،مع استيائه من عدم فتح الجبهة الثانية يثير قلق الحلفاء لاسيما بعد ان استدعى سفيريه في واشنطن ولندن الامر الذي أثار خشية الحليفتين الديمقراطيتين من قيام حليفهما الغاضب بالانتقام لنفسه ومصالحة المانيا عن طريق اليابان،لاسيما انه حتى ذلك الوقت لم يكن قد اعلن الحرب على الاخيرة.لذا بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا بالتخطيط لاشراكه في جبهة الشرق الاقصى(ان للاتحاد السوفيتي مصالح في هذه المنطقة تماما كما هو الحال مع بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.وشهد تأريخها تنافس استعماري منذ فترات زمنية طويلة). وبدأ المخطط بالدعوة الى اجتماع تمهيدي في موسكو،في تشرين الاول/اكتوبر 1943،ضم وزراء خارجية الدول الثلاث وحاول الحلفاء اعادة ثقة الاتحاد السوفيتي في وعودهم وتم الاتفاق على عقد مؤتمر اخر عقد في طهران في تشرين الثاني/نوفمبر 1943،وفيه تم ارضاء رغبة ستالين بتحديد تأريخ نهائي لفتح الجبهة الثانية وذلك في الاول من ايار/مايو1944م،ومقابل ذلك حاول الحلفاء اقناع ستالين بالاشتراك في جبهة الشرق الاقصى الا انه رفض اعلان الحرب على اليابان لكنه وعد بذلك بعد القضاء على هتلر.من المعروف ان "ستالين" حتى ذلك الوقت وجه كل ثقله نحو الجبهة الشرقية في اوربا فكان من المجازفة ان يشارك في جبهة الشرق الاقصى سيما ان الامر يتطلب ان يوجه جزءاً غير قليل من قواته الى هناك.لذا فضل ان يتم اولا اضعاف القوة الالمانية الى اقصى حد ممكن. ومن زاوية اخرى ربما يكون ستالين قد اراد ان يصّعد من قلق حلفائه بشأن مصالحته مع المانيا عن طريق اليابان لكي يعجلوا بفتح الجبهة الثانية ومما يؤكد ذلك انه اعلن الحرب على اليابان بعد فتح الجبهة الثانية وليس قبلها. قد تكررت شكوك "ستالين" في نيات حلفائه عندما طلب منهم في المؤتمرات التي عقدت في اثناء الحرب على ان يقوم بعد الحرب بضم دول البلطيق،واجزاء من بولندا،وفلندا،ورومانيا الى الاتحاد السوفيتي،حيث ان هذه المناطق كانت في السابق تحت سلطة روسيا القيصرية واسترجعها من" ستالين" في عام1939م.بموجب الاتفاق الذي عقده مع هتلر الا ان الحرب عرقلت هذا الاتفاق.وكان روزفلت يرى ان تؤجل التسويات لحين انتهاء الحرب.انتهت الحرب في عام 1945م وبدا جليا ان الاتحاد السوفياتي قد خرج وهو قوة عظمى وحقق نصرا عسكريا وسياسيا،فقد سيطرت جيوشه على معظم شرق ووسط اوربا،وتحطمت المانيا على يديه،كما ان استسلام اليابان مكنه من استعادة ما خسرته روسيا القيصرية في عام 1903م ،ان هذا الوضع وضعه اوتوماتيكيا بمواجهة الولايات المتحدة لاسيما بعد خلو الساحة الدولية من اية قوة اخرى،فأصبحت هناك قوتان طموحتان في عالم مدمر ومنهك القوى،فضلا عن وجود تراكمات عدائية بعيدة الجذور بينهما.اضافة الى ما تقدم فقداختلف الموقف جذريا من المعاهدات التي عقدت في اثناء الحرب وتعالت اصوات في داخل الولايات المتحدة منددة بهذه الاتفاقيات بعدَّها خيانة للمصالح الامريكية،وقامت جماعات الضغط بدور خطير في هذا المجال،فضلا عن معارضة الحزب الجمهوري برئاسة (روبرت تافت-Robert Taft)،حيث ذهب هؤلاء الى التشكيك في صحة اشتراك الولايات الى جانب الاتحاد السوفياتي في هذه الحرب.إن شعار "المنافسة الإستراتيجيةStrategic Competition " الذي رفعه الجمهوري جورج بوش الابن لوصف طبيعة العلاقة في عهده بين أمريكا والصين كمثال، والذي يبدو وكأنه مختلف أو ربما متناقض مع شعار "الشراكة الإستراتيجيةStrategic Partnership " الذي رفعه سلفه الديمقراطي بيل كلينتون، هو في حقيقة الأمر لا يعكس أي تغيير حقيقي في السياسة الأمريكية تجاه الصين. وهذا الأمر ينطبق أيضا على الشعارات الأخرى مثل "الاحتواء" و"الارتباط البناء". إن المتغير في السياسة الأمريكية تجاه الصين هو الأساليب والشعارات وشكل الخطاب السياسي، لكن مضمون هذه السياسة ظل هو هو منذ زيارة نيكسون إلى الصين عام 1972. لقد أدرك الصينيون أن وصول بوش الابن إلى الحكم لا يعني تغييرا حقيقيا في السياسة الأمريكية تجاههم. وهذا ما أكده الرئيس الصيني جيانغ زيمين عندما قال: "إني لا أملك نظرة ساذجة أو رومانسية "حتى أعتقد" بأن الشراكة الإستراتيجية التي اقترحها الرئيس "كلينتون" هي خالية من الصراع والاحتواء؛ إنها تحتوي على الاثنين. وبالمقابل فإني لا أظن "أيضا" بأن المنافسة التي تحدث عنها السيد بوش لا تحتوي على أي عنصر فيه تعاون."أما خطوط السياسة الأمريكية المعلنة تجاه الصين فرغم تعاقب الإدارات الحاكمة في أمريكا ورغم تغيير أسماء السياسات المعلنة تجاه الصين، إلا أن جوهر السياسة الأمريكية لم يحدث عليه تغيير جذري أو حقيقي منذ زيارة نيكسون التاريخية إلى الصين عام 1972م. ويتلخص جوهر السياسة الأمريكية تجاه الصين كما جاء في تقرير البيت الأبيض فيما أعلنه بقوله: "إن سياستنا تجاه الصين هي مبدئية وبراغماتية معا: توسيع مجالات التعاون بينما نتعاطى بصراحة مع خلافاتنا. إن محاولة عزل الصين "عمل" بكل وضوح غير ممكن. إنه حتى أصدقاؤنا وحلفاؤنا حول العالم لن يساندوننا "في ذلك"؛ إننا لن ننجح سوى في عزل أنفسنا وسياستنا ذاتها". أن أهم أهداف التغلغل الأمريكي في آسيا الوسطى والقوقاز هو السيطرة على الثروات الهائلة من النفط والغاز الموجودة في بحر قزوين وكذلك عزل روسيا وإبعادها عن مجال نفوذها السابق، لكن من المؤكد أيضا أن من أهداف هذا التغلغل الأمريكي في هذه المنطقة الإستراتيجية هو محاصرة الصين ومنعها من مد نفوذها غربا باتجاه آسيا الوسطى وربما أيضا الضغط عليها (في المستقبل وإذا اقتضت حاجة أمريكا ذلك) عبر تشجيع بعض الحركات الانفصالية لقوميات صغيرة في غرب الصين مثل إقليم سينكسيونغ ذي الغالبية المسلمة. فروسيا والصين يشتركان في التخوف من أن تستغل أمريكا قضايا حقوق الإنسان والأقليات في بلديهما لإثارة الرأي العام الدولي ضدهما. فقد سبق لأمريكا أن حركت أكثر من مرة ملف حقوق الإنسان في الشيشان وعينت منسقا خاصا لشؤون التيبيت في وزارة الخارجية الأمريكية منذ عام 1997م.فاشتراك الصين وروسيا في الإحساس بهذا الخطر الأمريكي في آسيا الوسطى دفعهما إلى تسوية مشكلة الحدود التي ظلت محل نزاع بين البلدين لنحو 300 سنة. فأثناء زيارة بوريس يلتيسن لبيكين بين 9 و11 تشرين الثاني/ نوفمبر 1997 تم التوقيع على إعلان مشترك يؤكد انتهاء عملية ترسيم الحدود المشتركة بين روسيا والصين الممتدة على طول 4300 كلم، ولم يبق إلا قطعتين صغيرتين لم يتم ترسيمها بعدُ. ومنذ زيارة يلتسين إلى بيكين بدأت علاقات الصين التجارية مع روسيا في النمو. وبعد زيارة يلتسين إلى بيكين عام 1997، جاءت زيارة جانغ زيمين إلى موسكو في تموز /يوليو 2001م ليتم فيها التوقيع على "اتفاق الصداقة والتعاون" بين الصين وروسيا. وقد وصف بوتين هذا الاتفاق بأنه "اتفاق القرن الجديد". بينما قال زيمين بأن روسيا والصين صارتا بموجب هذا الاتفاق: "جارتين حسنتين، وشريكين حسنين، وصديقين حقيقييْن لكل الأوقات". وأكد الطرفان "أن الاتفاق ليس نوعا جديدا من العلاقات بين الدول وليس موجَها مباشرة ضد بلد ثالث". ومن الواضح أن المقصود هو تطمين أمريكا بأن هذا الاتفاق ليس حلفا جديدا موجها ضدها، رغم أنهما يشتركان في رفض مسألة نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي (NMD) ويتمسكان باتفاقية عام 1972م الخاصة بالحد من الصواريخ البالستية (AMB) التي يعتبرانها "حجر الزاوية في الاستقرار الإستراتيجي".ان جوهر الصراع الخفي بين القوى الكبرى في عالم اليوم هو "الغاز" وماتدور من احداث وتغيرات في الشرق الاوسط انما هي احداث في غايتها الامريكيه الوصول الى بوابة الغاز اي السيطره على اسيا الوسطى المليئه بالثروه الغازيه( حيث تشكل آسيا الوسطى مصدراً مهماً للطاقة، خاصة وان تقديرات وزارة الطاقة الامريكية تشير الى ان هذه المنطقة وبحر قزوين المتاخم لها يحتويان على ثاني اكبر احتياطي للنفط بعد الخليج الفارسي (17،6 مليار برميل) والأول للغاز الطبيعي في العالم (65 تريليون قدم مكعب) . وعلى الرغم من ان الاحتياط النفطي قد لا يرقى لمخزون دول الخليج والشرق الاوسط وشمال افريقيا، غير انه يظل قادراً على تقديم بديل للطاقة في القرن الواحد والعشرين اذا ما انخفضت معدلات انتاج النفط في اماكن اخرى من العالم لاسباب سياسية، كما انه يتوقع بحلول 2015 انكماش وتراجع الاحتياطات النفطية لبحر الشمال والاسكا) ،في العام 1992م تم اقرار "اتفاقية كيوتوKyoto Protocol "للحد من انبعاث الغازات الى الجو ولمنع ازدياد شدة الاحتباس الحراري وتغييرات المناخ وبعد سنتين اي في العام 1994م الزم الاتحاد الاوربي نفسه بهذه الاتفاقيه منذ هذا التاريخ اصبح الغاز اهم من النفط وفتحت صفحة الصراع من اجله في العام 1995م عقدت صفقه في قطر تم بموجبها حدوث انقلاب في قطر واستولى الابن على مقاليد الحكم واطاح بأبيه والقصه معروفه للجميع وفي هذه الاثناء تم ترسيم الحدود مع ايران وبدأ استخراج الغاز لتلبية الطلب الاوربي فكان البدء بتسييل الغاز القطري لانه من غير المعقول والممكن تصديره كغاز اي مد انابيب من قطر الى اوربا انما يتم تسييله لنقله من خلال البواخر وتصوروا قطر تصدر الغاز المسال الى اوربا بينما البحرين وسلطنة عمان تشتريان غاز من مناطق بعيده في الوقت الذي يكون فيه الغاز القطري مخصص للسوق الاوربيه من اجل منافسة الغاز الروسي حدث كل هذا بعد ان قامت واشنطن بأشعال الصراع وعدم الاستقرار في الشيشان ويوغسلافيا (بواسطة الافغان العرب)،في العام 1996م أمسك بوتين بزمام الامور جراء الوضع الخطير في الشيشان واعلن عن تأسيس (شركة غاز بروم Gazprom) اليوم الحاكم الفعلي لروسيا واكبر مستخرج للغاز الطبيعي في العالم حالها حال الشركات النفطيه الامريكيه التي تحكم امريكا ،واشنطن تدرك خريطة الغاز في المنطقه وتشمل كل من تركمانستان واذربيجان وايران ومصر وهي تعلم في وجوده ايضاَ في ساحل البحر الابيض المتوسط مابين فلسطين ولبنان وقبرص وادركت واشنطن ان السيطره على هذه المنابع تعني استمرار سيطرة امريكا وانفرادها وبقائها قطب واحد يدير العالم (الحرس الوحيد)فهي قادره على منافسة الغاز الروسي وكون غاز اذربيجان وتركمانستان من الصعب الوصول اليعهما كونهم في منطقة النفوذ الروسي فان الوصول لهما سيكون سهلاَ في حال سيطرت الولايات المتحده على غاز المتوسط وزودت اوربا بالغاز المتوسطي عندها تكون روسيا عاجزه عن شراء الغاز من اسيا الوسطى والتي سترغم على الدخول في النفق الامريكي ولكن الحصول على الغاز في المتوسط يحتاج الى سلام (الحارس الجديد)ومن هنا بدأت بالتحرك منذ العام 1996م حيث الحرب على لبنان من قبل حليفها اسرائيل في عملية عناقيد الغضب من اجل فرض سلام مع لبنان والذي سيؤمن امدادات الغاز لكن فشل هذا الصراع وفي العام 2000م تحرر جنوب لبنان وللمصادفه ايضاَ فقد وصل "بوتين" الى السلطه في نفس العام على اثر موت "يلتسين".ادركت الولايات المتحده ان الغاز القطري اصبح عاجز عن المنافسه في السوق الاوربيه وان النفوذ الروسي في تزايد مستمر في اوربا مع ازدياد الطلب على الغاز ليس هذا فحسب انما بدأت موسكو بالانتعاش الاقتصادي وتستعيد عافيتها عندها قررت امريكا التحرك وكانت احداث مبنى التجاره العالمي في امريكا في الحادي عشر من ايلول هو مقدمه الهجوم الامريكي كرد على هزيمة اسرائيل في لبنان ووصول بوتين الى السلطه والتقارب الصيني الروسي بعد توتر دام عقود خلال الحرب البارده وسقوط بعض مناطق نفوذ واشنطن في امريكا الجنوبيه وكانت البدايه احتلال افغانستان وطبعاَ الهدف هو قطع طريق الترانزيت عن الصين ومحاصرتها ومحاصرة روسيا من جهة ثانيه ومحاصرة ايران.في العام 2002م عقدت واشنطن صفقه مع رجب طيب اردوغان وعبدالله جول حيث انقلبا على معلمهم "نجم الدين اربكان" الذي كان يرأس "حزب الرفاه" التركي ويرأس الحكومه التركيه وكان اوردغان وجول اعضاء فيه فقد اسسا حزب العداله والتنميه ليصبح عبدالله غول اول رئيس حكومه اسلامي في تركيا ومثلما كان الانقلاب في قطر سببه الغاز كلن الانقلاب في تركيا سببه الغاز فمع ظهور حزب العداله والتنميه اعلنت واشنطن عن خط غاز "نابكو Nabucco Pipeline" حيث يتم نقل الغاز من تركيا الى النمسا عبر بلغاريا ورومانيا والمجر ،الخط سيجري من ارضروم في تركيا وقد سمي هذا المشروع باسم "نابكو" نسبة الى مقطوعه موسيقيه كلاسيكيه من تاليف "جوسبيه فيرديGiuseppe Verdi"يتكلم فيها عن مايسمى سبي نبوخذ نصر لليهود.بعد عام واحد من عقد هذه الصفقه تم احتلال العراق في العام 2003م من دون شك ان واشنطن تدرك ان الغاز في اسيا الوسطى محال ان يصلها لكن ماكانت لم تدركه موسكو ان غاز البحر المتوسط هو ماكانت تريده واشنطن او تخطط له فعندما اعلنت واشنطن عن خط نابكو كانت تعتقد موسكو ان هذا الخط قد ولد ميتاَ، لكن واشنطن كانت تخطط اولاَ للحصول على الغاز المصري (ولاادري هل عرفت مصر لماذا كانت قصة ان الرئيس المخلوع مبارك قام بتصدير الغاز بسعر اقل من السعر العالمي حيث لم يكن اصلاَ هناك سعر عالمي وان روسيا قررت عمل بورصه للغاز فقط في العام 2011م )وساحل المتوسط فلسطين ولبنان وقبرص ومع تقسيم وتدمير سوريا ستحصل حكما بلا حرب على الغاز الإيراني والمتوسطي وبالتالي حكما لن تستطيع بعدها موسكو شراء الغاز الأذري فبذلك تفقد موسكو نفوذها في المتوسط وأوروبا ووسط آسيا دفعة واحدة وتكون واشنطن سيطرت على العالم للأبد، نابوكو يجمع غاز المنطقة في تركيا ليصدر إلى أوروبا دون المرور في اليونان ( طبعا عارفين حكاية افلاس دوله اليونان وزيارة الرئيس مبارك التاريخية لليونان والقمة المصرية اليونانية لدعم الشعب اليوناني عام 2010 م) فتتحول بذلك تركيا إلى دولة ثرية بالترانزيت الذي يفترض أن يبدأ بـ 31 مليار متر مكعب و يصل إلى 40مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي ولهذا أردوغان الذي يدرك أن الوصول في البداية إلى غاز وسط آسيا مستحيل لذا أشرف بنفسه على زيارة القاهرة لدعوتها للتوقيع على اتفاق نابوكو ( ولم يدرك احد وقتها سر تروي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في الموافقة على ذلك الامر وهو ما ادي لتاخر ذلك المشروع بسب التروي في الدراسات الخاصة به حتي عام 2017م بدلا من عام 2014م ). تحاول امريكا تهميش الدور الروسي في اسيا الوسطى لذلك نرى مشاركة واشنطن في إنشاء خط أنابيب الغاز الطبيعي، الذي ينقل 100 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي من حقل " دولت آباد دونميز " بتركمانستان إلى أفغانستان، ومنطقة جاوادار الساحلية في باكستان، حيث تبني إسلام آباد هناك ميناء كبيراً، وسيتم تحويل غاز تركمنستان إلى غاز طبيعي سائل ولكن على الرغم من المحاولات الامريكية لتهميش الهيمنة الروسية على الثروات الطبيعية لآسيا الوسطي في قطاع النقل بالانابيب، لا تزال شركة غازبروم الروسية تهيمن على قطاع نقل الغاز في آسيا الوسطى دون منازع. وقد شكّل الإتفاق الذي تم مؤخراً بين روسيا وكازاخستان وتركمنستان على بناء انبوب غاز طبيعي في شمال بحر قزوين انتصاراً لروسيا وصفعة للأوروبيين والأميركيين.لقد كانت الولايات المتحدة تأمل بنقل الغاز من تركمنستان الى تركيا وبعدها الى اوروبا من دون المرور بالأراضي الروسية وذلك بهدف التخفيف من اعتماد اوروبا على مصادر الطاقة الروسية، الأمر الذي دفع صحيفة "زود دوتش تسايتونغ" الألمانية التأكيد على أن بوتين «مرّغ أنف الغرب بالتراب» أو بالغاز. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اشرف مباشرةً على تحقيق اهداف " دبلوماسية الطاقة الروسية "لذا اختار القيام بجولة في آسيا الوسطى على رأس وفد كبير، يضم ممثلين عن شركات الطاقة الروسية الكبيرة في اطار محاولات بلاده تقريب هذه الدول الى سياستها وإبعادها عن فلك السياسة الأوروبية والأميركية او حتى الأيرانية والصينية. وكانت استانة عاصمة كازاخستان - حليف روسيا الكبير - اولى محطات جولة بوتين الآسيوية التي خرجت منها موسكو بتعهدات كازاخية تقضي بتصدير القسم الأكبر من نفطها وغازها عن طريق روسيا. ووقعت عدداً مهماً من الاتفاقات في مجالات النفط والغاز والطاقة النووية وبناء المركز الدولي الأول المشترك لتخصيب اليورانيوم.إلى جانب الغاز زاد الطلب الأوروبي على الوقود الحيوي, الذي بدأ من 1% وارتفع إلى 7% وسيصل إلى 10% وبالتالي نسبة 10% من الوقود الحيوي ستكون من ضمن وقود الإتحاد الأوروبي وبدأ صراع روسي أمريكي على الوقود الحيوي فقامت واشنطن ودون سابق إنذار بقطع القمح عن مصر أكبر مستورد للقمح في العالم كي تمنع موسكو من بيع المزيد من الوقود الحيوي في السوق الأوروبية وكلنا يتذكر أزمة القمح المصرية حين قامت سوريا بمساعدة مصر من مخزونها الإستراتيجي والسودان إلى جانب غناه بالنفط والغاز مرشح لأن يكون أكبر مصدر للوقود الحيوي في العالم، واشنطن وضمن الصفقة مع أمير قطر تم إنشاء "شركة كافاك القطرية للإضافات البترولية "وبدأت قطر بالاستثمار في السودان لحساب واشنطن أي أن الولايات المتحدة وضعت قاعدة عسكرية في قطر لبدء استخراج الغاز والوقود الحيوي وكان هناك في السودان صراع خفي أشعل السودان حيث جن جنون واشنطن من العقود بين السودان والصين للتنقيب عن النفط ودخول غاز بروم الروسية للسودان لاستثمار الغاز حتى وصل الأمر إلى استدعاء الرئيس السوداني إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمته على جرائم واشنطن في السودان كما حوكم سابقا ميلوسوفيتش على جرائم الناتو والأفغان العرب في يوغسلافيا ولكن الصين التي غيرت إستراتيجيتها القتالية وأصبح بمقدورها شن ضربات استباقية للحفاظ على الأمن القومي الصيني ومعها السودان شنوا هجوم مضاد من خلال دعم التمرد في تشاد التي تصدر الإرهاب للسودان . هنا حين وصل ثوار تشاد إلى تخوم العاصمة التشادية أوقفت واشنطن مهزلتها وعدوانها في السودان عبر صفقة قذرة وهدأ إقليم دارفور ونسي العالم أن الرئيس السوداني مطلوب للمحكمة الدولية ولكن أمريكيا التي هزمت جزئيا في تلك المعركة بسبب دور القذافي بدأت بإستراتيجية جديدة من خلال التضييق على إمدادات الصين من السودان فلم تنجح بضرب السودان فقررت ضرب خط الإمداد فأصبحت بحاجة إلى الصومال ولكن قلبت الموازيين في وجهها مع ظهور المحاكم الإسلامية فقامت قطر بالتدخل لحساب واشنطن واشترت زعيم المحاكم الإسلامية بالمال وذلك تحت وقع ضربات القوات الإثيوبية وبدأ أعمال القرصنة في مضيق باب المندب وكانت تدار من دبي ويرسل للقراصنة السفن المستهدفة البعيدة عن القطع العسكرية عبر رصدها بالأقمار الصناعية وكانت بداية لإشعال المنطقة فاشتعل اليمن في الشمال من قبل الحوثيين وفي الجنوب من قبل الانفصاليين وطبعا هناك دور قوي للاخوان المسلمين علي غرار تنظيم القاعدة ودخلت بالفعل قوات روسية وصينية إلى المياه لحماية المضيق من القراصنة وقبضوا على الكثير من القراصنة حتى أصبحت القرصنة تثقل كاهل من يديرها في الخفاء خاصة مع قيام بعض السفن المصرية بالتمرد علي هؤلاء القراصنة مع اسر بعضهم بالفعل في حركة قام الاعلام المصري بالسخرية منها . وكما ظهرت القرصنة فجأة اختفت القرصنة فجأة باشتعال اليمن في ثورات لقوى متصارعه ولم تنجح واشنطن في شرب إمدادات النفط الصيني من السودان و لازال الصراع قائماً على منطقة أبيي الغنية بالنفط بين شمال وجنوب السودان. </div> </div>